السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

الأردن.. 100 عام في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس

تواصل المملكة الأردنية الهاشمية منذ قرن من الزمان، رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس؛ حفاظاً على عروبتها ومكانتها الدينية في رسالة تؤكد روح التسامح.

وأجرى الأردن على مدى هذه السنوات العديد من عمليات الإعمار للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة في مدينة القدس، والتي كلفت خزينة المملكة مئات الملايين من الدولارات، «كما يواصل دفع رواتب 1200 موظف في المسجد الأقصى»، بحسب مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني.

وقال الكسواني لـ«الرؤية»: إن «دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية الأوقاف الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس يعود لعام 1921م، بعد مجيء الاحتلال البريطاني، حيث تسلم الأردن رعاية المسجد الأقصى، وتم إنشاء مجلس الأوقاف للقيام بشؤونه، وهذا الدور ممتد حتى وقتنا الحالي».

وتابع: «إنه خلال 100 عام حافظ الأردن على إسلامية وعروبة المسجد الأقصى المبارك، وهو الدور الذي خدم كل فلسطيني حتى بعد فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية في يوليو عام 1988، حيث بقيت مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك مع موظفي الأوقاف التابعين للأردن».

وعن أوجه الرعاية الأردنية للمقدسات أكد الكسواني أنها تمثلت في تعيين موظفي الأوقاف ورعايتهم، والإعمار على مراحل عدة من الخارج والداخل.

وقال إن الفسيفساء في المسجد الأقصى لم يتم ترميمها ولا ترميم قبة الصخرة، منذ العهد الأموي، إلا في زمن الملك عبدالله الثاني. وأشار إلى أن إعمار قبة الصخرة استمر 12 عاماً.

وأضاف أنه تم تطوير مشروع الإطفاء والدفاع المدني في المسجد الأقصى، وكذلك تطوير نظام الحراسة، حتى وصل عدد الحراس إلى 250 حارساً على مدى 24 ساعة.

المقدسات المسيحية

وأكد الرئيس الروحي لكنائس الروم الأرثوذكس في محافظة رام الله، الأب إلياس عواد، أن المملكة الأردنية الهاشمية منذ تأسيسها ترعى الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، وكان لها دور ملموس في ذلك.

وقال عواد لـ«الرؤية»: «الضفة الغربية وخاصة مدينة القدس كانت ضمن المملكة الأردنية الهاشمية قبل الاحتلال، وكانت الأردن ترعى كنيسة القيامة والأوقاف المسيحية في مدينة القدس، واستمرت هذه الرعاية بعد الاحتلال، وما زالت إلى اليوم».

وأضاف: «نحن نعلم كيف ساهم الملك عبدالله الثاني في ترميم كنيسة القيامة قبل عدة أعوام، كما قام الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك عبدالله الثاني للشؤون الدينية والثقافية، قبل أعوام بزيارة كنيسة القيامة».

وأوضح عواد أن هذه الرعاية تشمل الحفاظ على الأماكن المقدسة ورعايتها بالترميم، والحفاظ على نمطها المعماري.

من جهته قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، حسام أبوالرُب، إن الرعاية الأردنية للمقدسات والتي جاءت لتحافظ على هوية وقدسية هذه الأماكن، سواء ما يخص المسجد الأقصى المبارك أو قبة الصخرة، أو كنيسة القيامة، وكافة المقدسات الإسلامية داخل مدينة القدس، هي امتداد للدور الهاشمي في الحفاظ على المقدسات الإسلامية وحمايتها ورعايتها.

وأكد المسؤول الفلسطيني أن الدور الأردني لا يتعارض مع حق الشعب الفلسطيني في بسط سيادته على أرضه وعلى مقدساته.

مراحل الإعمار

واعتبرت الباحثة في التاريخ والآثار، ناريمان خِلة، أن الأردن، ومنذ تولي رعاية المقدسات الإسلامية قبل 100 عام، وهو يقوم بالدور المطلوب منه على أكمل وجه، ما يؤكد حرص المملكة على حماية المقدسات الإسلامية، وإعادة بناء وصيانة المتهدم والمتضرر منها من خلال سلسلة من عمليات الإعمار.

وأوضحت خِلة في حديثها لـ«الرؤية» أن هذا الإعمار عُرف في الأدب السياسي الأردني بـ«الإعمارات الهاشمية للمسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى في القدس».

وأشارت إلى أن هذه الإعمارات تمت على 5 مراحل، كانت الأولى في عهد الشريف الحسين بن علي، خلال الفترة الممتدة من 1924- 1928، والثانية خلال الفترة الممتدة من (1952-1964)، في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، الذي أوعز بإنشاء لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، بموجب القانون رقم 22 لسنة 1954.

وأشارت خِلة إلى أن المرحلتين الثالثة والرابعة من الإعمار كانتا كذلك في عهد الملك حسين خلال الفترة الممتدة ما بين (1992-1994)، والفترة من (1996-1998)، أما المرحلة الخامسة فكانت في عهد الملك عبدالله الثاني، بعد وفاة والده مباشرة في الفترة الزمنية الممتدة ما بين عامي (1999-2007).

وأكدت أن عمليات الإعمار هدفت إلى الإشراف على ترميم المسجد الأقصى، والحفاظ على ما اشتملته ساحاته من آبار، وسبل، وقباب، ومصاطب، ومحاريب، كما شمل الإعمار قبة الصخرة المشرفة، وإعادة تكسيتها بالألومنيوم الأصفر.