تحمل الأيام المقبلة سيناريوهات عدة يترقبها اللبنانيون، بعد خسارة حزب الله الأكثرية النيابية، والحاجة إلى خلق تحالفات جديدة بين الكتل المختلفة، في وقت يعاني البلد أزمات اقتصادية ومعيشية طاحنة، أدت لتراجع نسبة التصويت لنحو 42% فقط، ما يعكس حالة الإحباط المسيطرة على الشارع اللبناني، بحسب محللين لبنانيين تحدثوا لـ«الرؤية». وقال أستاذ القانون الدستوري بالجامعة اللبنانية الدكتور عصام إسماعيل، إنه: كان متوقعاً أن يتشكل البرلمان من القوى السياسية التقليدية، بحيث لا يوجد أي تغيير جوهري في تركيبته، وبالتالي لن نجد نهجاً جديداً أو تبديلاً في القضايا الكبرى لافتاً إلى أنه ما لم يكن متوافقاً حوله سيستمر النزاع بشأنه دون الوصول إلى نتيجة، وبقية الموضوعات المتصلة بالشؤون الحياتية وإدارة المرافق العامة التي لم تكن موضع خلاف لن نجد أي متغيرات في مقاربتها. وأضاف أن الأمر الوحيد المختلف في التشكيلة الجديدة هو دخول عدد من النواب من المجتمع المدني، وتبديلات طفيفة في أعداد نواب التحالفين الكبيرين بحيث لم تحصل أي جهة بمفردها على الأكثرية.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالتعاون بين حزب الله والقوات اللبنانية فقد سبق أن شاركا في عدة حكومات وتعاونا سوياً، ولهذا من الممكن أن يتحالفا في الحكومة المقبلة، ومن الممكن أن يقرر حزب القوات اللبنانية العمل كما في الحكومة السابقة من خلال المعارضة، أما الثنائي الشيعي فهو طرف أساسي في الحكومة لعدم تمكن أي قوى سياسية شيعية من خرق إمساك هذا الثنائي بكافة المقاعد المخصصة للطائفة. وأوضح إسماعيل، أن الدستور اللبناني يعتمد على التوافق كخيارٍ أول، أو ما اصطلح على تسميته بحكومات الوفاق الوطني، وهذا ما سيتم وضعه على طاولة النقاش الأول، فإذا فشل خيار التوافق، فإن النتائج النيابية تتيح لفريق حزب الله وحلفائه الاشتراك مع المستقلين وكتلة النائب وليد جنبلاط تشكيل حكومة.
دوامة الفراغ
من ناحيتها، ترى الأكاديمية والكاتبة اللبنانية تمارا برو، أن الانتخابات البرلمانية أحدثت نوعاً من التغيير، وإن كان لا يلبي تطلعات الشعب اللبناني التي أظهرت نسبة مشاركته في الانتخابات بحدود 42% أنه غير راضٍ عن السلطة السياسية، فضلاً عن أنه يرى أنه لا مجال للتغيير في ظل النظام الطائفي القائم.وقالت برو في تصريحات خاصة، إن: هذه التشكلية ستدخل لبنان في دوامة فراغ ومناكفات سياسية بين الأحزاب داخل البرلمان، وعرقلة للمشاريع. متابعة: لا أعتقد أن الفائزين من المستقلين سيسمح لهم بالتغيير، هذا إن لم ينضم بعضهم إلى التكتلات الحزبية.وأضافت أنه لا بديل عن انتخاب زعيم حركة أمل نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، فليس هناك أي مرشح آخر، والمقاعد الشيعية كانت من نصيب حركة أمل وحزب الله. وسيصوت الحزب التقدمي الاشتراكي لصالح الرئيس بري، وكذلك التيار الوطني الحر.
تشكيل الحكومة
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة وتسمية رئيس جديد للوزراء، ترى برو أن هذا الأمر يتوقف على المشاورات بين الأحزاب والتكتلات داخل البرلمان، وتوزيع الحقائب والتنازلات لحسابات واعتبارات أخرى، ولن تكون عملية سهلة في ظل التوزيع الجديد داخل المجلس، محذرة من دخول لبنان في دوامة فراغ، مع أن الوضع الاقتصادي المنهار لا يحتمل.