«إن حُلمي الذي كرست له حياتي، هو أن أرى بلدي وشعبه في أفضل حال، وقد حققنا الكثير وما زالت المسيرة متواصلة، والطموحات كبيرة».
كانت تلك من أبرز كلمات الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني الذي وافته المنية صباح اليوم، والتي قالها قبل عامين في حديث صحفي، نشرته مجلة الرجل السعودية وأخبار الخليج البحرينية.
ولخص الأمير خليفة حياته بقوله «وهبتها كلها لخدمة الوطن وشعبه، فشعب البحرين شعب طيب ومعطاء، ويستحق أن نعمل ونبذل من أجله».
بذل الأمير خليفة جهداً أكبر من أي فرد آخر لتخليص البحرين من الاعتماد الفعلي على النفط كمصدر رئيسي للدخل وتحويلها إلى مركز مصرفي ومالي وواحد من أكبر منتجي الألومنيوم في الشرق الأوسط.
واللافت أن شهر نوفمبر الذي شهد ولادة الأمير خليفة يوم 24 في عام 1935، شهد أيضاً رحيله صباح اليوم 11 نوفمبر.
الأمير خليفة بن سلمان هو الابن الثاني للشيخ سلمان آل خليفة، والذي تولى حكم المملكة في الفترة بين (1942 – 1961).
درس القرآن في طفولته والتحق بمدرسة حكومية قبل سفره إلى بريطانيا عام 1957 للدراسة.
وتولى الأمير خليفة بن سلمان عدة مناصب حكومية إلى أن تقلد منصب رئيس الوزراء منذ استقلال البحرين في استفتاء 1971، وذلك في عهد أخيه الأكبر الشيخ عيسى بن سلمان، كما أن رئيس الوزراء الراحل هو عم الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين.
التفاف المواطنين
كان رئيس الوزراء البحريني الراحل، من الشخصيات التي التف حولها المواطنون، لتواضعه وتفانيه، كما كان يحرص على اللقاء مع المواطنين بشكل مستمر، وله مواقف عديدة في دعم الأدباء والفنانين والإعلاميين البحرينيين.
كما أنه من محبي الشعر والذي كان يصفه بأنه «من الفنون الأدبية الجميلة التي تطيب بها النفس، والمترسخ في ثقافتنا العربية الأصيلة منذ القدم، وهو جزء من هويتنا التي نحرص على تأصيلها في مجالسنا من خلال الاحتفاء بالشعراء البحرينيين والخليجيين، الذين نستمتع بما يكتبونه من أشعار متميزة تعبر عن المحبة والولاء للوطن.. ومن أجمل الأبيات التي قرأتها: أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ... وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ».
دعم الأطباء ضد كورونا
وفي جائحة كورونا، كان للأمير خليفة مواقف عديدة في دعم الأطباء والأطقم الطبية في البحرين، وأشاد بجهودهم في مواجهة المرض، واصفاً إياهم بـ«الصفوف الأولى» في التصدي لجائحة كورونا، وأطلق مبادرة الاحتفال بـ«يوم الطبيب البحريني» في الأربعاء الأول من نوفمبر سنوياً، وتخصيص 200 ألف دولار جائرة تحمل اسمه للطبيب البحريني، لتكريم الأطباء المتميزين.