في تَجَلٍّ جديد من تجليات التعايش بين المسلمين واليهود في المملكة المغربية، شهدت مدينة مراكش (جنوب المغرب)، اليوم الأحد، مسيرة شارك فيها حوالي 1500 من يهود ومسلمي المغرب، على متن مئات السيارات، للاحتفال باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً، في العاشر من ديسمبر الجاري، بسيادة المغرب على كافة منطقة الصحراء المغربية.
نظمت المسيرة جمعية «دار إيما» في مراكش، بشراكة مع الطائفة اليهودية في المدينة نفسها ونواحيها، كما شاركت جمعيات أخرى من المجتمع المدني.
وقالت رئيسة جمعية «دار إيما»، مريم الجواوي، في تصريحات لـ«الرؤية»: «الهدف من هذه المسيرة هو الاحتفال باعتراف الولايات المتحدة، بمغربية الصحراء، وبالوحدة الترابية للمغرب»، وهو ما أكده رئيس الطائفة اليهودية في مدينة مراكش ونواحيها، جاكي كادوش، لـ«الرؤية»، موضحاً أن «المسيرة المذكورة لا علاقة لها بقرار استئناف العلاقات المغربية - الإسرائيلية، الذي قال إنه يعتبره قراراً عظيماً».
وأوضحت الجواوي أن «المسيرة نظمت على متن السيارات، احتراماً للإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وانطلقت في الساعة 11 صباحاً من منطقة باب الجديد وسط مدينة مراكش، بمشاركة نحو 1500 يهودي ومسلم مغاربة، على متن حوالي 300 سيارة و10 دراجات نارية ضخمة، تابعة للنادي الملكي للدراجين، قاموا بجولة حول المدينة لمدة ساعة ونصف الساعة، ثم عادوا إلى نقطة الانطلاق، حيث قام إمام مسجد ورجل دين يهودي بالدعاء للملك محمد السادس، والعائلة الملكية، وكافة الشعب المغربي، لتنتهي بعدها فعاليات المسيرة في الساعة الثانية والنصف ظهراً».
وأوضح كادوش لـ«الرؤية» أن «الطائفة اليهودية في مراكش ونواحيها قد وجهت دعوة إلى اليهود المغاربة القاطنين في مدينة الدار البيضاء للمشاركة في المسيرة، لكنهم لم يستطيعوا الحضور، باستثناء يهودي مغربي واحد، بسبب منع التنقل بين المدن المغربية بسبب انتشار فيروس كورونا».
وذكر أن «عدد اليهود المغاربة خلال الفترة الحالية يبلغ نحو 3 آلاف، وقد كان عددهم يقدّر في السابق بنحو 400 ألف، قبل أن يبدؤوا في الرحيل إلى إسرائيل منذ تأسيسها سنة 1948».
وكانت مجموعة من اليهود المغاربة كشفت في تصريحات سابقة لـ«الرؤية»، عن أن «اليهود المغاربة يعيشون في سلام تام إلى جانب مسلمي المملكة، ويشعرون بأنهم جزء من المجتمع المغربي، كما يحظون بمعاملة جيدة من طرف الملك محمد السادس، ومن قِبل المغاربة، مواطنين وسلطات».
ووفق ما صرح به الرئيس المؤسس لجمعية مغرب التعايش، فيصل مرجاني لـ«الرؤية»، فإن اليهود «قد جاؤوا إلى المغرب قبل 2500 عام؛ إذ بدؤوا في الهروب نحو شمال إفريقيا، بعد سقوط هيكل سيدنا سليمان على يد البابليين، ووصلوا إلى المغرب مع القوافل التجارية الفينيقية والقرطاجية، ثم أسسوا مجموعات في المنطقة، وتعاملوا آنذاك مع المغاربة الأمازيغ».