لجأت قوات الجيش اليمني، المسنود بمقاومةٍ شعبية ومجاميع قبلية مسلحة، إلى فتح جبهات قتالية جديدة، ضد الحوثيين، بداية من محافظة البيضاء الواقعة وسط البلاد، وفق خطة شاملة لفتح جبهات متعددة في أكثر من محافظة ومحور قتالي، بهدف تشتيت قدرات الحوثيين، وتخفيف ضغطهم العسكري باتجاه محافظة مأرب الغنية بالنفط.
وحققت العملية العسكرية التي انطلقت الجمعة 2 يوليو، وأطلق عليها (النجم الثاقب)، انتصارات ميدانية شملت تحرير عدة مواقع في جبهة الحازمية بمديرية الصومعة؛ أبرزها مناطق جميمة وفاء، وشارده، والسوس، وشبكة ذي مضاحي، وعقرامه، وشوكان، ومواقع أخرى باتجاه المسحر، بحسب ما أعلنه وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، مساء أمس، ونشرته وكالة سبأ الحكومية.
وأكد الإرياني أن المعارك في البيضاء جرت بدعم من تحالف دعم الشرعية، وأتاحت للجيش اليمني التمركز على بعد 3 كيلو مترات من الخط الذي يربط محافظة البيضاء بمديرية مكيراس المحاذية لمحافظة أبين جنوبي البلاد؛ لافتاً إلى أن المعارك كلفت الحوثيين خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وتحفظ المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي في اتصال هاتفي مع «الرؤية» عن كشف تفاصيل العمليات العسكرية؛ مؤكداً أنهم بصدد تقديم إحاطة شاملة في الوقت المناسب، بالمستجدات التي طرأت مؤخراً لصالح الشرعية، خاصة في محافظة البيضاء.
بدوره أكد العميد يحيى الحاتمي، رئيس قطاع الإعلام العسكري في وزارة الدفاع اليمنية أن الجيش يتبع استراتيجيات متعددة، فبعد استنزافه لمليشيات الحوثي في مأرب، لجأ إلى فتح جبهات جديدة؛ موضحاً أن هذه الجبهات امتدت إلى محافظة تعز وصعدة، ومسرح عمليات المنطقة العسكرية الخامسة في حرض وميدي بمحافظة حجة.
وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «خطط الجيش لضربة قاضية تقصم ظهر المليشيات من خلال اتباع خطط استراتيجية محكمة، وقفزة نوعية في المعركة، بهدف إرباك العدو وخلخلة صفوفه، وتحقيق انتصار نوعي».
وشدد الحاتمي على أن فتح جبهات جديدة لقتال الحوثيين، يهدف إلى تخفيف الضغوط الحوثية على محافظة مأرب؛ مبيناً أن الجيش انتقل في معاركه إلى الهجوم بعد أن كان يتبع سياسة الدفاع، مستطرداً «هنالك خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين، منها تدمير 3 دبابات بغارات التحالف، و12 مدرعة وعربة عسكرية، وآليات مختلفة، عوضاً عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين».
على صعيد متصل أفاد الخبير العسكري اليمني العميد جميل المعمري بأن اتجاه الجيش والقبائل لقتال الحوثيين في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، سيكون له أثر كبير، لأن مليشيات الحوثي استنفذت الكثير من أفرادها في جبهات محافظة مأرب، الأمر الذي ساعد في تعريضها لانتكاسة سريعة ومبكرة في البيضاء.
وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «تم تدمير النسق القتالي الأول للحوثيين في البيضاء، بينما الجيش والقبائل باتوا على مقربة من السيطرة على مفرق «عوين» الاستراتيجي الذي سيشكل تحريره ضربة قاضية للحوثيين، كون الجيش سيفصل بذلك جبهة مكيراس تماماً عن البيضاء، ويعزل عناصر الحوثي هناك عن أي دعم وإمداد».
وشدد العميد المعمري على ضرورة الاستمرار بفتح جبهات إضافية ضد الحوثيين على أكثر من محور لتشتيت قدراتهم العسكرية.