نظم طلاب الجامعات الخاصة في لبنان اليوم الثلاثاء، اعتصاماً ثانياً، أمام الجامعة الأمريكية في بيروت، احتجاجاً على قرار تحديد قيمة الرسوم الدراسية بسعر صرف الدولار غير الرسمي.
وتأتي الاحتجاجات رداً على قرار الجامعة الأمريكية والجامعة اللبنانية الأمريكية تحديد الرسوم الدراسية بسعر صرف 3900 ليرة لبنانية للدولار، بدلاً من السعر الرسمي المحدد بـ1500 ليرة للدولار فيما عرف بـ«مشروع دولرة الأقساط»، وهو ما يعني زيادة حادة للرسوم في ظل أوضاع اقتصادية مزرية تمر بها البلاد.
والسبت الماضي، أطلق الأمن قرب مدخل الجامعة، الواقعة في حي الحمرا، الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب المتظاهرين الذين حاولوا الاقتراب من البوابة الرئيسية.
وأوضح رئيس النادي العلماني في الجامعة اليسوعية، شربل شعيا لـ«الرؤية»: «أن تحرك اليوم هو استكمال للتحركات الطلابيّة الرافضة لسياسات الجامعات الخاصة لا سيّما في ما يخصّ «دولرة» الأقساط، وإقصاء الطلّاب من عملية اتخاذ وإنتاج القرارات، واعتراضاً على سياسات المحاصصة والمحسوبيات والتهميش التي تتعرّض لها الجامعة اللبنانيّة».
وفي الشق المرتبط بالحريات السياسية، أكد شعيا أن تحرك الثلاثاء، أتى «كردّة فعل على القمع والعنف الذي تعرّض له الطلّاب نهار السبت الفائت في شارع بلس أمام الجامعة الأمريكية»، مضيفاً «الطلاب كانوا يتوقّعون القمع ولكن ليس بهذه الطّريقة العنيفة».
وأضاف أنه «من حقّ الطلاب وبالأخصّ طلاب الجامعة الأمريكية، الاعتصام داخل حرم جامعتهم، لكنّ القوى الأمنية قمعت التظاهرات من داخل الحرم، ما يعني أن الإدارة متواطئة مع السلطة القامعة على حساب حقوق الطلاب»، على حد قوله.
وشدّد شعيا على أن «الطلاب سيقومون بتحرّكات تصعيديّةٍ حتّى تحقيق أهدافهم وأولها إسقاط قرار دولرة الأقساط، كما أن الانتفاضة الطلابية مستمرّة بكل ما تحمله من مطالب وأنّ هذا التحرّك ما هو إلّا محطّة مفصلية في معركة استرجاع الحقوق».
على الجانب الآخر، حاولت «الرؤية» الحصول على تعليق من رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، فضلو خوري، إلا أنه لا يرد على الاتصالات.
شعيا أوضح أن «الجامعات الخاصة أنشأت منذ شهر نوفمبر رابطة فيما بينها حماية لمصالحها المالية، وهذه الرابطة تتخذ قراراتها على حساب الطلاب والفئات المهمشة دون أي مس بالرواتب الباهظة لكبار الموظفين الذين يتلقون رواتبهم بالعملة الصعبة في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً».
واتفقت ليا عويدات من النادي العلماني في الجامعة الأمريكية في بيروت مع زميلها شعيا، حول ضرورة التصدي لمشروع دولرة الأقساط، وقالت لـ«الرؤية: «منذ قرابة عامين نجح طلاب الجامعة الأمريكية في إجبار الإدارة على التراجع عن قرار بدولرة الأقساط نتيجة تحركاتهم الهادفة، والاستمرار في التحركات اليوم سيمنع «المجزرة» بحق الطلاب» على حد قولها.
وشددت عويدات على «البقاء في الشارع حتى فرض أحقية التعليم لجميع طلاب لبنان، ومن حق كل طالب التظاهر والاحتجاج داخل حرم جامعته بدون أي تدخل من الأجهزة الأمنية».
وأصرت عويدات على رفض النظر إلى التعليم على أنه سلعة. وقالت «الانهيار المالي الحاصل في لبنان لا يجب إلقاؤه على عاتق الطلاب، بل يجب استعادة الأموال المنهوبة وتحميل المسؤوليات للسياسيين الفاسدين الذين يحاولون بشكل دائم عسكرة أي تحرك احتجاجي» بحسب قولها.