تنظر تركيا للزيارة المرتقبة، الأربعاء، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، باعتبارها مفتاحاً لـ«عهد جديد» مع دول الخليج والمنطقة العربية، يمهد لعودة العلاقات إلى طبيعتها، لما سيترتب عليها من تغيرات في المشهدين الإقليمي والمحلي.
تأتي زيارة سموه تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد سلسلة من الاتصالات المثمرة شهدتها العلاقات الثنائية على مدار الأشهر الماضية، من المحادثة الهاتفية بين سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، والتي تلتها زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي ولقائه الرئيس أردوغان.وحول أصداء الزيارة على الداخل التركي، يقول المحلل السياسي التركي جواد غوك إن هذه الزيارة «تاريخية وسيترتب عليها تصحيح بعض المسارات في السياسة الخارجية التركية، وتوجيه البوصلة بشكل أفضل»، مضيفا إن الحكومة التركية «كانت تنتظر فرصة مناسبة لتصحيح مسار العلاقات بين الطرفين».
من جانبه، قال الكاتب السياسي مصطفى كمال أردمول: «مما لا شك فيه أن هذه الزيارة من الناحية السياسية مهمة للغاية». فعلى صعيد العلاقات التركية-العربية، فإن التقارب التركي مع دولة الإمارات سيصب في صالح تحسين علاقاتها مع الدول العربية. وأوضح أردمول أن الإمارات «ممكن أن تلعب دوراً مهماً في تحسين العلاقات التركية» مع جيرانها.
بدوره، رأى مصطفى أوزجان الباحث المتخصص في الشوون العربية، أن تركيا تتخذ خطوات إيجابية نحو تحسين العلاقات مع الإمارات، «لما لها من دور فاعل في عدة ملفات في المنطقة. تحسن العلاقات مع أبو ظبي سترتد نتائجه على الداخل التركي، وسيكون له تأثير على الواقع الانتخابي القادم». فتركيا أمام استحقاق انتخابي (رئاسي وبرلماني ومحلي) في 2023.
يبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، مع الرئيس التركي، العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون، والعمل المشترك بين البلدين، في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
ويعتبر الاقتصاد من أهم الملفات المطروحة على أجندة اللقاء، لاسيما أن البلدين يمتلكان اقتصادا كبيرا ولهما ارتباطات اقتصادية قوية مع دولة عدة. ودولة الإمارات شريك تجاري مهم لتركيا، بحسب طه عودة أغلو الباحث في الشؤون التركية.
وقال أوغلو «العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة ظلت قوية بين البلدين.. الرئيس أردوغان تحدث عن الأهمية الاقتصادية للتقارب الإماراتي التركي، وأرى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هي استكمال لهذا التحرك».
الترقب واضح في الأوساط السياسية التركية لهذه الزيارة، التي يُنظر إليها بقوة باعتبار أنها ستعيد فتح العلاقات بين البلدين، لما فيه من دعائم ترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة بأكملها.