دخلت الحكومة اللبنانية مرحلة «تصريف الأعمال» بطلب من الرئيس اللبناني ميشال عون وفق المادة 69 من الدستور، لحين تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية التي أجريت منتصف الشهر الجاري، وكشفت نتائجها خسارة حزب الله وحلفائه الأغلبية البرلمانية. وتنحصر توقعات المحللين والسياسيين اللبنانيين حول رئيس الحكومة الجديد في شخصين، هما رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي، والدكتور مصطفى البرزي الفائز في انتخابات البرلمان الأخيرة، فيما لا يغيب أيضا رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.وقال نائب رئيس تيار المستقبل، الدكتور مصطفى علوش، إنه في ظل الاصطفاف الحالي داخل مجلس النواب فإن الرئيس نجيب ميقاتي هو الأكثر احتمالاً ليُسمى لرئاسة الحكومة، بالمعطيات المنطقية، إلّا في حال حصل ما هو خارج عن المألوف والمحتمل، بتسمية رئيس من خارج المنظومة.
استبعاد الحريري
واتفق الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي يوسف، مع علوش، في صعوبة عودة الحريري لتقلد منصب رئاسة الوزراء، معزياً ذلك إلى ما قال إنها ضغوط خارجية مفروضة عليه، تجعل قراره نابعاً من الخارج وليس من رأسه. ويرى يوسف، استحالة عودة فؤاد السنيورة لرئاسة الوزراء، لأنه «اسم محروق» لدى معظم الأطراف السياسية في لبنان.. وحصر توقعاته بين نجيب ميقاتي، والدكتور عبدالرحمن البزري، متابعاً بقوله: حتى الآن الأمور غير واضحة والصورة ضبابية، وبعد انتخاب رئيس البرلمان، وتشكيل التكتلات داخل المجلس النيابي ستصبح الأمور أكثر وضوحاً.وتوقع يوسف الاستمرار في وضع حكومة تصريف الأعمال لوقت طويل، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والضغوط الداخلية والخارجية، مؤكداً أن تحديد اسم رئيس الحكومة لا يعني التشكيل النهائي. ويعيش لبنان أزمة اقتصادية ومالية تصنف من بين أشد 10 أزمات عالمية، وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن الـ19، بحسب البنك الدولي الذي أرجع هذا الوضع للتقاعس الرسمي عن تنفيذ أي سياسة إنقاذية. ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في 4 أغسطس وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، فيما يحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة منذ أشهر.