السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

السودان.. خطوة واسعة نحو «تخفيف حدة التوتر»

السودان.. خطوة واسعة نحو «تخفيف حدة التوتر»

انطلاق المحادثات بين الأطراف السودانية

انطلقت المحادثات المباشرة بين الأطراف السودانية، الأربعاء، بتسهيل من الآلية الثلاثية ممثلة في (الاتحاد الأفريقي، الإيقاد، يونيتامس)، في حضور عدد كبير من القوى السياسية وغياب قوى أخرى، وذلك في محاولة لإيجاد حلول للأزمة السودانية والتوافق على كيفية إدارة الفترة الانتقالية. وشارك في المحادثات لجنة من المكون العسكري تضم الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، وعضوي المجلس الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق ركن إبراهيم جابر. ونقلت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن هناك مشاركين لمكونات قوى الحرية والتغيير (ميثاق التوافق الوطني) ومكونات الجبهة الثورية إضافة إلى مكونات أحزاب الوحدة الوطنية وممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي وقوى سياسية أخرى، وغابت عن المحادثات مكونات المجلس المركزي للحرية والتغيير وحزب الأمة القومي والحزب الشيوعي ولجان المقاومة وتيارات ثورية أخرى.

وقال فولكر برثيس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم «من المهم ألا نضيع هذه اللحظة، نطلب من الجميع العمل مع بعضهم بعضاً بحسن نية، فيما قال ممثل الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن ولد لبات، إنه «لا يمكن الوصول إلى حل للأزمة، دون مشاركة الفاعلين الأساسيين المعتذرين عن الحضور».

خارطة طريق

وقالت مصادر في تصريحات خاصة إن المكون العسكري حريص على إجراء حوار جاد يساهم في تخفيف حدة التوتر داخل الشارع السوداني، كما يعمل على الوصول إلى اتفاق ينهي المرحلة الانتقالية بما يخدم مصلحة البلاد خاصة في ظل الأزمات، التي تعيشها الدول بسبب أزمة الحرب الروسية– الأوكرانية، وما سبقها من أزمة فيروس كورنا، وما نتج عنهما من آثار اقتصادية مؤلمة. وأوضحت أنه على الرغم من عدم مشاركة بعض القوى السياسية في الحوار، إلا أنه سيؤدي إلى طريقة للاتفاق على «خارطة طريق» لشكل الحكومة المقبلة وكذلك وضع آليات للتعاون بين المكون العسكري والمدني وكذلك الأحزاب المعارضة.

فيما قالت مصادر أخرى إنه يجب أن تحدد الآلية الثلاثية بوضوح هدفها من حوارها، وهل تريد حواراً بمن يحضر أم أنها تحتاج لحوار بمن يؤثر، وأشارت حتى يكون الحوار منتجاً ومثمراً لا بد أولاً أن يتم بين مكونين بينهما خلافات في وجهات نظر الحكم وليس بين المتوافقين في الرؤى، كما يجب أن يُجرى مع القوى الفاعلة والمؤثرة في الأرض.

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مساء الثلاثاء، التزامه بالعمل مع كل مكونات الشعب السوداني من أجل ضمان تحقيق أحلامه، وتطلعاته في بناء دولة الديمقراطية والكرامة، ودولة الحرية والسلام والعدالة، مشيراً إلى أن السودان يمر بمرحلة انتقالية، نجم عن عدم التوافق فيها، ما يهدد أمن وسلامة الوطن والمواطن؛ ما حدا بكثير من أبناء الوطن وكياناته المختلفة، مضيفاً أن معظم القوى الوطنية بمختلف أطيافها، استجابت إلى دعوة الحوار التي تسهلها الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد وبعثة الأمم المتحدة (يونيتامس).

وتابع: باعتبارنا مكوناً عسكرياً، آلينا على أنفسنا والتزمنا وتعهدنا منذ أبريل 2019، بالعمل مع كل مكونات الشعب السوداني من أجل ضمان تحقيق أحلامه وتطلعاته في بناء دولة الديمقراطية، واختتم خطابه بطلب المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار أن تبادر بالاستجابة، وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي لأن الوطن وشعبه يستحقان تجاوز الخلافات والعمل على إعلاء شأنه ووحدته وأمنه فوق كل المطالب الحزبية أو الجهوية أو الشخصية.