CNN: حوّل البلاد إلى قوة إقليمية ووضعها في الصدارة العالمية
الغارديان: أنقد الإمارات ودول أخرى من الأزمة العالمية في 2008
واشنطن بوست: وظف ثروة أبوظبي لجذب المراكز الثقافية والأكاديمية
تبارت وسائل الإعلام في مشاطرة الإمارات العربية المتحدة والعالمَين العربي والإسلامي الأحزان في وفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية الجمعة عن عمر يناهز 37 عاماً. وألقت شبكة CNN الإخبارية الضوء على مآثر المغفور له، مشيرة إلى أن «سياساته ساهمت بقدر كبير في إضفاء حداثة على مختلف مناحي الحياة، وأحالت الإمارات المتحدة منذ توليه الحكم في 2004 إلى قوة إقليمية؛ ومن دولة صحراوية صغيرة تتكون من 7 إمارات إلى الصدارة العالمية».
وإلى جانب نشر برقيات كافة قيادات المملكة المتحدة، التي أكدت مشاطرة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً الحزن والتعازي الحارة في وفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أفردت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية مساحات واسعة لإبراز الظروف العصيبة التي قاد فيها الراحل البلاد، لا سيّما الأزمة المالية التي عصفت بالعالم في 2008. وقالت الصحيفة في تقريرها المطوّل إن «الرئيس الإماراتي الراحل أنقذ البلاد وعديداً من الدول الإقليمية حينئذ من توابع الأزمة الاقتصادية». وعزت الـ«غارديان» ذلك إلى عقلية الشيخ خليفة الاقتصادية، التي استشرفت من البداية إقدام العالم على أزمة اقتصادية غير مسبوقة، فتحسَّب منها واستبقها بحزمة من الإجراءات الاقتصادية التي حالت دون تعرض بلاده للضرر.
وفور إعلان نبأ وفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نشر مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في أبوظبي تقريراً، استعرض فيه القفزات الهائلة التي أحرزها الرئيس الراحل منذ توليه حكم البلاد في 2004، وتطرق إلى استخدام صاحب السمو «ثروة أبوظبي النفطية لجذب المراكز الثقافية والأكاديمية، مثل فرع متحف اللوفر والحرم الجامعي التابع لجامعة نيويورك والسوربون».
وأبرز تقرير الصحيفة الأمريكية إشراف صاحب السمو الشيخ خليفة على الجهود المبذولة لدفع بلاده – عضو منظمة «أوبك» - إلى أرجاء أوسع وأبعد من الاعتماد على النفط، وذلك عبر ضح استثمارات هائلة في أبحاث الطاقة المتجددة، بما في ذلك خطط لمدينة صحراوية مستقبلية منخفضة الكربون.
ولم يغب عن صحيفة «دويتش فيلا» إلقاء الضوء على إطلاق الإمارات المتحدة في عهده عدداً من مشروعات التطوير والتحديث بمليارات الدولارات. لكن الصحيفة الألمانية لفتت بشكل أكبر إلى تجربة الانتخابات التي أرساها الرئيس الراحل، حيث بدأ في تجربة الانتخابات بعد فترة وجيزة من صعوده إلى السلطة، وسمح عام 2006 بالتصويت المحدود لـ20 من أعضاء الهيئة الاستشارية المكونة من 40 مقعداً. ومع ذلك، كانت الإمارات المتحدة واحدة من أكثر الدول استقراراً في المنطقة.
صحيفة «إكونوميك تايمز» اهتمت في تناولها لإنجازات الرئيس الراحل بما شهدته دولة الإمارات في عهده من تطور متسارع، ساهم في توفير حياة كريمة لأبناء الوطن، وقال إنه خلال فترة رئاسته، أشرف على الإصلاحات الاقتصادية والتحديث خلال إدارته جهاز أبوظبي للاستثمار، أحد أكبر صناديق الاستثمار في العالم. وأيد استحواذ بلاده على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، وتم تسمية أطول برج في العالم - برج خليفة في دبي - باسمه في 2010.
ومن واقع تخصصها في الشأن الاقتصادي، مالت صحيفة «بلومبيرغ» إلى إبراز جهود صاحب السمو الشيخ خليفة في تحصين بلاده ضد الأضرار التي لحقت بقطاع العقارات والبناء في الإمارات، وقالت الصحيفة إنه رغم تزامن الأزمة المالية العالمية عام 2008 مع السنوات الأولى من ولاية خليفة، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على قطاع العقارات، فإن الإمارات المتحدة تحت رعايته ظلت متماسكة، وتجاوزت الأزمة بسرعة مدهشة، فضلاً عن تحولها إلى مركز تجاري يُعد الأهم والأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.