أعلن رئيس الحكومة الجديدة والمكلفة من مجلس النواب الليبي (البرلمان) فتحي باشاغا فجر الثلاثاء دخوله عاصمة البلاد طرابلس، وأشار، في كلمة متلفزة، إلى أنه سينظم مؤتمراً صحفياً اليوم لتوضيح الأمور.
وعقب الإعلان، اندلعت مواجهات بين مجموعات مسلحة في طرابلس، ولم يصدر بعد أي رد فعل بعد على الإعلان من الحكومة في طرابلس.وكان مكتب باشاغا الإعلامي قد أعلن وصوله إلى طرابلس استعداداً لمباشرة أعمال حكومته منها.
وكلف البرلمان المتمركز في شرق البلاد باشاغا في مارس، لكن عبدالحميد الدبيبة، رئيس الوزراء المكلف في العام الماضي، رفض تسليم السلطة، مما أدى إلى صراع مطول بين الحكومتين المتنافستين.
وحاول باشاغا مراراً تولي رئاسة الحكومة في طرابلس، لكن الدبيبة يرفض تسليم السلطة، لكن تداولت أنباء، الثلاثاء، خروج الدبيبة من طرابلس، رفقة وفد قبل ساعات من دخول باشاغا.
وسُمع في العاصمة أصوات إطلاق نار بأسلحة متوسطة وخفيفة، لم يعرف بعد مصدرها والغرض منها.وأشار باشاغا ضمن كلمته إلى أنه لاقى ترحيباً حاراً عند دخوله المدينة، فيما تداولت أنباء (لم يتم التأكد منها بعد) ترحيب عمداء بلديات طرابلس الكبرى، ونواب من المدينة بدخول باشاغا وحكومته.
وجاءت الحكومة نتيجة اتفاق لجنتين من مجلسي النواب والدولة، وقام بعد اتفاقهما مجلس النواب في فبراير الماضي بإقرار خارطة طريق، وتعديل الإعلان الدستوري، وتكليف باشاغا بتشكيل حكومة، الأمر الذي رفضه مجلس الدولة وحكومة الوحدة الوطنية.
وكانت حكومة باشاغا قد أدت اليمين القانونية مطلع مارس الماضي أمام مجلس النواب في طبرق، وتمكنت بعد ذلك من بسط نفوذ في شرق وجنوب البلاد.
وحاولت الحكومة دخول طرابلس بعيد تكليفها، إلا أن قوات تتبع الدبيبة حالت دون ذلك.
وفي أكثر من مناسبة أكد باشاغا نيته دخول طرابلس بشكل سلمي، دون قتال وإسالة دماء، وباركت وزارة الداخلية بحكومة باشاغا دخول الحكومة للعاصمة طرابلس.
وفي كلمة متلفزة أخرى، وجه وزير الداخلية، عصام أبوزريبة فجر اليوم، التحية للشعب الليبي وطمأنه بأن الحكومة «تعمل من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين، وأنها ستعمل بالسلم وقوة القانون».
ودعا الوزير كافة منتسبي الوزارة للقيام بواجباتهم الأمنية المناطة بهم تجاه الوطن والمواطن، والمحافظة على ممتلكات ومقدرات الشعب الليبي، مؤكداً أن الحكومة «بصدد استلام كافة الوزارات والمؤسسات داخل العاصمة».
اقرأ أيضاً.. الجزائر تهدد إسبانيا بـ«أزمة غاز»
كما طالب أبوزريبة كافة الجهات الأمنية بتقديم يد العون للوزراء لاستلام وزاراتهم، وقال إن وزارة الداخلية لن تلاحق لأسباب سياسية أعضاء حكومة الدبيبة.
وأكد أن الحكومة الجديدة هي حكومة كل الليبيين بكافة أطيافهم، وأنها جاءت بتوافق ليبي-ليبي، وأنها لن تقصي أحداً أو تستبعد أحداً، خاتماً بالقول «ليبيا ستبنى بالجميع».
ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» عن رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، إدانته بأشد العبارات للاشتباكات المسلحة «بين الإخوة» وسط العاصمة طرابلس، ودعا المشري إلى إيقاف هذه الاشتباكات فوراً، مؤكداً أن الحل الوحيد للانسداد السياسي هو مسار دستوري واضح تجرى على أساسه الانتخابات.
ونقلت مواقع تواصل مقاطع مصورة تظهر ذلك، بالإضافة لعمود دخان يتطاير وسط العاصمة، دون أن ترشح تفاصيل أخرى حول الأطراف المتنازعة، ونتيجة إطلاق النار.