التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا.
جرى خلال اللقاء بحث مخرجات زيارة الدولة التي قام بها رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية إلى دولة الإمارات شهر فبراير الماضي، وما تمخض عنها من الإعلان عن تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات ونظيراتها في تركيا، بهدف تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.
كما استعرض الجانبان آفاق التعاون المشترك بين البلدين والفرص المتوافرة لتعزيزه على مختلف المستويات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما.
وناقش سموه ومولود تشاووش أوغلو الأوضاع في المنطقة وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية بها.
كما تناولت مباحثات الجانبين المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وملف استقرار أسواق الطاقة والغذاء في العالم وأهمية تعزيز الجهود العالمية المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن العلاقات الإماراتية التركية متطورة ومتنامية وهناك حرص من قيادتي البلدين على ترسيخ نموذج مستدام للشراكة المثمرة التي تصب في مصلحة شعبيهما وشعوب المنطقة.
عقب ذلك، عقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مستهل المؤتمر الصحفي: «سعيد للغاية بوجودي معكم، في هذا البلد المضياف تركيا، وهذه المدينة الجميلة والتاريخية إسطنبول، فشكراً على الضيافة وكلمات الود».
وأضاف سموه: «شكراً على وقفتكم وتعازيكم بوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -رحمه الله- وأيضا العمل سوياً نحو سنوات قادمة لخدمة العلاقة بين الإمارات وتركيا، في ظل اهتمام من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، فهذه العلاقة تستطيع أن تحقق الكثير من آمال وطموحات الشعبين، وتعزز من مكانة تركيا والإمارات الإقليمية».
وقال سموه: «آمل أن نستطيع العمل سوياً لدعم فريقي البلدين، التركي والإماراتي، للانتهاء من اتفاقية الشراكة التجارية بين البلدين، حيث نستطيع أن نضاعف التجارة بين البلدين».
وذكر سموه: «نستطيع كذلك أن نعمل بشكل أكبر لتعزيز شراكاتنا حول العالم، وأفريقيا نموذج ممتاز لذلك، وهناك مجالات عديدة مثل التنمية والشراكات التجارية وإنعاش وتهيئة الظروف الأفضل للصناعات والشركات الإماراتية والتركية».
وأوضح سموه: «الطاقة المتجددة تعد أحد القطاعات التي نهتم بها لتعزيز العلاقات، فهذا القطاع ليس فقط ناجحاً من الناحية التجارية، ولكن يشكل أهمية كبيرة لدولنا التي تعمل نحو تخفيض الانبعاثات الكربونية في العالم».
وأشاد سموه بارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 50 مليار درهم.. وقال سموه: «حققنا زيادة 82% في التبادل التجاري خلال عامين فقط، وقد أتت هذه الزيادة بسبب الإرادة والعمل الدؤوب الذي تقوم به حكومة تركيا وحكومة الإمارات لإنعاش هذا التبادل».
وأضاف سموه: «سعيد للغاية لهذا الزخم الأخير في العلاقة، ليس فقط الزخم التجاري والاقتصادي والسياسي ولكن أيضاً الثقافي، وقد كان ذلك واضحاً خلال إنجاحكم لإكسبو 2020 دبي والمشاركة القيمة لتركيا.. فشكراً لكم».
وقال سموه: «تحدثنا عن مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية أبرزها قضايا الأمن الغذائي، ولم يقتصر الأمر على التحديات ولكن أيضاً الفرص، فقد تحدثنا حول الفرص المتاحة للعمل المشترك بين تركيا والإمارات لتعزيز أمننا الغذائي».
واختتم سموه كلمته قائلاً: «أنا ممتن لكرمكم ولهذه الصداقة والأخوة بيننا وأتطلع للعمل سوياً لإسعاد شعوبنا وخدمتهم، وأيضاً جعل هذه العلاقة فخر لنا جميعاً».
من جانبه قال مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا إن المحادثات مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تطرقت إلى العديد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف القطاعات مثل التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة، مؤكداً أن دولة الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة.
وأشار أوغلو إلى أن المستثمرين الأتراك حريصون على زيادة استثماراتهم في دولة الإمارات، وقد بحثنا أيضاً خلال اللقاء فرص العمل المشترك في دول أخرى.
وأضاف أوغلو: «نتطلع إلى توقيع اتفاقية الشراكة التجارية مع دولة الإمارات قبل نهاية العام وحريصون على الوصول إلى أعلى مستوى من العلاقة والعمل سوياً بدعم ورعاية من قيادتي البلدين».
ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات بين البلدين والفرص المتاحة للاستثمار، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «من المهم أن نذكر أننا اليوم ونحن نتحدث عن تطوير الشراكات بين البلدين في هذه المجالات، أن هناك اهتماماً كبيراً من الإمارات بمجال الطاقة بشكل عام، وتحدثنا في هذا الصدد عن بعض الأفكار خاصة في الطاقة المتجددة والشمسية وطاقة الكهرباء».
وأضاف سموه: «إحدى أهم الشركات اليوم على المستوى العالمي هي شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) ولديها اهتمام كبير بالبحث عن فرص في تركيا، سواء على مستوى الشركات والقطاع الخاص أو الحكومة التركية».
وأشار سموه إلى أن «مصدر» رائدة في توفير أرخص الإنتاج من الطاقة الشمسية على مستوى العالم وفخورون بهذا الإنجاز، وهناك اهتمام كبير من الشركات الإماراتية في تركيا بمجال الطاقة وكذلك مجالات الموانئ والسكك الحديدية.
وقال سموه: «تركيا بلد مهم للغاية ولديه قدرات عظيمة في مجال السياحة، فهذا يعد من القطاعات الحيوية، ونأمل البحث عن فرص لتعزيز العلاقة في هذا الصدد».
وأضاف سموه: «كوفيد-19 شكل فرصة لنا جميعا لكي ندرك أن هناك المزيد من العمل ينبغي القيام به في القطاع الصحي، وقطاع إنتاج الأدوية سيشهد اهتماماً من جانبنا وبحثاً عن فرص الاستثمار في تركيا».
وبين سموه أن اهتمامنا لا ينصب فقط على العمل في تركيا وإنما العمل مع تركيا في دول أخرى بالعالم مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية ووسط آسيا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، فهناك فرص عظيمة واحترام كبير تحظى به تركيا والإمارات في هذه الدول، ونستطيع أن نعزز هذه العلاقة بالتواجد المشترك بشكل أفضل.
ورداً على سؤال حول زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، أكد مولود تشاووش أوغلو أن الحوار ضروري ومثمر فيمكن أن تكون هناك خلافات ولكن قطع العلاقات ليس بالأمر الجيد، وقد نقلنا الرسالة إلى إخواننا الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين، وسنعمل على اتخاذ خطوات إضافية مع مصر في هذا الشأن.
وذكر أوغلو: «نبذل جهوداً من أجل استقرار ليبيا وفيما يتعلق باليمن، فقد أعربنا عن تضامننا الكامل مع الإمارات والسعودية عقب الهجمات الإرهابية التي تعرض لها البلدان، فنحن نحارب الإرهاب معاً بالتضامن ومنفتحون معاً من أجل السلام ومصلحة شعوبنا».
وفي هذا السياق أيضاً، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «أهنئكم معالي الوزير على زيارتكم إلى إسرائيل وأشقائنا في فلسطين، ولا شك أن تشجيع العودة إلى عملية السلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غاية الأهمية، فمنطقتنا مليئة بالأحزان والمنغصات وشعوبنا تستحق الأفضل».
وأضاف سموه: «ما قمتم به خلال الزيارة في غاية الأهمية لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الخروج من المأزق».
وأكد سموه: «في نهاية الأمر المصلحة هي خدمة الشعوب وليس الأيدولوجيا، ومع الأسف عندما يتصاعد الخطاب الأيدولوجي تصبح القدرة على العمل بين الطرفين في غاية الصعوبة».
وقال سموه: «معالي الوزير أهنئ الدبلوماسية التركية على ما حققتموه، ومتأكد أنه بالمساعي الحميدة التي تقومون بها بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الروس والأوكرانيين، سيكون لدوركم وعملكم الخير».
وحضر المؤتمر الصحفي سعادة سعيد ثاني حارب الظاهري سفير الدولة لدى الجمهورية التركية.