الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

نهيان بن مبارك: مبادئ الأخوة الإنسانية جوهر رؤية الإمارات لحاضرها ومستقبلها

نهيان بن مبارك: مبادئ الأخوة الإنسانية جوهر رؤية الإمارات لحاضرها ومستقبلها

(وام)

التقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بكلٍّ من: الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بحضور عمر عبيد محمد الحصان الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية، وذلك على هامش اجتماعات سانت إيجيديو الدولية للصلاة من أجل السلام التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما.

ورحب الوزير في بداية اللقاء بشيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية اللذين أرسيا نهجاً راسخاً للأخوة الإنسانية العالمية، يعزز السلام والتضامن والحوار والتسامح الإنساني بين بني البشر، وهي القيم ذاتها التي تأسست عليها دولة الإمارات.

وأشاد الدكتور الطيب والبابا فرنسيس، بجهود دولة الإمارات ودورها الفاعل بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في إرساء مبادئ السلام والتسامح والتعايش والحوار والتضامن الإنساني بين بني البشر على مستوى العالم، تعزيزاً لمبادئ وقيم وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعت في أبوظبي.

وفي كلمته أمام اجتماعات سانت إيجيديو الدولية، نقل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، تحيات وتمنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى شيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكية وجميع الحضور. وقال: «إننا فخورون بالعلاقات الودية والسلمية بين الإمارات وجميع شعوب العالم معاً كإخوة وأخوات في الإنسانية، حيث نسعى إلى بناء جسور التفاهم والتعايش والأخوة».

وأضاف «لا توجد أمة ولا مجتمع يستطيع تحويل الجميع بسلام إلى معتقد ديني واحد ولن يستطيع.. وإن أفضل ما يمكننا القيام به هو التنافس مع بعضنا البعض في الفضيلة والأعمال الصالحة.. نقوم بعمل جيد عندما نعمل معاً عبر جميع خطوط الاختلاف لأجل الإنسانية.. نقوم بعمل جيد عندما نعزز الاتصال البشري ونشارك في حوار بناء وتعاون، ونفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على كرامة الإنسان.. نعمل معاً بشكل جيد عندما نمضي قدماً بتصميم لنرى أن جميع الناس لديهم مستقبل إيجابي يتطلعون إليه كأعضاء في أسرة بشرية واحدة».

وذكر أن جميع هذه القيم والمبادئ هي جوهر رؤية الإمارات لحاضرها ومستقبلها والتي أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وجسد هذه القيم والمبادئ النبيلة ورسخها في مجتمع الإمارات، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة، استناداً على هذه القيم والمبادئ لجعل بلادنا في مقدمة دول العالم.

وقال: «إننا في دولة الإمارات نؤمن بأنه يوجد مجال كبير وواسع يمكننا العمل فيه مع بقية دول العالم في ترسيخ وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية التي تشكل جزءاً حيوياً من تراثنا الإنساني المشترك؛ إذ تقدم الإمارات نموذجاً فريداً وناجحاً للتعايش السلمي بين الناس من مختلف الأديان والثقافات والجنسيات والخلفيات».

وأضاف: «كدليل على التزامنا بالتسامح، أنشأنا وزارة التسامح والتعايش الأولى والوحيدة في العالم والتي أفتخر بكوني وزيراً لها.. نحن ملتزمون بالعمل مع جميع الأفراد ومع جميع الدول، لضمان الاحترام الحقيقي، والتعاطف مع كرامة كل إنسان، والحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية للجميع».

وأشار إلى أن هذا المسعى النبيل للأخوة الإنسانية كان في أذهان الإمام الأكبر وقداسة البابا، عندما أصدرا إعلان أبوظبي للأخوة الإنسانية عام 2019، حيث تؤكد هذه الوثيقة التاريخية أهمية «الأخوة الإنسانية» وخلق مجتمع عالمي يعيش فيه الجميع، ويعملون معاً كإخوة وأخوات في وئام وسلام.

وقال: «بينما نتطلع إلى الحوار الديني والثقافي في هذا المؤتمر، دعونا نوجه انتباهنا إلى قدرتنا الفردية والوطنية على بناء السلام.. دعونا نرى أن هناك ما يربطنا ببعضنا أكثر مما يفرقنا، وأن أوجه التشابه بيننا أكبر بكثير من اختلافاتنا.. دعونا نعلن التزامنا بإيجاد الأرضية المشتركة اللازمة لمعالجة ومنع الصراعات التي يمكن أن تهدد البشرية».

وذكر أنه «في أماكن كثيرة في أنحاء العالم تثير الاختلافات الدينية والثقافية الشكوك، حيث ينبغي بدلاً من ذلك تعزيز التقدير لسعينا المشترك، لتحقيق الإنجاز الإنساني.. يبدو أحياناً أن اختلافاتنا الدينية أصبحت مصادر للصراع، بدلاً من أن تكون أساساً للاحترام المتبادل وأرضية مشتركة لحل المشكلات».

وعبر عن أمله في أن يرى من خلال مناقشات هذا المؤتمر أفعالاً ونتائج من شأنها أن تطلق العنان لقوة التسامح والأخوة الإنسانية لتغيير القلوب والعقول، إضافة إلى تحديد الاستراتيجيات التي ستقود الحكومات والأفراد إلى تبني وممارسة عناصر التسامح والحرية الدينية والترحيب بالتنوع وعدم التجانس وممارسة الإدماج وإظهار الفضول الصادق والاحترام لمن لا يشبهنا.. عندما يحدث هذا سيكون لدينا أخوة إنسانية عالمية.