يمثل انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة، لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن للفترة 2022 ــ 2023، عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، فرصة كبيرة لتنفيذ مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين ومحاربة الإرهاب ودعم قضايا البيئة والمناخ، وهي القضايا التي تعتبر حجر الزاوية في سياسة الإمارات وتوجهاتها الداخلية والخارجية.
حفظ السلم والأمن الدوليين
فقد أكدت مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة، أن دولة الإمارات تؤمن بأن لديها الكثير لتقدمه إلى مجلس الأمن وإلى النظام المتعدد الأطراف بأكمله، ونوهت بأن الانضمام لمجلس الأمن يعتبر فرصة كبيرة لتنفيذ مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأوضحت في تصريحات لوكالة الأنباء الإماراتية أن «التعاون يعتبر من القيم المتأصلة في تاريخ دولة الإمارات منذ تأسيسها، وقد سعت دائماً للعمل مع الشركاء لإيجاد حلول مفيدة لمجتمعنا الإنساني»، مشيرة إلى أن قضية المناخ تعتبر أحد التحديات التي تقوض السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول التي تعاني بالفعل نزاعات أو التي تمر بمرحلة ما بعد انتهاء النزاع».
وتابعت: «تخطط دولة الإمارات إلى وضع حلول للعديد من التحديات الجسيمة التي تواجه العالم في الوقت الحاضر، من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب، وإيلاء الأهمية لأعمال الإغاثة الإنسانية ومعالجة الأزمات الصحية العالمية والأوبئة، والاستفادة من إمكانات الابتكار في تحقيق السلام».
قضايا مهمة
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، أن وجود الإمارات في مجلس الأمن يضيف قوة دافعة وداعمة للدول العربية، انطلاقاً من أن العالم العربي جزء كبير منه يقع في غرب آسيا، مؤكداً أن الآمال معلقة على دور إماراتي فاعل للدفاع عن قضايا دول وشعوب المنطقة والإقليم العربي.
وأضاف لـ«الرؤية»: «ستلعب دولة الإمارات دوراً تقدمياً في مجلس الأمن، لأن الأجندة الإماراتية متوافقة تماماً مع الأجندة الدولية، فيما يتعلق بقضايا المناخ على سبيل المثال، وهي مسألة من ضمن القضايا التي يجب علينا في العالم العربي أن نتعامل معها من منظور استراتيجي، فهي ليست رفاهية، بل تتعلق بأزمة التصحر وموارد المياه والأمن الغذائي».
وتوقع هريدي أن تلعب الإمارات دوراً كبيراً في محاربة الانبعاثات الحرارية، وأن تكون من الدول الآسيوية الرائدة في الالتزام بأهداف اتفاقية باريس للمناخ، وأهمها العمل على عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض لأكثر من درجة ونصف بحلول عام 2050.
وأشار إلى أن الإمارات من الدول العربية والآسيوية المتقدمة في مكافحة الإرهاب، ولها دور بناء يصب في مصلحة العرب، ومن المتوقع أن تواصل لعب هذا الدور من خلال التواجد في مجلس الأمن بما يصب في مصلحة العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
أدوار قوية
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور علاء عبدالحفيظ، إن الإمارات لعبت دوراً قوياً في عدد الملفات، سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي، أو الوساطة لحل النزاعات الإقليمية، وأيضاً في المجالات الإنسانية والإغاثية ونشر التسامح، ما جعلها محل تقدير على المستوى الدولي.
وأضاف في تصريحات لـ«الرؤية» «مكان الإمارات الجديد في مجلس الأمن سيتيح لها مزيداً من القدرة على التواصل والتنسيق مع الدول دائمة العضوية في المجلس، للعمل على حل النزاعات الإقليمية، وخاصة النزاعات المسلحة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى حسن استثمار القوة الناعمة التي تجيدها دولة الإمارات، وصلاتها القوية بالمؤسسات الدينية الكبرى، مثل الأزهر الشريف والفاتيكان، بما يساهم في نشر التسامح وحل الصراعات».
دعم القضية الفلسطينية
أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، توقع أن تحظى القضية الفلسطينية بدعم أكبر من الإمارات خلال الفترة المقبلة حيث إن عضوية الإمارات ستكون فرصة لداعم الحقوق العربية.
وقال لـ«الرؤية» قائلاً «حافظت الإمارات على علاقتها مع الجميع خارجياً، دون استثناء، وأتوقع أن تلعب الإمارات دوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة لمناصرة القضية الفلسطينية، من خلال موقعها الجديد».