2022-02-25
بناء صورة نمطية جديدة عند مختلف الشعوب والزعماء
صنع واقع جديد يتحدى كل الظروف السائدة في المنطقة
صنع واقع جديد يتحدى كل الظروف السائدة في المنطقة
لا تتوقف الغايات من إقامة معارض إكسبو 2020 دبي منذ تأسيسها في إكسبو لندن عام 1951 على تحقيق الأهداف الاقتصادية والتجارية والعوائد المالية رغم أهميتها الكبيرة، لكن استضافة معارض إكسبو ارتبطت دائماً بقيمة الإنجاز وقدرة الدولة المستضيفة على تقديم رؤية وعمل وصورة جديدة عن نفسها، وإبراز وإظهار قيمة تميزها عن الآخرين، لتصنع لها مكاناً ومكانة خاصة في عيون وقلوب وتاريخ البشرية.
الدولة التي تستضيف إكسبو تجني مكاسب وثماراً تساهم في بناء صورة نمطية جديدة عند كل الشعوب والرؤساء والوزراء والمسئولين الذين يقومون بزيارة إكسبو، فبريطانيا كانت عام 1951 امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وكانت قلعة من أهم قلاع الصناعة في العالم، لكن الأهم لها في أول معرض لإكسبو كان إظهار قيمة وعظمة البناء البريطاني، وثراء ورقي وتفوق العمارة البريطانية، فبجانب الآلات الجديدة والصناعات التي أبهرت الزوار، والماكينات التي سحرت الجميع، وزيارة نحو 6 ملايين بريطاني وعائدات قياسية بحجم ذاك الزمان، إلا أن الأهم بالنسبة لبريطانيا كان هو بناء قصر الكريستال الشهير، والذي استضاف إكسبو لندن 1951، وبات نموذجاً وعلامة على مدى ما وصلت إليه العمارة البريطانية في ذاك الوقت، وبدأ العالم يستنسخ النموذج البريطاني في العمارة، وهو ما شكل قيمة إضافية وقوة ناعمة بازغة للشعب البريطاني في ذلك الوقت.
وجاء الإبهار الإماراتي للعالم من خلال «إكسبو دبي 2020» ليصنع صورة نمطية وذهنية جديدة عن شعب قهر المستحيل، وشق طريقه بين الشعوب لتستحق الإمارات أن تكون ليس فقط أول دولة عربية وشرق أوسطية تنظم إكسبو، بل وبشهادة الجميع فإن «إكسبو دبي 2020» هو أفضل نسخة منذ 170 عاماً من تاريخ إكسبو، فحتى كتابة هذه السطور قدمت الإمارات نفسها للعالم من خلال أرقام قياسية تتغير كل دقيقة في عدد الزوار، بالإضافة إلى زعماء الدول من الملوك والرؤساء والأمراء الذين جاؤوا خصيصاً للاحتفال بالعيد الوطني لبلادهم، وليشاهدوا بأعينهم مدى ما وصلت إليه الإمارات من تفرد وتقدم وأمان وتسامح، فما هي أبعاد القوة الناعمة لـ«إكسبو دبي 2020»؟ وكيف يمكن استثمار الصورة الجديدة التي بات العالم يدركها ويعرفها عن الإمارات في بناء نموذج عالمي قائم على القيم الإماراتية من عزم وإصرار وعمل واحترام وعدالة وتسامح؟
تغيير التاريخ
إصرار الإمارات على افتتاح «إكسبو دبي 2020» في ظل الجائحة وظهور متحورات جديدة، واستمرار حالة عدم اليقين الصحي وارتباط هذا بعدم اليقين الاقتصادي وحركة الطيران ومعدلات السفر، كل هذا كان الرسالة الأولى من الإمارات للعالم، والتي تقول هنا سوف تجد الكفاءة بجانب المتعة، والسلامة الصحية بجانب احترام القانون، والترحيب بالجميع دون استثناء في بلد يضم نحو 200 جنسية، ومشاركة 192 دولة بمعارض رائعة وأفكار مبدعة، وأنه في الوقت الذي تتهرب الدول من الفعاليات الضخمة، والخوف من التجمعات تستطيع الإمارات أن تستضيف وتجمع 33 مليون زائر لإكسبو، بحسب توقعات «بي بي سي» لنهاية المعرض.
الرسالة الثانية: هي أن النجاح المبهر والكامل لإكسبو دبي 2020 سوف يغير تاريخ إكسبو الى الأبد، فمنذ اليوم الأول لإكسبو، وعلى مدار 17 عقداً من الزمان ارتبط تنظيم إكسبو بدول تنتمي لعالم واحد مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأستراليا، لكنه لأول مرة تنظمه دولة عربية، وهو ما يفتح الباب في المستقبل لكي تنافس دول عربية جديدة على استضافة إكسبو، وهو تحول تاريخي ما كان ليحدث بدون هذا النجاح الرائع لإكسبو دبي 2020.
الرسالة الثالثة التي قدمها «إكسبو دبي 2020»: أن الإمارات شريك حقيقي للعالم في القيم الإنسانية ليس فقط من خلال الوقوف على مسافة واحدة من جميع سكان العالم بغض النظر عن اللون أو الدين أو الجنس، وإتاحة الحلم الإماراتي للجميع على أرض الإمارات، لكن أيضاً بالمشروعات والتحول السريع نحو البيئة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وهو ما يبرز قوة وقدرة الإمارات على قهر كل ما يرتبط بالمستحيلات، والإصرار على صنع واقع جديد يتحدى كل الظروف السائدة في المنطقة، فالدولة التي كانت حتى وقت قريب تعتمد على النفط والغاز سوف تصبح أول دولة في العالم تصل للحياد الكربوني 2050، وهي معادلة يعرف العالم أنها تحدي كبير لا تستطيع إنجازه إلا دول بعزيمة وإصرار وكفاءة قادة دولة الإمارات.
قوة ناعمة
حرصت كل دولة استضافت إكسبو على مدار 170 عاماً على تقديم أفضل ما لديها للعالم حتى تظل تحتفظ بمكان في ذاكرة التاريخ بهذا العمل، وهو ما يشكل قوة ناعمة لهذه الدول، فحرصت نيويورك مثلاً على أن تبقى في ذاكرة العالم بأول بث حي للتلفزيون عام 1939، كما كان برج إيفل عنواناً للثقافة والحضارة الفرنسية في معرض إكسبو 1889، وتجلى التقدم العلمي في الولايات المتحدة من خلال عرض اختراعات جراهام بيل في إكسبو فيلادلفيا 1876، لكن مدينة سياتل الأمريكية العملاقة أردت أن تقدم المباني العملاقة وناطحات السحاب كعنوان لها في إكسبو سياتل 1962 من خلال برج «إبرة الفضاء»، الذي يبلغ ارتفاعه 185 متراً، ويضم مطعماً على قمته، ولا يزال قائماً في المدينة حتى اليوم، وعبرت اليابان عن عبقريتها في التكنولوجيا بعرض «إكسبو أوساكا 1970» أول مكالمة من تليفون من سيارة متحركة، بحسب ما نشره موقع إكسبو.
الهدف الرئيسي لإكسبو منذ نسخته الثالثة في باريس، التي سمحت بمشاركة أجنحة للدول الأخرى، أن يكون نموذجاً للشراكة الإنسانية ونقل القيم الحضارية بما يساهم في التقارب والتعارف بين الشعوب والأمم، فوفق تحليل البيانات الرسمية فإن 70% من زوار «إكسبو دبي 2020» من الأجانب غير الإماراتيين، وهذا ثمرة مهمة من ثمار إكسبو؛ لأن كل هؤلاء سوف يتحولون إلى شهود عيان على ما تتمتع به الإمارات من قوة الأمل والإبداع والابتكار، وكيف لهذه الدولة أن استطاعت خلال 50 عاماً من تحقيق معدلات قياسية في صناعة المستقبل، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، هو القائل «إن المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله، وتصميمه، وتنفيذه، المستقبل لا ينتظر المستقبل، بل يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم».
وجاء الإبهار الإماراتي للعالم من خلال «إكسبو دبي 2020» ليصنع صورة نمطية وذهنية جديدة عن شعب قهر المستحيل، وشق طريقه بين الشعوب لتستحق الإمارات أن تكون ليس فقط أول دولة عربية وشرق أوسطية تنظم إكسبو، بل وبشهادة الجميع فإن «إكسبو دبي 2020» هو أفضل نسخة منذ 170 عاماً من تاريخ إكسبو، فحتى كتابة هذه السطور قدمت الإمارات نفسها للعالم من خلال أرقام قياسية تتغير كل دقيقة في عدد الزوار، بالإضافة إلى زعماء الدول من الملوك والرؤساء والأمراء الذين جاؤوا خصيصاً للاحتفال بالعيد الوطني لبلادهم، وليشاهدوا بأعينهم مدى ما وصلت إليه الإمارات من تفرد وتقدم وأمان وتسامح، فما هي أبعاد القوة الناعمة لـ«إكسبو دبي 2020»؟ وكيف يمكن استثمار الصورة الجديدة التي بات العالم يدركها ويعرفها عن الإمارات في بناء نموذج عالمي قائم على القيم الإماراتية من عزم وإصرار وعمل واحترام وعدالة وتسامح؟
تغيير التاريخ
إصرار الإمارات على افتتاح «إكسبو دبي 2020» في ظل الجائحة وظهور متحورات جديدة، واستمرار حالة عدم اليقين الصحي وارتباط هذا بعدم اليقين الاقتصادي وحركة الطيران ومعدلات السفر، كل هذا كان الرسالة الأولى من الإمارات للعالم، والتي تقول هنا سوف تجد الكفاءة بجانب المتعة، والسلامة الصحية بجانب احترام القانون، والترحيب بالجميع دون استثناء في بلد يضم نحو 200 جنسية، ومشاركة 192 دولة بمعارض رائعة وأفكار مبدعة، وأنه في الوقت الذي تتهرب الدول من الفعاليات الضخمة، والخوف من التجمعات تستطيع الإمارات أن تستضيف وتجمع 33 مليون زائر لإكسبو، بحسب توقعات «بي بي سي» لنهاية المعرض.
الرسالة الثانية: هي أن النجاح المبهر والكامل لإكسبو دبي 2020 سوف يغير تاريخ إكسبو الى الأبد، فمنذ اليوم الأول لإكسبو، وعلى مدار 17 عقداً من الزمان ارتبط تنظيم إكسبو بدول تنتمي لعالم واحد مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأستراليا، لكنه لأول مرة تنظمه دولة عربية، وهو ما يفتح الباب في المستقبل لكي تنافس دول عربية جديدة على استضافة إكسبو، وهو تحول تاريخي ما كان ليحدث بدون هذا النجاح الرائع لإكسبو دبي 2020.
الرسالة الثالثة التي قدمها «إكسبو دبي 2020»: أن الإمارات شريك حقيقي للعالم في القيم الإنسانية ليس فقط من خلال الوقوف على مسافة واحدة من جميع سكان العالم بغض النظر عن اللون أو الدين أو الجنس، وإتاحة الحلم الإماراتي للجميع على أرض الإمارات، لكن أيضاً بالمشروعات والتحول السريع نحو البيئة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وهو ما يبرز قوة وقدرة الإمارات على قهر كل ما يرتبط بالمستحيلات، والإصرار على صنع واقع جديد يتحدى كل الظروف السائدة في المنطقة، فالدولة التي كانت حتى وقت قريب تعتمد على النفط والغاز سوف تصبح أول دولة في العالم تصل للحياد الكربوني 2050، وهي معادلة يعرف العالم أنها تحدي كبير لا تستطيع إنجازه إلا دول بعزيمة وإصرار وكفاءة قادة دولة الإمارات.
قوة ناعمة
حرصت كل دولة استضافت إكسبو على مدار 170 عاماً على تقديم أفضل ما لديها للعالم حتى تظل تحتفظ بمكان في ذاكرة التاريخ بهذا العمل، وهو ما يشكل قوة ناعمة لهذه الدول، فحرصت نيويورك مثلاً على أن تبقى في ذاكرة العالم بأول بث حي للتلفزيون عام 1939، كما كان برج إيفل عنواناً للثقافة والحضارة الفرنسية في معرض إكسبو 1889، وتجلى التقدم العلمي في الولايات المتحدة من خلال عرض اختراعات جراهام بيل في إكسبو فيلادلفيا 1876، لكن مدينة سياتل الأمريكية العملاقة أردت أن تقدم المباني العملاقة وناطحات السحاب كعنوان لها في إكسبو سياتل 1962 من خلال برج «إبرة الفضاء»، الذي يبلغ ارتفاعه 185 متراً، ويضم مطعماً على قمته، ولا يزال قائماً في المدينة حتى اليوم، وعبرت اليابان عن عبقريتها في التكنولوجيا بعرض «إكسبو أوساكا 1970» أول مكالمة من تليفون من سيارة متحركة، بحسب ما نشره موقع إكسبو.
الهدف الرئيسي لإكسبو منذ نسخته الثالثة في باريس، التي سمحت بمشاركة أجنحة للدول الأخرى، أن يكون نموذجاً للشراكة الإنسانية ونقل القيم الحضارية بما يساهم في التقارب والتعارف بين الشعوب والأمم، فوفق تحليل البيانات الرسمية فإن 70% من زوار «إكسبو دبي 2020» من الأجانب غير الإماراتيين، وهذا ثمرة مهمة من ثمار إكسبو؛ لأن كل هؤلاء سوف يتحولون إلى شهود عيان على ما تتمتع به الإمارات من قوة الأمل والإبداع والابتكار، وكيف لهذه الدولة أن استطاعت خلال 50 عاماً من تحقيق معدلات قياسية في صناعة المستقبل، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، هو القائل «إن المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله، وتصميمه، وتنفيذه، المستقبل لا ينتظر المستقبل، بل يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم».