قالت مصادر من حزب النهضة الإخواني اليوم السبت إن راشد الغنوشي رئيس الحزب ورئيس البرلمان التونسي أجّل انعقاد اجتماع مجلس الشورى الذي يمثل أعلى سلطة في الحزب لأجل غير مسمى وسط انقسامات حادة ومطالبة باستقالة الغنوشي.
وعقب إعلان الرئيس قيس سعيد تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة يوم الأحد سارع الغنوشي بوصف الخطوة بأنها انقلاب، ودعا أنصاره للنزول للشوارع قائلاً إن سعيد بصدد إنتاج ديكتاتورية جديدة.
وحاول الغنوشي الوصول إلى البرلمان بعد ساعات من كلمة سعيد، لكن الجيش منعه من ذلك في صورة قال أنصار النهضة إنها أكبر إهانة له وللحزب منذ الترخيص للحزب بعد الثورة.
وتسببت هذه التحركات في أكبر أزمة في السياسة التونسية منذ ثورة 2011. ولم يعلن سعيد عن رئيس وزراء جديد أو خارطة طريق لإنهاء فترة الإجراءات الاستثنائية حتى الآن.
وألقت الأزمة السياسية بظلالها على النهضة وتبادل أعضاء الاتهامات داخل الحزب بشأن استراتيجيته وأداء قيادته.
وكان الحزب هو الأقوى والأكثر تنظيماً في تونس منذ الثورة، حيث لعب دوراً في دعم الحكومات الائتلافية المتعاقبة وفقد مزيداً من الأنصار والتأييد خلال الانتخابات الأخيرة مع ركود الاقتصاد وتراجع الخدمات العامة.
وقالت 3 مصادر حزبية إن الغنوشي أرجأ السبت اجتماعاً لمجلس الشورى، أعلى سلطة داخلية في الحزب، قبل ساعة فقط من الموعد المقرر لانعقاده.
وأضافت المصادر أن عشرات من أعضاء الحزب الشبان وبعض زعمائه من بينهم برلمانيون طالبوا الغنوشي بالاستقالة.
وقاد الغنوشي حركة النهضة على مدى عقود، بما في ذلك من منفاه في بريطانيا قبل الثورة، وبعد ذلك عاد باستقبال صاخب في مطار تونس العاصمة وترشح للانتخابات لأول مرة في 2019 وفاز بمقعد في البرلمان وأصبح رئيساً للبرلمان.