جاء ذلك خلال استقبال سيباستيان كورتس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق في العاصمة فيينا والذي رحب بزيارة سموه إلى النمسا، معرباً عن ثقته في أن الزيارة تشكل دفعاً قوياً لمسار العلاقات بين البلدين والفرص الواعدة لتنمية تعاونهما.
وبحث الجانبان خلال اللقاء مستوى العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية النمسا في مختلف المجالات السياسية والإنسانية والاقتصادية والسياحية والطاقة، بجانب التعليم والثقافة والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والحلول المستدامة للتصدي لتحديات التغير المناخي.
كما تبادلا وجهات النظر بشأن تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، إضافة إلى أهمية العمل المشترك من أجل ترسيخ السلام وإيجاد تسويات وحلول للنزاعات من خلال الطرق السلمية والدبلوماسية وتغليب لغة الحوار والتفاهم لما فيه خير الشعوب وبما يخدم تطلعاتها نحو التقدم والتنمية والازدهار ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتناول اللقاء تطورات جائحة «كوفيد-19» في العالم والجهود الدولية المبذولة لمواجهتها والحاجة الملحة للتضامن والتعاون لاحتواء تداعياتها الإنسانية والاقتصادية، خاصة توفير اللقاحات وتقديم الدعم الصحي إلى المجتمعات والدول الفقيرة.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بداية اللقاء عن سعادته بزيارة النمسا الصديقة.
وقال سموه إن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية النمسا قوية وتزداد رسوخاً منذ إقامتها عام 1974 على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والسياسية والثقافية وغيرها من المجالات.
وأشار سموه إلى أن العلاقات الودية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية النمسا تعود إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمستشار الراحل برونو كرايسكي حيث جمعهما أول لقاء عام 1973.
وقال سموه: «لدي ثقة كبيرة بأن هناك العديد من الفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات»، مشيراً سموه إلى أهمية التعاون في مجال التعليم الجامعي والأكاديمي والبحوث العلمية.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دور النمسا البارز في ترسيخ أسس الاستقرار والسلام في المنطقة، مشيراً سموه إلى حرص دولة الإمارات على تبادل وجهات النظر والتشاور مع أصدقائها، خاصة النمسا، مشدداً على أن موقف دولة الإمارات ورؤيتها تجاه هذه التطورات والمستجدات تنطلق من مبادئها وقيمها الثابتة في دعم كل ما يحقق السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة.
وقال سموه إن البلدين ينتهجان استراتيجية واضحة في مواجهة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله وتجفيف مصادر تمويله، والذي يستهدف أمن الدول واستقرارها ومقدرات شعوبها وتفتيت مجتمعاتها، مشيداً بالخطوات التي اتخذتها حكومة النمسا وبرلمانها مؤخراً والتي عززتها بحزمة من القوانين لمكافحة التطرف والإرهاب واجتثاثه من جذوره.
من جانبه، أكد سيباستيان كورتس حرص بلاده على توسيع آفاق التعاون مع دولة الإمارات في جميع المجالات التي تخدم مصالحهما المتبادلة، منها الاستثمارية والاقتصادية والطاقة المتجددة والتعليم والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها، مشيراً إلى أن علاقاتهما تقوم على أسس متينة من القيم والثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لضمان استمرار التنمية والازدهار لشعبي البلدين.
كما قال إن البلدين تجمعهما شراكة قوية والتزام ثابت بالعمل على تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في منطقتهما، وأشار إلى قيم التسامح والتعايش والتنوع التي يتشارك بها مجتمعا البلدين.
حضر المباحثات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وإبراهيم سالم المشرخ سفير الدولة لدى جمهورية النمسا الاتحادية.
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يرافقه سيباستيان كورتس، بجولة في أرجاء قصر بلفيدير العريق في فيينا، أحد أبرز المعالم التاريخية في أوروبا، والذي بدأ بناؤه عام 1712 م، ويتألف من قصرين هما: «قصر بيلفيدير العلوي وبيلفيدير السفلي»، إضافة إلى حدائق القصر ومتحف يضم الأعمال والمقتنيات الفنية النمساوية التاريخية.