الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

«إنذار مبكر».. شبح الانقلاب يخيم على العراق

«إنذار مبكر».. شبح الانقلاب يخيم على العراق
كشفت كلمة مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق هينيس بلاسخارت، أمام مجلس الأمن الدولي، مؤخرا بشأن العملية السياسية داخل العراق، مدى التدهور الذي وصلت إليه البلاد، بعد مرور نحو 7 أشهر من إجراء الانتخابات النيابية المبكرة، والعجز عن إكمال النصاب القانوني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية واستكمال بناء مؤسسات الدولة. ورجح الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان، في تصريحات خاصة، أن تكون كلمة بلاسخارت إنذارا مبكرا بأن هناك سيناريو ما سيحدث في العراق، وتمهد ربما لتدخل دولي، أو تحركات داخلية قد تأتي في شكل حركة انقلابية داخل العراق، وهذا يعني وضع النقاط على الحروف، ويعكس فشكل العملية السياسية بسبب حالة عدم التوافق بين الكتل النيابية المختلفة داخل البرلمان.

وقالت بلاسخارت، في إحاطتها أمام مجلس الأمن حول الوضع في العراق، إن: الجوانب السلبية من الحياة السياسية العراقية لا تزال تعيد نفسها في حلقة مستمرة على ما يبدو من سياسة المحصلة الصفرية، مشيرة إلى أن العراقيين لا يزالون في انتظار طبقة سياسية تسعى بدل الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن إلى أن تشمر عن سواعدها لإحراز تقدم في تحقيق القائمة الطويلة من الأولويات المحلية المعلقة في البلد.

نظام جماهيري شعبي

ويرى الوزان، وجوب أن يخضع العراق لنظام جماهيري شعبي، يتمثل ببرلمان حقيقي، ينتخب حكومة حقيقية، مؤكدا أن على البرلمان الحالي أن يحل، ويرحل عن الساحة، بعد الفشل الذريع في التوصل لاتفاق بخصوص شخص رئيس الجمهورية، أو شكل الحكومة التي ينتظرها العراقيون منذ نهاية العام الماضي، وإفساح المجال أمام انتخاب برلمان جديد يكون على قدر من المسؤولية.وأقرت المبعوثة الأممية، بأن العراق ليس البلد الوحيد الذي يواجه عملية مطولة لتشكيل الحكومة، لكن من الأفضل للقادة السياسيين ألا يختبئوا وراء هذه الحجة، حيث إنها تصرف الانتباه عما هو على المحك، مشددة على أن هذه الذريعة تبرر الانسداد السياسي في الوقت الذي تطلق فيه الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة الصواريخ بحرية واضحة، وتنجح في الإفلات من العقاب.وقال الوزان، إن تحذيرات بلاسخارت تتزامن مع اشتداد الصراع والتحولات التي تشهدها المنطقة، خصوصا حالة الشد والجذب بين إيران وإسرائيل بسبب مشروع طهران النووي.

ومضى: يبدو أن أذرع إيران في المنطقة تتعرض لضغوط غير مسبوقة، من عدم التوصل لحل للصراع اليمني بسبب الحوثيين، والأوضاع في سوريا، وخسارة حزب الله وحلفائه الأكثرية النيابية في البرلمان اللبناني، لافتا إلى أن كل هذه المعطيات تشير إلى أن هناك اتجاها سيتم الكشف عنه قريبا، وسيكون عنوانا لنظام جديد في العراق.وأعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، قبل أيام، التحول إلى «المعارضة الوطنية» لمدة شهر.

وقال الصدر في تغريدة عبر «تويتر»: تشرفت أن يكون المنتمون لي أكبر كتلة برلمانية في تاريخ العراق، وتشرفت أن أنجح في تشكيل أكبر كتلة عابرة للمحاصصة، وتشرفت أن أعتمد على نفسي وأن لا أكون تبعا لجهات خارجية، وتشرفت بأن لا ألجأ للقضاء في تسيير حاجات الشعب ومتطلبات تشكيل الحكومة.

واستطرد: «لكن لازدياد التكالب علي من الداخل والخارج وعلى فكرة (حكومة أغلبية وطنية)، لم ننجح في مسعانا، ولله الحمد، فذلك استحقاق الكتل النيابية المتحزبة والمستقلة أو من تدعي الاستقلال والتي لم تعن على ذلك». وتابع الصدر: لكن بقي لنا خيار لا بد أن نجربه، وهو التحول إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن ثلاثين يوما، فإن نجحت الأطراف والكتل البرلمانية بما فيها من تشرفنا في التحالف معهم بتشكيل حكومة لرفع معاناة الشعب فبها ونعمت، وإلا فلنا قرار آخر نعلنه في حينها.

وأطلق الصدر مبادرة قبيل شهر رمضان الماضي دعا خلال غريمه الإطار التنسيقي للقوى الشيعية لتشكيل حكومة خلال 40 يوما، ثم دعا المستقلين في البرلمان لتشكيل حكومة خلال 15 يوما، ولم ينجح أحد في التنفيذ، ما اعتبره مراقبون مجرد مناورة سياسية من الصدر الذي لن يتخلى عن حكومة أغلبية وإنهاء عصر المحاصصة الطائفية في العراق.