الاثنين - 27 يناير 2025
الاثنين - 27 يناير 2025

سبتة ومليلية .. مدينتان تنتظران العودة لأحضان المغرب

في فصل جديد من فصول التوتر بين المغرب وإسبانيا، بسبب سبتة ومليلية، المدينتين المغربيتين المحتلتين من قِبل إسبانيا، استدعت الأخيرة، يوم الاثنين، سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، بسبب تصريحات لرئيس الحكومة المغربية، سعدالدين العثماني، أغضبت الجارة الشمالية للمغرب، التي تعتبر المدينتين الموجودتين داخل الأراضي المغربية جزءاً من التراب الإسباني، رغم أنها استعمرت مليلية سنة 1497، ثم سبتة سنة 1580.

وقال العثماني، في تصريحات تلفزيونية بُثَّت يوم السبت الماضي: «سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يفتح فيها النقاش، والجمود هو سيد الموقف في الفترة الحالية، فيما يخص هذا الملف».

ويطالب المغرب، شعبياً ورسمياً، منذ استقلاله عن فرنسا وإسبانيا في سنة 1956، باسترجاع المدينتين المحتلتين، المعروض ملفهما على الأمم المتحدة في باب تصفية الاستعمار، وهو ما يخلق توتراً مستمراً بين المغرب وإسبانيا.

جغرافيا المدينتين

وتقع مدينة سبتة المغربية المحتلة من طرف إسبانيا في أقصى الشمال المغربي، مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتمتد على مساحة تقدر بـ19 كم مربعاً، واستعمرتها إسبانيا في سنة 1580، بعد أن قامت بضم مملكة البرتغال، التي كانت تحتل سبتة منذ سنة 1415.

أما مدينة مليلية المغربية المحتلة، فتقع في الشمال الشرقي للمملكة المغربية، على مساحة أقل تبلغ 12 كم، وتطل أيضاً على الواجهة البحرية نفسها، واستعمرتها إسبانيا قبل سبتة، وذلك سنة 1497.

وفي الفترة ما بين 1955 و1956، استرجعت المملكة المغربية مناطق وسط البلاد وشَمالها من فرنسا وإسبانيا، اللتين استعمرتا المناطق المذكورة منذ سنة 1912، لكن عملية التحرير لم تشمل سبتة ومليلة، إذ بقيتا تابعتين لإسبانيا، وأصبحتا تتمتعان بنظام الحكم الذاتي منذ سنة 1995.

محاولات الاسترجاع

وقال أستاذ التاريخ في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد معروف الدفالي، في حديثه لـ«الرؤية»: «الجيش المغربي قام بمحاصرة المدينتين المحتلتين لاسترجاعهما في عهد السلطان المغربي، مولاي إسماعيل، وأيضاً في عهد سلاطين مغاربة آخرين، لكن حدوث بعض المشاكل الداخلية في البلاد، من قبيل التمردات، أو الصراعات القبلية، أو صراعات داخل البيت الحاكم، كانت تجبر الجيش المغربي على الانسحاب، للانكباب على حل تلك المشاكل».

وأضاف الدفالي «أن المغرب لم يتنازل أبداً عن حقه في استرجاع سبتة ومليلية، وذلك على المستويين الشعبي والرسمي»، موضحاً أن الملف معروض على منظمة الأمم المتحدة، وتتم مناقشته في الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين.

قضية الصحراء المغربية

ومن جهته، أفاد أستاذ القانون في جامعة محمد الخامس في الرباط، عبدالحفيظ أدمينو أن « إسبانيا حريصة على أن تظل مشكلة الصحراء المغربية قائمة، لكي يبقى المغرب منشغلاً بها، وتظل ورقة ضغط في يد إسبانيا تضغط بها على المغرب، لكيلا يفتح ملف سبتة ومليلية»، مبرزاً أن ما يؤكد ذلك هو «تواصل وزارة الخارجية الإسبانية مع المسؤولين الأمريكيين، لكي يتم التراجع عن اعتراف هذه الأخيرة بمغربية الصحراء في 10 ديسمبر الجاري».

وفي هذا السياق، أوضح أدمينو في حديثه لـ«الرؤية»: «إذا حسم المغرب النزاع حول الصحراء المغربية لصالحه، فإنه سيقوم بالضغط على إسبانيا لاسترجاع المدينتين المغربيتين المحتلتين».