بعد الجلسة التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي مؤخراً، التي ناقشت الوضع في تونس واعتبر فيها بعض النواب أن الديمقراطية «مهددة» في تونس، وذلك بعد حملة الدعاية التي قامت بها حركة النهضة الإخوانية عبر عراب العلاقة بينها وبين الدوائر الأمريكية رضوان المصمودي، دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس قيس سعيد الثلاثاء حسب ما أوردته رويترز «إلى استعادة النظام الديمقراطي» وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «لا يمكن أن يظل البرلمان مغلقاً لأجل غير مسمى» حسب المصدر ذاته، وتأتي هذه التصريحات في سياق الضغوط التي يتعرض لها الرئيس قيس سعيد من جهات دولية وتحريض من جهات تونسية أبرزها حركة النهضة الإخوانية وحليفها الرئيس السابق منصف.
المرزوقي وبعض القوى المرتبطة بالوبيات الاشتراكية الدولية في محاولة لإثناء الرئيس عن قرار تجميد مجلس نواب الشعب في 25 يوليو الماضي. التي استقبلها الشارع التونسي بارتياح كبير.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أمس الأربعاء، إن الرئيس التونسي قيس سعيد يمتلك رغبة قوية لاستعادة الدولة الوطنية وإعطاء الشعب فرصة كاملة من أجل حياة كريمة.
جاء ذلك عقب لقاء جمع الطرفين على هامش وصول أمين جامعة الدول العربية، الثلاثاء، إلى تونس للمشاركة في افتتاح الدورة الـ21 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.
وقال أبوالغيظ إن الجامعة تتفهم تماماً الاعتبارات التي قادت إلى هذه القرارات، في إشارة إلى التدابير الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس التونسي منذ 25 يوليو الماضي.
وأضاف أبوالغيط: «نعي أن هناك محاولات للتدخل، ولكن نثق بأن الشعب التونسي والقيادة الحالية واعية بالقدرة على الصمود واختيار ما هو صالح للشعب والمستقبل».
وتابع أبوالغيط: «يملك الشعب التونسي قدرة كبيرة للغاية على الوعي وعلى التعلم والتعليم».
وأدان الاتحاد العام التونسي للشغل ورفض التدخلات الأجنبية في الشأن التونسي، وأكد الاتحاد أنه يعتبر كل من هذه التدخلات مساساً بالسيادة الوطنية.
كما أدانت مجموعة من الأحزاب والشخصيات الوطنية التدخلات الخارجية في الشأن التونسي، وكذلك وقوف بعض الناشطين التونسيين المتحالفين مع الإخوان في التحريض على بلادهم، كحركة الشعب والتيار الشعبي، والتحالف من أجل تونس وحركة البعث، وحركة النضال الوطني، الذين يدافعون عن قرارات الرئيس قيس سعيد التي خلصت تونس من قبضة الإخوان.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي وعضو مجلس النواب السابق عبدالعزيز القطي لـ«الرؤية» إن التدخل في الشأن التونسي مرفوض ومن يدعون الدفاع عن الديمقراطية أنما يدافعون عن ديمقراطية مغشوشة لم يرَ منها التونسيون طيلة عشر سنوات إلا الخراب، وأضاف «تونسيون برعوا في التحريض على بلادهم دفاعاً عن الإخوان الذين حطموا البلاد طيلة عشر سنوات من الحكم وما يطالب به الاتحاد الأوروبي والكونغرس هو ما يطالب به الشارع التونسي من أجراء انتخابات وتحديد سقف زمني وهو ما سيحدث قريباً وبالتالي لا داعي للخوف على الديمقراطية».
وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي عادل الشاوش أن التدخل في الشأن التونسي مرفوض من أي جهة لكن حتى الآن لا توجد قرارات أوروبية ولا أمريكية ضد قرارات قيس سعيد فهناك نواب في الكونغرس وفي الاتحاد الأوروبي دافعوا عن تونس، كما أوضح أن الدعاية الإعلامية للإخوان أرادت تصوير المواقف على غير حقيقتها.
وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي خليل الرقيق لـ«الرؤية» إن هناك أموالاً كبيرة أنفقت في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التأثير على الرأي العام من خلال مجموعات الضغط التي تدافع عن الإخوان من أجل فرض أجندة محددة تتعارض مع السيادة الوطنية، ودعا خليل الرئيس قيس سعيد إلى التسريع في الإعلان عن سقف زمني للانتخابات وخارطة طريق واضحة لقطع الطريق على أي تدخل أجنبي.
يذكر أن البرلمان الأوروبي سيعقد الخميس في بروكسل جلسة لمناقشة الوضع في تونس.