الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

محلل سياسي سعودي: إدارة بايدن تحمل ضغائن للمنطقة العربية

محلل سياسي سعودي: إدارة بايدن تحمل ضغائن للمنطقة العربية

العلاقات السعودية - الأمريكية راسخة وقائمة على المصالح الثنائية واستقرار المنطقة.

تصريحات هيلاري كلينتون عن سياسة العصا والجزرة تدل على «ضحالة فكرها السياسي»

مشاورات الرياض الفرصة الأخيرة لليمنيين، إمّا النجاة أو السقوط في فخ «اللادولة»

السعودية لن تسمح بتحويل اليمن إلى لبنان آخر.. والديمقراطيون لا يريدون انتهاء الإرهاب في المنطقة

الاتفاق النووي مع إيران ينشر الإرهاب.. وبايدن يريد إنجازه بـ«أي ثمن»

الغرب صنع وموّل الأزمة مع روسيا.. وليس من مصلحتنا الاصطفاف مع طرف ضد آخر

قال المحلل الاستراتيجي السياسي والعسكري السعودي اللواء عبدالله بن غانم القحطاني، إن المشاورات اليمنية اليمنية التي تجرى حالياً في الرياض، هي الفرصة الأخيرة لليمنيين لتقرير مصيرهم، مشيراً إلى أن ما يظهر من نتائج ومؤشرات لها حالياً يدل على تقدمها، متمنياً نجاحها وإحداث تغيير حقيقي وتشكيل اتحاد يمني، يكون ضربة في وجه الحوثيين. وأضاف «القحطاني» في حوار لـ«الرؤية»، أن الرئيس الأمريكي جون بايدن يحمل ضغائن للمنطقة العربية، وربما يمر الاتفاق النووي بشكل مخلٍّ، وإذا تم ذلك سينتشر الإرهاب في المنطقة، وحينها لن تقف المنطقة العربية صامتة، بل ستتحرك وتستخدم دفاعاتها الاستراتيجية في مواجهة أي تهديد.

نبدأ من المشاورات اليمنية اليمنية.. كيف تقرؤها؟ وما المتوقع منها؟

بالتأكيد فرصة تاريخية، وقد تكون الأخيرة بالنسبة للأشقاء اليمنين، ليقرروا مصيرهم، ويتفقوا على ماذا يريدون من أنفسهم، كيف يريدون اليمن؟ هذه المشاورات بمعطياتها الموجودة مشجعة وصريحة وصادقة، وأصبح الجميع يعلم بأنه إمّا النجاة لهم ولليمن، وإما الوقوع في فخ الإرهاب، والتشرذم و«اللادولة»، وهذا العمل الحالي الذي ترعاه دول الخليج، ومجلس التعاون الخليجي، ينمّ عن أن الجميع أدرك أنه لا مجال إلا بالحل السلمي، وهذا ما تريده السعودية، والتحالف العربي منذ البداية، وفيما يتعلق بعدم حضور الحوثي رغم أنه الطرف الانقلابي، فإنه أمر غريب جداً، لكنه جيد للأطراف اليمنية الأخرى، لتدارك أمرها. حضور الحوثي سيحول النقاش إلى سجال، والحوثيون تعلموا من الإيرانيين الذين يدربونهم، والذين يتفاوضون حقيقة من خلف الستار، لذا يضيعون الفرصة ويماطلون، ويضيعون الوقت، وستنتهي المفاوضات بلا شيء، لكن عدم حضورهم في قراءتي جيد للشعب اليمني ولممثليه وقبائله، وأحزابه، ورجاله ومثقفيه وساساته، بأن يدركوا أن إنهاء الانقلاب، وبناء اليمن، والوصول للحل السلمي يكمن في وحدتهم وتضامنهم وفي تقرير مصيرهم.

ما الذي يتعين على السعودية القيام به في حال فشل هذه المفاوضات؟

لا أتمنى أن تفشل هذه الجهود، لكن إذا فشلت -لا سمح الله- أو تعثرت أو لم تؤدِ إلى نتائج إيجابية، أعتقد أن المملكة، ومعها المجتمع الدولي سيقتنعون أنه لا بد من اقتلاع الحوثي بالقوة، سيقتنع المجتمع الدولي بأن السعودية على حق، وأن الحوثي لا بد من اقتلاعه، وإيران حينها ستستخدم أسلوب القوة، وحينها لن تتراجع المملكة عن دورها الإقليمي والعربي والأخلاقي تجاه الأشقاء باليمن وتتركهم للثورة الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، ومجموعاته الإرهابية، لن تسمح المملكة أن يتحول اليمن إلى لبنان آخر.

إقرأ أيضاً..حوار | برلماني تونسي: حل النواب «دستوري».. و«النهضة» فقدت شرعيتها

إلى أين سيذهب الاتفاق النووي الإيراني؟ وما الذي ستسفر عنه المفاوضات؟

من ناحية الرئيس جون بايدن، يبدو أنه يواجه مصاعب كبيرة للغاية لرفع الحرس الثوري الإرهابي الإيراني من قائمة الإرهاب، فالكونجرس والديمقراطيون والجمهوريون الأمريكيون جميعهم لا يحبذون هذا الشيء، ولا يريدونه في هذه المرحلة، خاصة الجمهوريين، لكن المشكلة أن الرئيس بايدن يريد الاتفاق مع إيران بأي ثمن، وهذه حقيقة مخجلة أن تكون دولة عظمى، وقيادة يفترض أنها على المستوى الذي يعلم من أين يأتي الإرهاب، وتتصرف هكذا، فالنتيجة ستكون عكسية على الولايات المتحدة الأمريكية، إيران في هذا الاتفاق، ستمنح الشرعية الدولية وستمول الإرهاب من جديد، وسوف تستفيد من الإدخارات المالية. وقوع الاتفاق يصب في مصلحة إيران، وليس في مصلحة المنطقة العربية، أو مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.

إيران بتوقيع الاتفاق ستحصل على الأموال، وسترفع بعض الضغوط، أو أغلبها، و في المقابل لا بد أن تحصل على أشياء سياسية ومالية واقتصادية، وهذا سيشجعها على تمويل الإرهاب في المنطقة العربية بشكل عام، لكن أعتقد أن الرئيس بايدن لا زال يتخبط، وما زال في مشكلة كبيرة للغاية ما بين الملف النووي الإيراني، والقضية الأوكرانية، وما بين المنطقة العربية، أو حتى على المستوى الداخلي، وكان عليه أن يؤجل الملف الإيراني، وأن يضع إيران أمام مسئولياتها؛ إما أن ترفع يدها عن الإرهاب، وإما أن تواجه بالعقوبات، لا بالتوقيع على ملف نووي، يؤجل فقط القنبلة الذرية الإيرانية، وبالتالي إيران ستمارس الإرهاب وستحصل على السلاح الذري، وهذه حقيقة معيبة.

في اعتقادك لماذا لم يفعل الرئيس بايدن ذلك؟

نحن أمام مشكلة في الإدارة الأمريكية، الديمقراطيون الأمريكيون، ليس في واردهم أن يذهب الإرهاب من المنطقة، والدليل أنهم يغطون جرائم الحوثي برفع اسمه من قائمة الإرهاب، ويمنعون هم والبريطانيون، قطع شرايين الإمدادات التي تصلهم، نحن أمام مشكلة، لماذا لم يفعل ذلك الرئيس بايدن؟ لأنه حقيقة يحمل ضغائن يحمل كراهية للمنطقة، ولديه إرث أوبامي سيئ للغاية للتعاطف مع إيران، والتقارب معها على حساب المنطقة العربية، وعلى حساب العرب، الرئيس جون بايدن حتى هذه اللحظة، وهو يعطي الاهتمام الكبير تجاه أوكرانيا، لم يعطِ «1, » للمنطقة العربية في محاربة الإرهاب. جون بايدن ضعيف قيادياً، ولديه مواقف عدائية ضد المنطقة، والشواهد توضح هذا الشىء، ولننظر، ماذا فعل عندما تعرضت السعودية، والإمارات لأعمال عدائية من دولة ترعى الإرهاب؟ فالحوثيون هم ميليشيات إرهابية، لم نطالبه بأن يذهب لإيران، وإنما على الأقل أن يساعدنا لمواجهة هذه المنظمات الإرهابية، لكن العكس حدث، يحميها، ويمنع زوالها.

ننتقل لملف الطاقة.. جاء تصريح هيلاري كلينتون عن سياسة العصا والجزرة الأمريكية لتثير الكثير من الغضب العربي.. تعليقك على ذلك؟

مواقف هذه السيدة ليست جيدة مع الدول العربية، ولديها غطرسة وعقد نفسية من خسارتها في الانتخابات أكثر من مرة، ويتوهمون بأن المملكة ودول الخليج هم الذين يقفون وراء ذلك، وهذه أشياء ليست منطقية، فما تقوله لا يوضع في الحسبان، لأنها خارج السلطة، هي ضمن التيار الياسري المعادي للمملكة، والمعادي للمنطقة العربية، مثل هذا الكلام يدل على ضحالة الفكر السياسي لديها، ينم أيضاً عن المكنون الذي أخفوه طويلاً، ثم بدأ يخرج، وهو العصا والجزة والتهديد، وأن آمالهم قد خابت، المملكة العربية السعودية لم تضر بكم، حينما قالت إنها ملتزمة باتفاق أوبك، ونحن ضمن مجموعة دولية، ونحن نعلم ونعِي ما تحتاجه الأسواق، ونراعي الدول الكبرى والصغرى والمحتاجة للطاقة، ونحن على تنسيق، تصريح السيدة هيلاري كلينتون، حقيقة يؤكد سوء النوايا والتخبط، والغطرسة، وقد سبق وكان لها موقف مع الراحل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية الأسبق، في أحد حواراته مع هذه السيدة إبان الخراب الذي زرعوه بالمنطقة العربية وأسموه بالثورات العربية، أغلق الهاتف في وجهها دون أن يكمل الحديث، فربما هذا يدل على من هي هذه الشخصية.

ماذا عن الضغوط الأمريكية التي تتعرض لها الدول الخليجية من أجل زيادة إنتاج النفط؟

الدول العربية خاصة المملكة والإمارات لديهم خبرة طويلة للغاية في مجال الطاقة والنفط والأسواق العالمية، يعلمون جيداً الضرر الذي سيحدث على الآخرين جراء زيادة الإنتاج، خاصة أن الطلب الأمريكي جاء في ظل أزمة اختلقوها أو مولوها، أو هم طرف فيها مع روسيا، ليس من مصلحتنا أو مصلحة المنطقة العربية، أو الخليج العربي ومجلس التعاون الخليجي، أن يصطف مع أحد ضد أحد، وخصوصاً أننا بين عملاقين، يمتلكان القوة الكبيرة المؤثرة، وروسيا دولة مؤثرة، وتنتج النفط بمقدار 8 ملايين برميل يومياً، وهي موجودة في أوبك بلس، في اتفاقية مع دول منظمة الأوبك، وهذا الاتفاق حفظ للجميع استقراراً دولياً، و مصداقية، وأيضاً المعروض حالياً يكفي. الأزمة ليست من الأوبك أو من السعودية أو الإمارات أو روسيا، المشكلة هي في السياسات الدولية.

هل يمكن أن يتسبب هذا الرفض في تدهور العلاقات مع أمريكا مستقبلاً؟

هذه النقطة مهمة للغاية، البعض ربما لا يدرك أبعادها، أو حقيقتها في العمق، العلاقات السعودية الأمريكية، ضرورية لكل طرف، وضرورية أيضاً للمنطقة، وبالتالي فالعلاقات الثنائية ضرورية وقائمة، الطارئ عليها هي سياسات البيت الأبيض، وإذا لاحظنا، سنجد أن إدارة بايدن لها مواقف شخصية من المنطقة العربية، ولديها كراهية، وعزم على تخريب الوضع العربي القائم في مصر والسعودية ودول الخليج، وباقي الدول العربية، وقد نجحوا في بعض الدول في سوريا والعراق واليمن، وليبيا، وحاولوا في تونس والجزائر، وباقي الدول بفضل الله لم تنسقْ، ولم تسقطْ.

بمعنى آخر العلاقات السعودية الأمريكية، ليست بين بايدن أو البيت الأبيض، والمملكة فقط، وإنما بين الدولة الأمريكية بكافة مؤسساتها وبين المملكة أيضاً بكافة مؤسساتها. فالمملكة دولة ليس لديها توسع، وليس لديها رغبة في تأزيم العلاقات، وحقيقة فإن العلاقات ستبقى جيدة وقوية، مهما حاول بايدن، وكما حاول أوباما من قبله، ومن يأتي مستقبلاً لن يستطيع التأثير على هذه العلاقات، لأنه لا توجد مصلحة للطرفين في تأزيمها وتخريبها، وستبقى قوية ولن تتأثر.

نلاحظ تحركات دبلوماسية نشطة للإمارات والسعودية ومصر.. كيف تقرأ هذه التحركات؟

لا المملكة ولا الإمارات ولا مصر، يسعون لقيادة المنطقة، الدول العاقلة التي لها قيادات وشعوب واعية، ولديها استقرار وحكمة في قيادتها، لا يسعون للقيادة لمجرد القيادة، لكنهم يقومون بأدوار وطنية و إقليمية لا بد من القيام بها، وأعتقد أن السعودية والإمارات ومصر وباقي الأشقاء من العرب الذين لديهم الحكمة وبعد النظر، بدءوا يعون أن الدول العظمى أصبح التعامل معها صعباً للغاية، وأن العلاقات معها ليست دائماً إيجابية، وإنما ينبغي الحذر منها، والدليل ما نراه حالياً، الأوربيون أصبحوا لا قيمة لهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، في الأزمة الأمريكية الروسية فيما يخص أوكرانيا، لكن المملكة والإمارات والأشقاء في الخليج، والأشقاء في مصر عودونا على مواقف وطنية شعارها أو طابعها الحكمة، وبُعد النظر، والمصداقية، وتجنيب المنطقة لهذه الحروب، والوقوف بقوة في وجه الإرهاب، واستخدام الشرعية الدولية والمنطق في العلاقات الدولية لدرء هذه المخاطر، فالمملكة والإمارات ومصر يقومون بدورهم، وأدركوا أن عليهم التحرك لحفظ موازين القوى في المنطقة، ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية يقومان بدورهما، وهذا إيجابي، حيث تتضافر الجهود لحل الأزمة.

إقرأ أيضاً..صدمة للغرب.. فوز المؤيدين لروسيا في انتخابات صربيا والمجر

ما هو ردّ الفعل السعودي - الإماراتي حال خروج الاتفاق النووي بشكل مُخلٍّ؟

سيقومان بأدوارهما الاستراتيجية في مجال الدفاع الوطني، وفي مجال علاقاتهما الدولية، وأيضاً في مواجهة إيران، والمشكلة لا تنحصر فقط في الملف النووي الإيراني، إيران في نظري أصبحت دولة نووية، لديها القدرة حالياً على إنتاج أسلحة ذرية مدمرة وجرثومية وغيرها، المشكلة تتعدى هذا الآن، نحن نتحدث عن برنامجها للصواريخ الإرهابية والمسيرات، وتصدير الثورة، والتخريب، وبناء المليشيات، وقد يكون الملف النووي هو العنوان الكبير، لكن نحن نفهم أن العرب لديهم خيارات كثيرة للغاية إذا امتلكت إيران الأسلحة الذرية، لكن إذا فشل المجتمع الدولي في كبح جماع إيران، فليس أمام الدول العربية إلا الدفاع عن نفسها بأي وسيلة، ومواجهة هذه الأخطار، وهي قادرة، فالفشل هو أن يوقع جون بايدن على الاتفاق بما فيه من نقاط ضعف، دون أن يحل المشكلة التي يتسبب بها الإيرانيون في المنطقة، وبدعم للأسف القوى الغربية التي تتهافت على إيران من أجل الحصول على صفقات تجارية، ومصالح أمنية، والضحية هي المنطقة العربية، وهذا يبين الازدواجية، والعنصرية، خاصة مع الأزمة الأوكرانية التي كان موقف الغرب وأمريكا منها مختلفاً؛ مع أن الوضع هناك ليس به إرهاب من البداية، وإنما مصالح دولية، ومحاولة لاعتداء على دول أخرى.