تنطلق في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، المشاورات اليمنية- اليمنية، بدعوة من مجلس التعاون الخليجي، من أجل إقرار السلام، وذلك وسط حضور دولي رفيع المستوى، وقد واصلت الوفود، الثلاثاء، لتسجيل الحضور للمشاركة في الفعاليات، التي تستمر حتى السابع من أبريل المقبل. ويرعى المشاورات مجلس التعاون الخليجي، ويفتتحها الأمين العام للمجلس الدكتور نايف الحجرف، ومن المقرر أن يشارك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، والمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرندوبرغ، والمبعوث الأمريكي تيم لنيدركينغ، والمبعوث السويدي بيتر سيمنبي.
ودعا مجلس التعاون الخليجي، قيادة التحالف في اليمن، وكل الأطراف اليمنية، إلى إيقاف العمليات العسكرية في الداخل اليمني، كما جدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدعوة للحوثيين للمشاركة في المشاورات اليمنية، انطلاقاً من حرص قادة وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، فضلاً عن تأكيد الاهتمام البالغ الذي يحظى به اليمن وشعبه الشقيق ضمن المنظومة الخليجية.
وذكرت مصادر لـ«الرؤية» أن المشاورات ستنصب على الدعوة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك، والعمل على تفعيل دور المؤسسات اليمنية، وإصلاح الجهاز الإداري للدولة، والمؤسسات الأمنية، ولفتت المصادر إلى وجود جدول زمني للإصلاحات، على أن يتم تنفيذها على أرض الواقع، من خلال لجان تشرف على المطالب، التي يتم الاتفاق عليها. وأشارت إلى أن القرارات، التي سيتم التوصل إليها، ومن ثم الاتفاق عليها، سيتم رفعها إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل إصدار قرارات تدعم عملية السلام في اليمن.
إقرأ أيضاً..السيسي يستقبل وزير الخارجية القطري: تقدم ملموس في العلاقات
خطف 3 قيادات يمنية
وذكرت وسائل إعلام يمنية محلية، أن مليشيات الحوثي أوقفت واختطفت ثلاثة من قيادات مجلس تنسيق المنظمات المدنية، أثناء مرورهم بمحافظة إب وسط اليمن، في طريقهم إلى المناطق التابعة للحكومة الشرعية، ومنها إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في المشاورات اليمنية في الرياض، والمختطفون هم أمين عام التحالف المدني للسلم، أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، الدكتور حمود العودي، والمتحدث باسم التحالف الدكتور أنور شعب، والباحث السياسي عبدالرحمن العلفي.
دعم سعودي لإنجاح المشاورات اليمنية
من جانبه ترأس خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، جلسة مجلس الوزراء السعودي، واطّلع المجلس على تقييمٍ للاعتداءات التخريبية التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، لاستهداف مناطق مدنية ومنشآت حيوية في المملكة، وما تمثله من تهديدٍ للأمن الإقليمي والدولي، تجرمها القوانين والقرارات الدولية، وبما تعكسه من تعنت المليشيات. ونوّه المجلس إلى دعمه لإنجاح المشاورات اليمنية التي تعقد في الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلاً عن جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن في حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية وضمان سلاسل الإمداد.
جهود إنهاء انقلاب الحوثي
ومن جانبه، قال وزير الخارجية اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إن بلاده ترحب بالجهود الصادقة لإنهاء الانقلاب الحوثي على الدولة اليمنية من أجل تحقيق السلام، جاء ذلك خلال لقائه، بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الثلاثاء، مضيفاً أن موقف الحكومة واضح من كل الدعوات الأممية والإقليمية، والتي كان آخرها المبادرة السعودية التي كانت واضحة في الدعوة لوقف شامل لإطلاق النار.
وأكد الوزير اليمني، أن الحكومة تتعامل بمسؤولية كاملة مع كل ما يطرح في الوقت الراهن من مشاورات دعت إليها دول مجلس التعاون الخليجي، ودعوات أممية مماثلة من شأنها التخفيف عن معاناة المواطنين، لافتاً إلى أن هروب الانقلابيين من مواجهة تلك الاستحقاقات بإطلاق مبادرات فارغة وغير مسؤولة لا تتعاطى مع أسس المشكلة وانقلابها على الدولة، يدل على عدم الجدية، وعلى عدم التعامل بمسؤولية مع الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، التي فرضتها الحرب، والتي تتفاقم بشكل مخيف مع الأزمات الدولية والتي ستنعكس آثارها بشكل مخيف على اليمنيين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
إقرأ أيضاً..التحالف يوجه ضربات لاستهداف الميليشيات في صنعاء والحديدة
وأكد بن مبارك، أن الأوضاع التي تعيشها البلاد تتطلب قدراً كبيراً من الضمير الإنساني والمسؤولية الأخلاقية والتوقف عن عبث المبادرات، وما وصفه بـ«الفهلوة السياسية الفارغة»، مجدداً الدعوة للاستجابة لصوت العقل والتعاطي المسؤول مع دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستثمار هذه المبادرة، والجهود الأممية، للعمل على إخراج اليمن من محنته، وإنهاء معاناة أبنائه وتحقيق السلام المنشود استناداً إلى الثوابت الوطنية والمرجعيات المعتمدة، واستغلال قدوم شهر رمضان الذي تتجلى فيه معاني الرحمة والإنسانية لإيقاف نزيف الدم اليمني والتخفيف من معاناة اليمنيين الذين يدفعون ثمن هذه الحرب، وهم يستحقون العيش بسلام ورخاء.
وأشار إلى أهمية انعقاد المشاورات اليمنية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمناقشة سبل حل الأزمة اليمنية، داعياً مليشيات الحوثي للاستماع لصوت العقل واستغلال مبادرة مجلس التعاون والانخراط إلى جانب القوى اليمنية في مشاورات الرياض للعمل على إخراج اليمن من محنته وتحقيق السلام المنشود استناداً إلى الثوابت الوطنية والمرجعيات المعتمدة.