الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

«خارج السيطرة».. الأمم المتحدة تحذر من زيادة «الحرائق العالمية»

«خارج السيطرة».. الأمم المتحدة تحذر من زيادة «الحرائق العالمية»

حرائق الغابات في كوريا الجنوبية- صورة من (epa)

حرائق كاليفورنيا وأستراليا وسيبيريا تصبح أكثر شيوعاً بنهاية القرن الجاري

تغير استخدام الأراضي في أغراض أخرى سيؤدي إلى زيادة حرائق الغابات الشديدة

تعديل سبل الإنفاق لمواجهة الحرائق لينصب التركيز على الجهود الاستباقية


حذر تقرير نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من زيادة الحرائق في العالم وذلك بسبب التغير المناخي، لتصل إلى مناطق لم تشهد سابقاً حرائق الغابات، كما أشار التقرير إلى زيادة صعوبة عمليات مواجهة تلك الحرائق.


زيادة حرائق الغابات

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عن التقرير الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة، التحذير من أن الحرائق التي شهدها العالم مؤخراً في كاليفورنيا وأستراليا وسيبيريا، ستصبح أكثر شيوعاً بنسبة 50%، بنهاية القرن الجاري، كما حذر التقرير من حرائق لا يمكن السيطرة عليها، وقد تتسبب في تدمير أجزاء من الكوكب.

وحذر التقرير من خطر كبير، حتى بالنسبة للقطب الشمالي ومناطق أخرى لم تتأثر من قبل اندلاع بحرائق الغابات، وجاء صدور التقرير قبل اجتماع ممثلي 193 دولة في نيروبي، ضمن الجلسة الثانية للدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، في الفترة ما بين 28 فبراير و2 مارس 2022.

وقال التقرير، الذي شارك في إعداده 50 من الباحثين الدوليين، وصدر بعنوان « انتشار التهديدات كالنار في الهشيم: التهديدات المتزايدة للحرائق الهائلة للمناظر الطبيعية»، إن أزمة التغير المناخي، وتغير استخدام الأراضي في أغراض أخرى، سيؤديان إلى زيادة حرائق الغابات الشديدة، بنسبة 14% بحلول نهاية العقد الجاري في 2030، وبنسبة 30% بحلول عام 2050، وتصل إلى نسبة 50% بحلول عام 2100.

تغير أوجه الإنفاق

ولفتت نتائج التقرير إلى ضرورة أن تكون هناك تغيرات جوهرية في الإنفاق العام لمواجهة الحرائق، حيث أوضح التقرير أن الحكومات تنفق أموالها في هذا المجال بشكل خاطئ، من خلال التركيز على العمل في خدمات الإغاثة والطوارئ، بينما الأهم هو العمل على منع اندلاع الحرائق.

وأصبحت حرائق الغابات جزءاً معتاداً من الحياة الإنسانية، في كل قارات العالم، عدا القارة القطبية الجنوبية، لتدمر البيئة والحياة البرية وصحة الإنسان، والبنية التحتية، كما حذر التقرير من حدوث تحول جذري في الحرائق على مستوى العالم.

خطر على المجتمع

وقال التقرير الأممي «من أستراليا إلى كندا، ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين، وعبر القارة الأوروبية وغابات الأمازون في أمريكا اللاتينية، فإن حرائق الغابات تسبب دماراً كبيراً للبيئة والحياة البرية وصحة الإنسان والبنية التحتية، والوضع ليس ميؤوساً منه بعد».

وركز التقرير الأممي على حرائق الغابات، مشيراً إلى أنها تشكل خطراً على المجتمع والاقتصاد والبيئة، ووجد الباحثون خلال الشهر الجاري أن الاحتباس الحراري العالمي يمكن أن يتسبب في «حرائق عملاقة مقاومة لعمليات إخماد الحرائق»، مشيراً إلى أن حرائق جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة، التهمت نحو 3 ملايين هكتار (7.7 مليون فدان) من الأراضي، بسبب حرائق الغابات العام الماضي، مع تزايد صعوبة جهود مكافحة الحرائق.

إدارة الموارد

ولفت التقرير إلى ضرورة تعديل سبل الإنفاق لمواجهة الحرائق، ليكون التركيز على الجهود الاستباقية، ونقل عن عالمة البيئة بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، البروفيسور سالي أرشيبالد والتي شاركت في التقرير، قولها «آمل أن تتحول الأموال والموارد في الاتجاه الصحيح، ويتم تغيير السياسات، كذلك فلا يمكننا أن نعد بأنه إذا أعطى العالم أموالاً لإدارة استباقية للحرائق، فلن يكون هناك المزيد من الحرائق الشديدة، لأن هذه الحرائق ناتجة عن تغير المناخ العالمي، لكن الإدارة الاستباقية للحرائق، ستساعدنا في تقليل التأثير وحجم الخسائر والأضرار».

ولفت التقرير إلى خطورة التغير المناخي، حيث يؤدي إلى زيادة الظروف التي تبدأ فيها حرائق الغابات، بما في ذلك المزيد من الجفاف، وارتفاع درجات حرارة الهواء، والرياح القوية، كما أن انبعاثات الكربون من حرائق الغابات، بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وأشار التقرير إلى أن معالجة أزمة المناخ هي أولوية رئيسية في الوقاية من حرائق الغابات، كما دعا إلى تحسين معايير الصحة والسلامة لرجال الإطفاء، بما في ذلك زيادة الوعي بمخاطر استنشاق الدخان، وتقليل تعرضهم للمواقف التي تهدد حياتهم، وتشجيع التعافي السليم.

مشاكل وتداعيات الحرائق

ولفت التقرير إلى العديد من المشكلات والتداعيات الناتجة عن حرائق الغابات، والتي تؤثر على أفقر دول العالم، مع تأثيرات تمتد لأيام وأسابيع بل سنوات، بعد إخماد الحرائق، حيث تعرقل التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتعمق التفاوتات الاجتماعية.

كما تتأثر صحة الناس بشكل مباشر من خلال استنشاق دخان حرائق الغابات، ما يتسبب في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة الآثار الصحية للفئات الأكثر ضعفاً.

كذلك تزيد التكاليف الاقتصادية لإعادة البناء بعد اندلاع حرائق الغابات، ومن جهة أخرى فإن الحرائق تتسبب في تدهور المياه بسبب ملوثات حرائق الغابات.

ولفت التقرير إلى أنه نادراً ما يتم إنقاذ الحياة البرية من حرائق الغابات، ما يدفع ببعض أنواع الحيوانات والنباتات إلى الانقراض، ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، اندلاع حرائق الغابات الأسترالية في عام 2020، والتي تشير التقديرات إلى أنها قضت على المليارات من الحيوانات الأليفة والبرية.