2022-02-22
استيراد الكهرباء من طهران بأضعاف أسعار الأسواق العالمية
إيران تشترط على الساسة العراقيين عدم استبدال مصادر الطاقة
تواصل إيران استخدام مليشياتها في العراق، من أجل فرض المزيد من سيطرتها على مؤسسات الدولة، لا سيما في ظل الفراغ الأمني والتشرذم السياسي، وحيث كثفت طهران جهودها من أجل استخدام الساحة العراقية باباً خلفياً للهروب من العقوبات الأمريكية.
وأكد خبراء أن ضعف التواجد الأمريكي أعطى إيران فرصة التفرد بالساحة العراقية، التي استخدمتها سوقاً ومعبراً للمخدرات الإيرانية إلى الخليج العربي ولبنان، وأشاروا إلى رهن سوق الكهرباء في العراق للاستيراد من إيران بأضعاف السعر المتعارف عليه في الأسواق العالمية، رغم طرح مبادرات سعودية لتصدير الغاز بالمجان إلى العراق.
انعدام تكافؤ الفرص
وقال أستاذ الإعلام الدولي، الدكتور فاضل البدراني، إن الواقع يؤكد انعدام تكافؤ الفرص بين دولتي العراق وإيران، لا سيما بعد الدمار الذي تعرض له العراق في أعقاب حرب 2003 وما تبعه من تشرذم سياسي، وتخلي كل دول العالم على العراق، الأمر الذي ساعد في إمساك إيران بمقاليد الأمور، خاصة عقب الانسحاب الأمريكي وضعف التواجد السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية في العراق، ما أعطى إيران فرصة التفرد بالساحة العراقية، مؤكداً أن الخلاص من التدخلات الإيرانية يكون عبر موقف وطني عراقي سياسي، يضمن التوقف عن التناحر السياسي بين المكونات السياسية، فضلاً عن ضرورة إيجاد قيادة ورؤى موحدة تضمن منح السيادة للعراق سواء في مواجهة إيران أو أي دولة في العالم.
وأكد أن استعادة العراق عافيته وامتلاك قراره السياسي، يسهم في استعادة موازين القوى مرة أخرى، لافتاً إلى أن إيران استطاعت خلال السنوات الماضية من استغلال الفراغ في الساحة العراقية، على كافة الصُعد السياسية، الاقتصادية، والأمنية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين ارتفع بشكل كبير، حتى أصبح العراق ثاني أكبر سوق لإيران بعد الصين، ولا سيما أنها المتحكم بملف الغاز وتعد المصدر الأول للطاقة العراقية، فضلاً عن قضايا تجارية أخرى عدة، مشيراً إلى أن انفتاح العراق على المنظومة العربية والدولية بشكل وطني يضعف الدور الإيراني في العراق.
مليشيات إيران
ويرى الناشط المدني والإعلامي العراقي، ضرغام الزيدي، أن الملف العراقي من أكثر الملفات تعقيداً في الشرق الأوسط، وأكد أن إيران دأبت على تخريب العراق، لافتاً إلى أن المليشيات الإيرانية أُسست لتبقى وتدمر كل ما يعارض إيران سنياً كان أو شيعياً، مؤكداً أن الضغط السياسي الإيراني على بعض الساسة في العراق ليس سوى «ذر الرماد في العيون»، لا يعدو كونه أدواراً مسرحية متفقاً عليها، لافتاً إلى أن صناديق الاقتراع، كما الحال في انتخابات الماضية والسابقة لها، مغلقة على بعض السياسيين المدعومين إيرانياً، مشيراً إلى أن إيران تشترط على الساسة العراقيين عدم استبدال الطاقة الإيرانية، رغم وجود محطات غاز مهجورة، وأخرى تحرق، في سبيل استمرار العراق في استيراد الغاز من إيران بسعر مضاعف عن أسعاره في السوق العالمية، منوهاً بأن السعودية طرحت عدة مبادرات لتوريد الكهرباء للعراق بالمجان، غير أن الأمر قوبل برفض قاطع من قبل إيران والسياسيين الداعمين لها في العراق.
وأوضح أن التشابكات داخل الساحة العراقية لن تحل إلا بأيدٍ قوية، مشدداً على ضرورة عودة العراق للوصاية الدولية - البند السابع - بما يضمن أن ينجو من قبضة إيران، لافتاً إلى أن العراق أصبح سوقاً وبوابة عبور تجارية للمخدرات الإيرانية إلى الخليج العربي ولبنان، فضلاً عن كونه باباً خلفياً تستخدمه إيران في غسل الأموال للهروب من العقوبات الأمريكية، مؤكداً أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تشهد خصومات لكنها تشمل اتفاقات أيضاً، منوهاً بأن أمريكا لا تريد لإيران أن تنهار، لذا تسمح بهيمنة إيرانية على العراق، مدللاً على ذلك بالقرار السابق للكونغرس الأمريكي بدعم قوات الحشد الشعبي، قبل أن تعود وتصنفه على قوائم الإرهاب مجدداً، فضلاً عن السماح باستيراد الغاز العراقي من إيران، منوهاً بأن أمريكا تستطيع إيقاف يد إيران في سوريا، غير أنها ترغب في إبقاء الوضع على ما هو عليه؛ حتى تستنزف خزائن الدول العربية المهددة من قبل إيران.
انفتاح ثقافي
وفي السياق ذاته، أشارت أستاذة العلوم السياسية والمتخصصة في الشأن العراقي، سهام فوزي، إلى أن الغزو الأمريكي للعراق في 2003 قدم العراق على طبق من ذهب لإيران، مشيرة إلى أن إيران استطاعت خلال السنوات التالية للغزو تحويل العراق إلى منطقة نفوذ تستخدمها وسيلة للهروب من العقوبات الدولية، مؤكدة أن الرأي العام العراقي، خاصة داخل الشباب، بدأ يتغير فيما يخص رؤيته للانقسام السني - الشيعي، الأمر الذي يستدعي ضرورة الانفتاح الثقافي على الشباب العراقيين مع دول المنطقة، لمواجهة التسهيلات الإيرانية للاستحواذ على الشباب العراقيين عبر تسهيل الدخول إلى أراضيها بالفيزا وخلافه، الأمر الذي يتطلب بذل جهود عربية لاحتضان العراق من جديد، لافتة إلى أن بعض الدول العربية بدأت تتبع هذا النهج، بينها دول الخليج ومصر.
وأوضحت فوزي أن إيران تستخدم الإرهاب للضغط على الأنظمة العراقية، مدللة على ذلك بتلويح الحشد الشعبي باللجوء للإرهاب بعد إخفاقهم في الانتخابات البرلمانية أكتوبر الماضي، مشددة على ضرورة تدريب مجتمع مدني يضمن تمثيل كافة الطوائف العراقية قادر على لم الشمل.
وأكدت على إمكانية إعداد حملات توعوية تكشف الدور الإيراني وسياسته التي تدعي حماية الطائفية والمذهب الشيعي، غير أن مصلحتها الحقيقية تكمن في ضمان تفوق مرجعيتها على مرجعية النجف.
إيران تشترط على الساسة العراقيين عدم استبدال مصادر الطاقة
تواصل إيران استخدام مليشياتها في العراق، من أجل فرض المزيد من سيطرتها على مؤسسات الدولة، لا سيما في ظل الفراغ الأمني والتشرذم السياسي، وحيث كثفت طهران جهودها من أجل استخدام الساحة العراقية باباً خلفياً للهروب من العقوبات الأمريكية.
وأكد خبراء أن ضعف التواجد الأمريكي أعطى إيران فرصة التفرد بالساحة العراقية، التي استخدمتها سوقاً ومعبراً للمخدرات الإيرانية إلى الخليج العربي ولبنان، وأشاروا إلى رهن سوق الكهرباء في العراق للاستيراد من إيران بأضعاف السعر المتعارف عليه في الأسواق العالمية، رغم طرح مبادرات سعودية لتصدير الغاز بالمجان إلى العراق.
انعدام تكافؤ الفرص
وقال أستاذ الإعلام الدولي، الدكتور فاضل البدراني، إن الواقع يؤكد انعدام تكافؤ الفرص بين دولتي العراق وإيران، لا سيما بعد الدمار الذي تعرض له العراق في أعقاب حرب 2003 وما تبعه من تشرذم سياسي، وتخلي كل دول العالم على العراق، الأمر الذي ساعد في إمساك إيران بمقاليد الأمور، خاصة عقب الانسحاب الأمريكي وضعف التواجد السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية في العراق، ما أعطى إيران فرصة التفرد بالساحة العراقية، مؤكداً أن الخلاص من التدخلات الإيرانية يكون عبر موقف وطني عراقي سياسي، يضمن التوقف عن التناحر السياسي بين المكونات السياسية، فضلاً عن ضرورة إيجاد قيادة ورؤى موحدة تضمن منح السيادة للعراق سواء في مواجهة إيران أو أي دولة في العالم.
وأكد أن استعادة العراق عافيته وامتلاك قراره السياسي، يسهم في استعادة موازين القوى مرة أخرى، لافتاً إلى أن إيران استطاعت خلال السنوات الماضية من استغلال الفراغ في الساحة العراقية، على كافة الصُعد السياسية، الاقتصادية، والأمنية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين ارتفع بشكل كبير، حتى أصبح العراق ثاني أكبر سوق لإيران بعد الصين، ولا سيما أنها المتحكم بملف الغاز وتعد المصدر الأول للطاقة العراقية، فضلاً عن قضايا تجارية أخرى عدة، مشيراً إلى أن انفتاح العراق على المنظومة العربية والدولية بشكل وطني يضعف الدور الإيراني في العراق.
مليشيات إيران
ويرى الناشط المدني والإعلامي العراقي، ضرغام الزيدي، أن الملف العراقي من أكثر الملفات تعقيداً في الشرق الأوسط، وأكد أن إيران دأبت على تخريب العراق، لافتاً إلى أن المليشيات الإيرانية أُسست لتبقى وتدمر كل ما يعارض إيران سنياً كان أو شيعياً، مؤكداً أن الضغط السياسي الإيراني على بعض الساسة في العراق ليس سوى «ذر الرماد في العيون»، لا يعدو كونه أدواراً مسرحية متفقاً عليها، لافتاً إلى أن صناديق الاقتراع، كما الحال في انتخابات الماضية والسابقة لها، مغلقة على بعض السياسيين المدعومين إيرانياً، مشيراً إلى أن إيران تشترط على الساسة العراقيين عدم استبدال الطاقة الإيرانية، رغم وجود محطات غاز مهجورة، وأخرى تحرق، في سبيل استمرار العراق في استيراد الغاز من إيران بسعر مضاعف عن أسعاره في السوق العالمية، منوهاً بأن السعودية طرحت عدة مبادرات لتوريد الكهرباء للعراق بالمجان، غير أن الأمر قوبل برفض قاطع من قبل إيران والسياسيين الداعمين لها في العراق.
وأوضح أن التشابكات داخل الساحة العراقية لن تحل إلا بأيدٍ قوية، مشدداً على ضرورة عودة العراق للوصاية الدولية - البند السابع - بما يضمن أن ينجو من قبضة إيران، لافتاً إلى أن العراق أصبح سوقاً وبوابة عبور تجارية للمخدرات الإيرانية إلى الخليج العربي ولبنان، فضلاً عن كونه باباً خلفياً تستخدمه إيران في غسل الأموال للهروب من العقوبات الأمريكية، مؤكداً أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تشهد خصومات لكنها تشمل اتفاقات أيضاً، منوهاً بأن أمريكا لا تريد لإيران أن تنهار، لذا تسمح بهيمنة إيرانية على العراق، مدللاً على ذلك بالقرار السابق للكونغرس الأمريكي بدعم قوات الحشد الشعبي، قبل أن تعود وتصنفه على قوائم الإرهاب مجدداً، فضلاً عن السماح باستيراد الغاز العراقي من إيران، منوهاً بأن أمريكا تستطيع إيقاف يد إيران في سوريا، غير أنها ترغب في إبقاء الوضع على ما هو عليه؛ حتى تستنزف خزائن الدول العربية المهددة من قبل إيران.
انفتاح ثقافي
وفي السياق ذاته، أشارت أستاذة العلوم السياسية والمتخصصة في الشأن العراقي، سهام فوزي، إلى أن الغزو الأمريكي للعراق في 2003 قدم العراق على طبق من ذهب لإيران، مشيرة إلى أن إيران استطاعت خلال السنوات التالية للغزو تحويل العراق إلى منطقة نفوذ تستخدمها وسيلة للهروب من العقوبات الدولية، مؤكدة أن الرأي العام العراقي، خاصة داخل الشباب، بدأ يتغير فيما يخص رؤيته للانقسام السني - الشيعي، الأمر الذي يستدعي ضرورة الانفتاح الثقافي على الشباب العراقيين مع دول المنطقة، لمواجهة التسهيلات الإيرانية للاستحواذ على الشباب العراقيين عبر تسهيل الدخول إلى أراضيها بالفيزا وخلافه، الأمر الذي يتطلب بذل جهود عربية لاحتضان العراق من جديد، لافتة إلى أن بعض الدول العربية بدأت تتبع هذا النهج، بينها دول الخليج ومصر.
وأوضحت فوزي أن إيران تستخدم الإرهاب للضغط على الأنظمة العراقية، مدللة على ذلك بتلويح الحشد الشعبي باللجوء للإرهاب بعد إخفاقهم في الانتخابات البرلمانية أكتوبر الماضي، مشددة على ضرورة تدريب مجتمع مدني يضمن تمثيل كافة الطوائف العراقية قادر على لم الشمل.
وأكدت على إمكانية إعداد حملات توعوية تكشف الدور الإيراني وسياسته التي تدعي حماية الطائفية والمذهب الشيعي، غير أن مصلحتها الحقيقية تكمن في ضمان تفوق مرجعيتها على مرجعية النجف.