الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

محللون مصريون: زيارة السيسي تؤكد الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات

محللون مصريون: زيارة السيسي تؤكد الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات

  • تؤكد الرفض المصري لفكر المليشيات والتأكيد على ضرورة دعم الدول الوطنية
  • تثمل ضغطاً على المجتمع الدولي لإعادة تصنيف الحوثي جماعة إرهابية
  • توقيت الزيارة يحمل دلالة كونها تأتي قبل انعقاد القمة العربية القادمة

أكد محللون سياسيون مصريون، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، في هذا التوقيت، تحمل دلالة قوية بأن مصر تقف إلى جانب الإمارات في مواجهة مليشيات الحوثي، وإشارة إلى ضرورة التحرك العربي لمواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة دون انتظار دعم من قوى خارجية، مشيرين إلى أن هذه الزيارة تحمل رسالة أيضاً للولايات المتحدة الأمريكية في اتحاد الإمارات ومصر في طلبهما بضرورة عودة تصنيف الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب مرة أخرى.

رسالة مصرية واضحة

قال الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإمارات، تأتي في توقيت مهم، خاصة بعد تعرضها لهجمات إرهابية من قبل مليشيات الحوثي، على منشآت مدنية في أبوظبي، حيث تعطي رسالة واضحة بأن مصر دولة وشعباً، تقف إلى جانب الإمارات ضد هذه التهديدات الإرهابية الحوثية، التي تشكل تهديداً ليس لأمن الإمارات فقط، بل أيضاً للأمن القومي المصري، والأمن القومي العربي، وتؤكد الدعم والتضامن العربي الكامل مع الإمارات، وهو ما أكدته جميع الدول العربية في بيانات رسمية خلال الفترة الماضية، وأعلنته متحدة في بيان جامعة الدول العربية.

وأضاف في تصريحات خاصة «الزيارة تعطي رسالة واضحة أيضاً، بوقوف مصر في وجه مليشيات الحوثي، ورفضها الممارسات الإرهابية الحوثية، وتؤكد المقاربة المصرية في رفض فكر المليشيات، والتأكيد على ضرورة دعم الدولة الوطنية العربية في مواجهة المليشيات، ومنها مليشيات الحوثي التي تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة».

التشاور في ملفات مهمة

وتابع «الرئيس السيسي قام بهذه الزيارة أيضاً، تأكيداً على أهمية الدور العربي في تسوية الأزمات العربية، ومنها الأزمة اليمنية، وعدم المراهنة على الأدوار الخارجية أو انتظارها، والتي كانت جزءاً من المشكلة اليمنية، حيث عكست أهمية التحرك العربي في الفترة المقبلة لحماية الأمن القومي العربي ضد هذه التهديدات، خاصة مع انعقاد القمة العربية المقبلة».

كما أوضح أن «الزيارة تأتي أيضاً تأكيداً للشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات وتعزيزاً للعلاقات على المستويات السياسية والاقتصادية كافة، والتشاور بشأن عدد من الملفات الحيوية خاصة الأزمة الليبية، وانعقاد القمة العربية، والقضايا المطروحة على طاولتها، وفي مقدمتها قضية عودة سوريا إلى الجامعة، وهو ما تؤيده الدولتان، مصر والإمارات».

علاقات تاريخية وقوية

وقال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإمارات في هذا التوقيت تحديداً تعكس عمق الجذور القائمة على الوعي والفعل المشترك في العلاقات الإماراتية المصرية، وطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة في ظل ما تتمتع به الدولتان من مكانة دولية، بفضل سياساتهما الحكيمة والمعتدلة في مواجهة التحديات الإقليمية، والتي تدفع نحو إرساء السلام في المنطقة، وهذا يؤكد دعم جهود استقرار المنطقة في ظل ما تواجهه من تهديدات من قبل بعض المليشيات المسلحة، كجماعة الحوثي التي ارتكبت الكثير من الجرائم، وتهدد أمن واستقرار المنطقة، في ظل الدعم اللامحدود لهذه المليشيات من إيران، بما يهدد الأمن القومي العربي".

وأضاف في تصريحات خاصة، قائلاً «العلاقات المصرية الإماراتية تاريخية وقوية، ومصر ترى أن قوة الإمارات من قوة العرب، ومنذ تولي الرئيس السيسي رئاسة مصر، أصبحت هناك خصوصية في علاقة القاهرة وأبوظبي، وشهدت هذه الفترة تطوراً كبيراً ونوعياً في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، أيضاً هناك نمو ملحوظ في التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات بين البلدين».

كما لفت إلى أن هناك حوالي 26 زيارة منذ 2014 وحتى يونيو 2021، بين الطرفين المصري والإماراتي، وهو ما يؤكد عمق العلاقات المصرية - الإماراتية، وأنها علاقة استثنائية عميقة، وأن هناك تنسيقاً وثيقاً حيال القضايا الرئيسية في المنطقة، حول لبنان والعراق وفلسطين، وليبيا، وسوريا، وكذلك اليمن، فهناك تطابق كبير بين الدولتين في الرؤى، فكل من مصر والإمارات دائماً ما تدفعان نحو التسويات السلمية للأزمات، حقناً للدماء، ولصون الأمن الإقليمي العربي، ووحدة الدول العربية.

كما أشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي للإمارات، تعكس اتفاقاً مصرياً مع الإمارات في كل تحركاتها الحالية، ووقوفاً لجوارها في مواجهة مليشيات الحوثي، وضرورة تصنيفها جماعة إرهابية، فالزيارة تمثل ضغطاً على 3 جهات؛ سواء مجلس الأمن، أو الأمم المتحدة، و الإدارة الأمريكية، لإعادة جماعة الحوثي مرة أخرى إلى قوائم الإرهاب، ولابد من العمل على وقف تمويل الجماعات الإرهابية، وعدم توفير غطاء سياسي لها، ووقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين، فهناك تطابق كامل بين مصر والإمارات في القضايا الإقليمية والعربية كافة.

وتابع «مصر تلجأ دائماً إلى سياسة الدوائر الصغيرة، لتكوين دوائر كبيرة، يجتمع عليها الأمن القومي العربي، فالمحور الإماراتي - المصري - السعودي، وما له من دلالات واضحة، على أن تكون هذه الدول الثلاث، محاور رئيسية للحفاظ على الأمن القومي العربي، وقد شاهدنا المحور المصري - الأردني - العراقي، وتأثيره على الأمن القومي العربي، وانعكاساته الإيجابية، وقد انضم لهذا المحور السعودية والإمارات لدعم العراق، وهو ما يؤكد على أن هناك رؤية حقيقية للعمل على خلق دوائر لحفظ الأمن القومي العربي، وأن هناك أجنحة رئيسية داعمة لاستقرار المنطقة العربية».

تنسيق المواقف العربية

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدر الدين، إن زيارة الرئيس السيسي للإمارات مهمة للغاية، كون الدولتين تربطهما علاقات وثيقة وقوية منذ قيادم دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن الإمارات لها ثقل في منطقة الخليج العربي، ومجلس التعاون الخليجي، ومصر تهتم في سياستها الخارجية بالمنطقة العربية، ومنطقة الخليج، وهذا أحد محاور السياسة الخارجية لمصر.

وفي تصريحات خاصة أضاف «هذه الزيارة تبحث قضايا مهمة ذات اهتمام مشترك، والتوقيت له أهمية ودلالة، كونها تأتي قبل انعقاد القمة العربية المرتقبة، وبالتالي قد يكون لها دور مهم في تنسيق المواقف العربية، بحيث تكون هناك ضمانات لإنجاح القمة وتحقيق أهدافها، وقد شاهدنا قبلها زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لمصر، من أجل الهدف ذاته».