وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى جيبوتي، اليوم الخميس، لإجراء محادثات مع رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، في إطار الجهود الدبلوماسية المصرية الرامية لبناء مزيد من التحالفات الأفريقية لحل النزاع الدائر مع إثيوبيا حول مياه نهر النيل.
تعد زيارة السيسي لدولة القرن الأفريقي هي الأولى لرئيس مصري منذ إعلان جيبوتي استقلالها في عام 1977. ومن المتوقع أيضاً أن يبحث السيسي مع عمر جيله العلاقات الثنائية، لا سيما العلاقات العسكرية والاقتصادية في هذه «الزيارة التاريخية»، وفقاً لبيان مكتب رئيس الجمهورية.
وتأتي الزيارة وسط تصاعد التوتر بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي تبلغ كلفته 4.6 مليار دولار على النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل.
وتخشى مصر والسودان أن يؤثر الخزان الإثيوبي على حصصهما من المياه، خاصة في أوقات الجفاف.
ترى أماني الطويل، الخبيرة في شؤون أفريقيا في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن «التقارب بين مصر وجيبوتي أمر حيوي يهدف إلى منع جيبوتي من الانحياز إلى جانب إثيوبيا».
وأضافت: «سعت مصر، في الآونة الأخيرة، إلى بناء علاقات جيدة مع جميع دول حوض النيل والدول المطلة على البحر الأحمر. هاتان المنطقتان لهما علاقة بأهم قضيتين للأمن القومي في مصر، نهر النيل وقناة السويس».
وتعثرت المحادثات بشأن مياه النيل مع إثيوبيا في أبريل. لكن الجهود الدولية والإقليمية التي بذلت من ذلك الحين لم تفلح في إحياء المفاوضات.
وحذر السيسي في مارس من أن حصة مصر من مياه النيل «لا يمكن المساس بها»، وأنه سيكون هناك «حالة من عدم استقرار لا يمكن لأحد أن يتخيلها»، إذا قامت إثيوبيا بملء الخزان دون اتفاق دولي.