الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الانتخابات اللبنانية.. السنَّة ينتظرون إشارات الحريري للمشاركة بقوة

الانتخابات اللبنانية.. السنَّة ينتظرون إشارات الحريري للمشاركة بقوة

هل يخرج الحريري من اعتكافه لتحفيز السنّة؟

تعالت الدعوات المطالبة للسنة في لبنان، بضرورة مشاركتهم في الانتخابات النيابية، التي تبدأ أولى مراحلها تدريجياً، الجمعة، للبنانيين المقيمين بالدول العربية ثم الأجنبية ثم اللبنانيين بالداخل.

تأتي المناشدة من السياسيين ورموز المجتمع ومؤخراً من مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، وذلك لمنع سيطرة حزب الله على البرلمان المقبل، أو وصول نواب من السنة تابعين له، ثم زيادة تأثير إيران على لبنان، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الرؤية»، معربين عن توقعهم بمشاركة السنة لكن على نحو ضعيف في الانتخابات، مؤكدين أن الأمل في خروج تصريح من سعد الحريري يحث على المشاركة في الانتخابات، ليكون الدافع الأكبر الذي ينتظره السنة، خاصة بعد إعلانه سابقاً عدم مشاركته هو وتيار المستقبل في الترشح.

المقاطعة خطر على السنة

ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني بولس «بعد إعلان الحريري تعليق عمله السياسي، اعتبر البعض في الشارع السني أن هناك دعوة لمقاطعة الطائفة السنية للانتخابات، لكنها تعتبر خطراً على الكيان اللبناني، فالطائفة السنية من أكبر المكونات الوطنية، وهي عمود ارتكاز، ومقاطعتهم تجعل هناك فرصة لحزب الله، من خلال التصويت الشيعي الكثيف، لأن يأتي بنواب سنة تابعين له، وبالطبع فهذا أمر لا يصب في المصلحة الوطنية».

وفي تصريحات خاصة، أضاف «الانتخابات (بالداخل) ستجرى الأحد 15 مايو، وبالدول العربية في 6 مايو، وباقي دول العالم الأحد 8 مايو، ومن المتوقع المشاركة الكبيرة للسنة للحيلولة دون أن يأتي حزب الله بنواب سنة تابعين له، ليكون هناك نواب ينتمون للخط العربي، ويواجهون الانقلاب الإيراني».

وتابع «هناك قوى سياسية كبيرة تطالب بالمشاركة، مثل الرئيس السنيورة، وغيره من القوى السياسية المشاركة بالعملية الانتخابية، وهناك انتظار إذا كان الحريري بالفعل سيستمر في المقاطعة أم سيشارك، أو يدعو مناصريه للمشاركة في الانتخابات».

اقرأ أيضاً.. ممر بحر الشمال.. تجاوز العقوبات الغربية وموسكو تواصل تطويره

وأردف قائلاً «هناك توقعات بأن يلبي الشارع السني الدعوات بالمشاركة، خاصة أن العودة الخليجية إلى لبنان، وعودة السفراء الخليجيين، أعطت انطباعاً جيداً بأن الدول العربية لا زالت إلى جانب لبنان، وتريد من الشعب اللبناني أن يشارك في العملية الانتخابية، كما أن السفير السعودي في لبنان، دعا اللبنانيين، في أكثر من مناسبة، للمشاركة في الانتخابات».

مشاركة جيدة

وقال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش «على الرغم من اقتراب الانتخابات، إلا أن الأمور لا تزال غير واضحة المعالم، وهناك بعض الفتور، بجانب بعض التحسن في المزاج، وإمكانية المشاركة وبالأخص من الجانب السني، وهناك محاولات مستمرة لدفع مزيد من المواطنين للمشاركة، ونأمل أن تكون المشاركة جيدة أو مقبولة خلال الانتخابات المقبلة».

وفي تصريحات خاصة، أضاف قائلاً «لا يمكن تقدير نسبة مشاركة السنة في الانتخابات النيابية، لكنها بالتأكيد تحولت من مرحلة الفتور إلى مرحلة القرار بالمشاركة أو الترقب، وإذا خرج الحريري وقال إنه لم يطلب الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، فهذا سيرفع نسبة المشاركة بشكل حاسم، لكن بشكل عام فإن مشاركة السنة، وخاصة في المدن، في الانتخابات ليست عالية، ولن تتخطى حاجز الـ40% في طرابلس في أفضل الأوقات، وأتوقع أن تصل نسبة مشاركة السنة في الانتخابات إلى حوالي 33%، وهي النسبة التي تعني عدم خسارة حزب الله للبرلمان، وسيبقى على الأرجح لديه أكثرية ضئيلة، والمهم ألا يسمح لحزب الله أن يسيطر بشكل ساحق على البرلمان، وأن يبقى هناك توازن ومعارضة متوازنة، أما لو تركت الساحة، فسيكون احتمال أن يحصد حزب الله الثلثين وارداً.. لكنه غير مرجح».

تهديدات الانتخابات

أما المحلل السياسي اللبناني خالد العزي، فقال «ما زالت قوى السلطة متمسكة بالحكم رغم الفشل الأخلاقي والمالي والسياسي الذي أفرزته، طوال فترة حكمها وأدت بالنهاية إلى انهيار اقتصادي مالي، وبات لبنان يعاني أصعب الأمور نتيجة فقدان الخزينة لأموالها، والتضخم المالي الكبير.. كل المؤسسات في البلد أصبحت لا تعمل وفي حالة إضراب، وهناك انهيارات في كافة مؤسسات الدولة، وربما المؤسسة الوحيدة التي ما زالت تحافظ على نفسها هي الجيش، الذي ما زال يحمي لبنان، والأمل عليه لأن كل المؤسسات أصبحت متحللة تعاني الانقسام والانهيار والمحسوبية».

وفي تصريحات خاصة، أضاف: «اللبنانيون لديهم ثقة فعلية بالتغيير، لكن للأسف التغيير قد يضع عليهم بعض الشروط بسبب المسيطرين على السلطة، الذي يهددونهم بقوتهم وعملهم، لأن هذه السلطة تمتلك المال ومؤسسات خاصة موازية لمؤسسات الدولة، تشتري الذمم، وتهدد الناس بالعقاب إذا لم يتم انتخابها».

وتابع قائلاً «الجميع يحلم بالتغيير، وبمحاسبة الفاسدين، ولبنان عانى من الانهيار ونزل اللبنانيون للشارع لكي يقولوا لا لحزب الله، لكنه قمعهم، واستخدم السلاح ضدهم، وعطل القضاء، وأخضعه لمصلحته».

وأردف «الوضع في لبنان سيئ، وحزب الله يريد السيطرة على نصف المقاعد النيابية، كي يستطيع أن يقول للعالم إنه استطاع السيطرة على البرلمان، ليرد على كل عقوبات الدول، وهو يريد أن يبرز معادلة، بأنه المعارضة والأرض والسلطة، وأن على الجميع أن يفاوضه فحزب الله يحاول القول إنه يملك الأكثرية، وإنه هو من يشكل البرلمان والحكومة، وإنه صاحب الرأي الأساسي في تشكيل واختيار رئيس الجمهورية».

اقرأ أيضاً.. أقمار تجسس تخترق مختبر سلاح الجو الأمريكي السري

واستطرد قائلاً «موقف الحريري جاء بطريقة معاكسة، فالسنة في لبنان ينتمون إلى الكتلة العربية الكبيرة، ورغم أن السنة هم الأكثرية، لكن منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم، ينكل بالسنة في لبنان، ويتهمون بأنهم من الدواعش، ويتعرضون للاضطهاد في السلطة والحكومة، واستبعدوا عن مراكز صنع القرار، لذا بات الإحباط مسيطراً في الشارع السني».

وأشار إلى أن مقاطعة السنة للانتخابات هو أمر غير طبيعي، لأنها ستؤدي إلى أن يصبح لحزب الله كتلة سنية مؤيدة، مضيفاً «السنة سيذهبون للتصويت لكن ليس بنسبة كبيرة، لكنهم سيصوتون ضد النواب الذين يريد أن يأتي بهم حزب الله، أو نواب يحاولون التمدد على الطائفة السنية ويستغلونها ويستخدمونها، لذا فإن ارتفاع الروح المعنوية للسنة ستكون عالية، وبالتالي قد تؤشر بكون اجتماع السفير السعودي برؤساء الكتل السنية، هو دليل إيجابي على أن السعودية تدعم لبنان، والناخب اللبناني، تَحترم رأيه، ولا تتدخل».

واختتم تصريحاته قائلاً «أعتقد أن الحريري سيخرج ليقول لناخبيه إن عليهم التوجه للانتخابات كمهمة وطنية، كي لا يظهر وكأنه يناكف دول الخليج العربي سياسياً، ويقدم ورقة لإيران ويساعد حزب الله، كما قد يقول إن الاعتكاف شيء، وإن خروجه من السياسة أمر آخر، فتيار المستقبل ما زال موجوداً، وما زال يجتهد في ترتيب الوضع الداخلي، وأنه لن يقبل بأن تكون الطائفة السنية مهمشة، والدول العربية عليها أن تنتبه وتحتضن سنة لبنان، وأن يؤمّنوا لهم نوعاً من الاحتضان العربي، يعيد لهم الثقة بالنفس ويعيد لهم دورهم الطبيعي».