يمثل التنسيق العربي - العربي مرتكزاً هاماً لتجنيب المنطقة التداعيات الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية، والدفع بعملية السلام في المنطقة قدماً، ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في القدس من قبل المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية، كما يدفع العمل العربي المشترك قُدماً، بحسب خبراء ومحللين عرب تحدثوا لـ«الرؤية». واحتضن قصر الاتحادية الرئاسي في مصر، مساء الأحد، لقاء أخوياً جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي بأن ضيفَي مصر ثمنّا الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدان الـ3، مؤكدين الحرص على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعوب الشقيقة في الدول الـ3، وبما يعظم استفادتها من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تطورات مسارات التعاون المختلفة بين مصر والأردن والإمارات، حيث تم التوافق بشأن استمرار التنسيق والتشاور إزاء كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المتبادل، بهدف توحيد الرؤى والتحركات، ودعم العمل العربي المشترك وبذل الجهود اللازمة لصون الأمن القومي العربي. كما شهدت المباحثات استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصةً تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين الدول الـ3 في هذا الإطار، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها مدينة القدس، مشددين على أهمية استدامة الجهود لاستعادة الهدوء في القدس، وضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، واحترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وضرورة تقديم جميع أشكال الدعم للإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتَين.
توقيت مهم
أهمية الاجتماع
إقرأ أيضاً..المنقذ الغائب.. عيون اللبنانيين تتطلع إلى «الحياد» الإقليمي والدولي
محطة للتباحث
ويرى المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، أن القمة تأتي في ظل أوضاع إقليمية ودولية شديدة الحساسية، حيث يطغى التوتر العالمي في الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن تهديد الأمن الغذائي العالمي بسبب الحرب الأوكرانية، لافتاً إلى أن القمة جاءت بعد أشهر من قمة العقبة بين الزعماء الـ3 ورئيس وزراء العراق، وبعد اجتماع وزاري في عمان لبحث قضية اعتداءات المستوطنين على القدس الشريف. وحذر الحوارات في تصريحات خاصة، من أن تحركات المستوطنين تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس قد تؤدي لتفجير الوضع ليس فقط في فلسطين، ولكن في الإقليم كله، لذلك بادر الأردن إلى الأشقاء في الإمارات ومصر، لتعزيز موقفه، فلدينا وصاية على القدس، ونريد تعزيز موقفنا من خلال دعم عربي مشفوعاً باتصالات، لأن علاقات مصر والإمارات مع إسرائيل نامية، ويمكن لهما من خلال هذه العلاقات الضغط على إسرائيل لاحترام التزاماتها. وقال الحوارات، إن العلاقة بين الدول الـ3 استراتيجية مبنية على الأخوة ورابطة العروبة والإسلام، وهناك عمق استراتيجي لكل الأطراف، فمصر دولة كبيرة تشكل ثقلاً عربياً يعزز المكانة العربية، والإمارات دولة شديدة الأهمية ومعولمة ولديها تشابكات عملاقة إيجابية مع كل دول العالم، وتمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن. وأضاف أن الأردن يسعى لتعزيز علاقاته مع الأشقاء في الإمارات ومصر، من حيث التفاهمات الأمنية والاقتصادية والسياسية، خاصة في ظل وجود رؤى متقاربة ومتشابهة في جوهرها لقضايا المنطقة، وفهم مشترك ومتزن لطبيعة العلاقات في المنطقة، وهناك تفاهمات بينهم حول القضية الفلسطينية. لافتاً إلى أن الأمن الغذائي يشغل حيزاً كبيراً من المشاورات والقمم بين القادة العرب في ظل تداعيات خطيرة تفرضها الحرب الأوكرانية. وأكد أن الدول الـ3 لديها رؤية وإطار من التفاهمات يدفع العمل المشترك إلى الأمام، ويعززه بالانتقال من التشاور إلى التنسيق العميق، مع دولة عربية كبيرة مثل السعودية، ما يمكن هذه الأطراف من إعادة التعاون العربي المشترك وفق تفاهمات على رؤية واضحة، يتعاون فيها الجميع بما يحقق الصالح العام، بفلسفة مهمة مفادها أن مصلحة الكل لا يجب أن تأتي على حساب مصلحة أي طرف في المعادلة العربية المشتركة.