الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

تحديد الإقامة وتقييد الاتصالات.. ما حكاية الأمير الأردني حمزة بن الحسين؟

تحديد الإقامة وتقييد الاتصالات.. ما حكاية الأمير الأردني حمزة بن الحسين؟

الأمير حمزة بن الحسين (رويترز).

عادت أزمة الأمير الأردني حمزة بن الحسين، لتتصدر اهتمامات الأردنيين، بعد موافقة الديوان الملكي، الخميس، على توصية بتقييد اتصالات الأمير الشاب، وإقامته وتحركاته، التي رفعها المجلس للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني منذ الـ23 من ديسمبر الماضي. وبحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، وجه الملك رسالة للأسرة الأردنية الواحدة أكد فيها أن الأمير حمزة، وبعد أكثر من عام من كشف تفاصيل قضية «الفتنة» العام الماضي، استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا. وأضاف الملك عبدالله، أن: الأمير حمزة يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصياً على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا، وعكست مخاطباته المتكررة حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله. مشيراً إلى أن الأمير حمزة ما زال يتجاهل جميع الوقائع والأدلة القاطعة، ويتلاعب بالحقائق والأحداث لتعزيز روايته الزائفة، وللأسف، يؤمن حقاً بما يدعيه، والوهم الذي يعيشه ليس جديداً.

وكان قد اعتذر الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، للملك عبدالله بعد ما عرف بـ«الفتنة» العام الماضي، وعلى إثر ذلك، أعلن الديوان الملكي الأردني، أن: الاعتذار خطوة في الاتجاه الصحيح للعودة إلى دور الأمراء في خدمة الوطن. وبدأت الأزمة في أبريل 2021، حينما شهد الأردن تطورات غير مسبوقة في ظل حديث عن مؤامرة تستهدف أمن واستقرار البلاد تورط فيها الأمير حمزة بن الحسين. وأعلن وقتها مصدر أمني أردني، أنه وبعد متابعة أمنية حثيثة تم اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله، وآخرين لأسباب أمنيّة. وشغل الأخير سابقاً منصب رئيس الديوان الملكي، حيث تولى منصبه بين عامي 2007 و2008، فيما الشريف حسن بن زيد عمل مديراً لمكتب الأمير علي بن الحسين.

وفي نفس الشهر، قال نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، إن تحقيقات الأجهزة الأمنية أثبتت أن نشاطات وتحركات الأمير حمزة وأشخاص آخرين من الحلقة المحيطة به تستهدف أمن الأردن واستقراره. وأوضح أن الأجهزة الأمنية تابعت عبر تحقيقات شمولية حثيثة قامت بها القوات المسلحة ودائرة المخابرات والأمن العام على مدى فترة طويلة نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين والشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله وأشخاص آخرين، استهدفت تلك النشاطات والتحركات أمن الوطن واستقراره، ورصدت تدخلات واتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن الأردن.

وأعلن الأمير حمزة بعدها في تسجيل صوتي تم تداوله عبر «تويتر» أنه لن يلتزم بالأوامر، بعدما اتهم بزعزعة أمن الأردن واستقراره. وتعهد الأمير حمزة، بالالتزام بنهج الأسرة الهاشمية، والدستور، وذكر بيان للديوان الملكي أنه: في ضوء قرار الملك عبدالله الثاني في التعامل مع موضوع الأمير حمزة ضمن إطار الأسرة الهاشمية، أوكل جلالته هذا المسار لعمه، الأمير الحسن والذي تواصل معه للتأكيد على التزام نهج الأسرة الهاشمية.

إقرأ أيضاً..العاهل الأردني يقيد إقامة الأمير حمزة: استنفد فرص العودة إلى رشده

وفي 6 أبريل، قرر النائب العام الأردني، الدكتور حسن العبداللات، حظر النشر في التحقيقات المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين وآخرين، حفاظاً على سرية التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية. وفي 11 أبريل 2021، ظهر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي العهد السابق الأمير حمزة، معاً للمرة الأولى منذ الأزمة، وذلك في حفل بمناسبة مئوية تأسيس المملكة الهاشمية. وأظهرت وسائل الإعلام الحكومية العاهل الأردني وأفراداً آخرين من العائلة الحاكمة يضعون أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، احتفالاً بمرور 100 عام على تأسيس الأردن.

وفي يوليو الماضي، قضت محكمة أمن الدولة بالسجن 15 عاماً بحق رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، وفي 9 سبتمبر أيدت محكمة التمييز الأردنية الأحكام الصادرة ضد المدانين. بعد ذلك، قدم الأمير حمزة اعتذاراً للعاهل الأردني. مؤكداً أنه أخطأ في حق الملك عبد الله.وقال الأمير حمزة في رسالة إلى العاهل الأردني والشعب الأردني: أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من إساءات خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة. وأشار الديوان الملكي إلى أن الرسالة جاءت بعد لقاء الملك بالأمير حمزة، وأن اعتذار الأخير خطوة في الاتجاه الصحيح. قبل معاودة الأمير حمزة لتصرفاته التي لم تعجب الملك، وابتعاده عن رشده بحسب بيان تحديد إقامته.