عاد عبدالعزيز الفقيه إلى مقعده الدراسي في كُلية الآداب بجامعة تعز، لتلقي المحاضرات، بعد غياب دام 3 أشهر، بسبب قرار وقف التعليم الجامعي، إثر تفشي موجةٍ جديدةٍ من فيروس كورونا، وقبل نحو 10 أيام، تلقى عبدالعزيز الجرعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا"، ليتمكن أخيراً من العودة للجامعة، التي فتحت أبوابها مجدداً يوم 29 من مايو الماضي، ويلتقي مع زملائه الذين يحمل كثيرون منهم شهادات موثّقة تؤكد حصولهم على الجرعة الأولى من اللقاح الذي حصلت عليه اليمن عبر مبادرة "كوفاكس".
وقال الفقيه لـ"الرؤية": "حصلت على الجرعة الأولى من اللقاح، وأشعر الآن بالأمان، أصافح زملائي المُطَعمين، وأتبادل معهم أطراف الحديث بلا وجل، وأنا واثق أن اللقاحات ستساعد في بث الأمل لدى الجميع، كونها الحل الوحيد والناجع للتخلص من الفيروس الذي عطل الحياة كلها".
ويَظهر تراجعٌ ملحوظ في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا خلال الفترة الأخيرة بالمناطق المحررة التي يُحصر فيها التطعيم باللقاح، بسبب رفض الحوثيين السماح بالتطعيم في مناطق سيطرتهم، مقارنة بما كان عليه الوضع بداية تفشي الجائحة بموجتها الثانية، أواخر فبراير الماضي.
صفر وفيات
وأعلنت إدارة مكافحة الأمراض والترصد الوبائي، في وزارة الصحة العامة والسكان، أمس السبت، تسجيل "صفر وفيات"، و7 حالات إصابة مؤكدة فقط، في كل المناطق المحررة، وهو مؤشر يظهر انحساراً ملحوظاً للفيروس الذي أدى لوفاة 1325 شخصاً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في المناطق المحررة.
وتمكنت فرق التطعيم المنتشرة عبر مراكز ثابتة، في كل المحافظات المحررة، من تطعيم 167 ألف شخص ضد فيروس كورونا خلال الفترة الماضية، وفقاً لما أعلنه وكيل وزارة الصحة مدير مشروع مواجهة فيروس كورونا علي الوليدي، ويتعين على من حصل على الجرعة الأولى، الانتظار لتلقي الجرعة الثانية من اللقاح التي لم تحصل عليها اليمن بعد.
وينتظر الملايين دورهم، ومنهم مئات الآلاف يسافرون بتفاؤل من مناطق سيطرة الحوثيين إلى المناطق المحررة، للحصول على جرعة اللقاح الأولى؛ لكن اليمن ما زال بحاجةٍ ماسة لكميات كبيرة من اللقاح بهدف تغطية الإقبال المتزايد لمن يرغبون في الحصول على اللقاح، حيث لم يحصل اليمن سوى على 360 ألف جرعة لقاح تم شحنها عبر مبادرة "كوفاكس" أواخر مارس الماضي، وهي مبادرة تابعة للأمم المتحدة وتهدف إلى إيصال اللقاحات للدول الفقيرة.
تطبيق إلكتروني
على صعيد متصل أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان، أمس، طرح برنامجها الإلكتروني الموجه في مرحلته الأولى، والذي يعمل على الهواتف الذكية لخدمة الحاصلين على اللقاحات، بهدف تمكينهم من الحصول على شهادات موثقة ومعتمدة دولياً.
وقال الوليدي "البرنامج سيغطي في مرحلته الأولى المطعمين باللقاح، وسيُطور لاحقاً ليشمل جميع أنشطة التحصين المختلفة، كما أن البرنامج سيكون مرتبطاً بموقع وزارة الصحة، وغرف العمليات بمكاتب الصحة بالمحافظات، بهدف تسهيل التعامل للمواطنين".
وأشار الوليدي إلى أن الوزارة ستصدر تعميماً لوزارة الخارجية لاعتماد شهادات البرنامج الذي يحتوي على بيانات الحاصلين على اللقاح، وسيعمل على تيسير المعاملات معهم، باعتباره يعد محاكاة لبرامج مماثلة في 73 دولة في الإقليم والعالم.