سعاد.. طالبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أوقفتها حراسة بوابة الجامعة المعينة من الحوثيين، يوم الأربعاء الماضي، وتم مطالبتها بالتوجه إلى نيابة شؤون الطلاب في الجامعة للتحقيق معها، بتهمة «استخدام المكياج والعطر» وهي اليوم تواجه قراراً بالفصل قد يدمر مستقبلها تماماً.
سعاد تحدثت لـ«الرؤية» عبر اتصال هاتفي، وأوضحت ما حدث قائلة: «بمجرد وصولي إلى بوابة الجامعة، نهرني الحارس ووصفني بأني (قليلة الأدب)، لأنني أضع (مكياجاً) على وجهي، وأستخدم عطراً، رغم أن هذا الشيء من خصوصياتي، لكنه اليوم قد يكون سبباً في فصلي من الجامعة، التي أدرس فيها تخصص صحافة وإعلام منذ 3 سنوات».
وأشارت سعاد إلى أنها جاءت إلى صنعاء من محافظة «حجة» شمال غربي البلاد، وانضمت إلى الجامعة منتصف 2017م، وكانت هي وزميلاتها يدرسن في كلية «غير مختلطة»، أي أنها للإناث فقط، لكنهن يواجهن قيوداً جديدةً تفرض عليهن بين الحين والآخر، مثل منع اللعب في حديقة الجامعة، أو الظهور من الشرفات، أو تناول الإفطار في المقصف الخاص بالكلية، وحتى «المطاقمة» في ألوان الأشياء التي نرتديها، حيث تم منعنا مثلاً من حمل الحقائب الحمراء لأنها كما قالوا تعبر عن ثقافة الغرب.
وطبقاً لوثيقة صادرة عن إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا الخاصة، فإنه «يمنع على طالبات الجامعة ارتداء العباءات الضيقة أو القصيرة أو الشفافة، أو وضع مساحيق التجميل، أو إظهار الشعر أو جزء منه، أو استخدام العطور والبخور، باعتبارها مخالفات تتحمل الطالبات مسؤوليتها حال عدم الالتزام بها، وفقاً لنص التعميم الذي اطلعت «الرؤية» عليه».
وبحسب سعاد، فإن هذا التعميم صدر قبل حوالي أسبوع، مشيرة إلى أنها و23 طالبة أخرى تعرضن للإيقاف حالياً عن الدراسة في كليات مختلفة، بدعوى مخالفتهن هذه الشروط، حيث خضعن للتحقيق واتهمن بـ«الترويج للأعمال المخلة بالآداب والأخلاق ومخالفة التوجيهات»، مضيفة «ننتظر قرار الكلية بحقنا، سواء فرض عقوبات علينا أو فصلنا تماماً، وهذا الموضوع سيتضح بعد أقل من أسبوع».
وفي حال تعرضت سعاد للفصل لن يكون بمقدورها الطعن في ذلك القرار، أو مواصلة التعليم في جامعة أخرى، حيث توضح سعاد قائلة «إنهم يضعون علامة حمراء علينا، ويختمون بيان التحصيل العلمي لنا بـ(فاقد لحسن السيرة والسلوك)، وهذا الختم يجعلنا منبوذات في أي صرح تعليمي، ولن نُقبل في أي كلية أو جامعة».
وقال مصدر أكاديمي في الجامعة لـ«الرؤية»: «هذه التوجيهات فرضها الحوثيون على إدارة الجامعة، بعد أن سيطروا عليها، وحولوها إلى مجمع خاص بهم، وذلك التعميم تم توزيعه على كل الجامعات الخاصة في صنعاء دون استثناء ومن بينها جامعات الحكمة، الناصر، اللبنانية، والمستقبل».
وتدرس عمادة كلية اللغات في جامعة صنعاء مسودة قرار يمنع دخول الطالبات إلى القاعات دون «نقاب»، بعد أشهر من قرار صادر عن الكلية يمنع تحدث الطلاب مع الطالبات، أو التشارك سوياً في إعداد مشاريع التخرج، كما تؤكد إحدى المعيدات في الكلية، مفضلة عدم ذكر اسمها حتى لا تتعرض للمضايقة من قبل الحوثيين.
وكانت وسائل إعلام يمنية قد تحدثت الأسبوع الماضي عن قيام الحوثيين بإغلاق 6 أقسام دراسية في جامعة صنعاء الحكومية، ضمن خطة ممنهجة يهدف من خلالها الحوثيون إلى إضافة أقسام بديلة تتعلق بمشروعهم الطائفي، ودفع الطلاب للالتحاق بالجامعات الخاصة المربحة للميليشيات.
ومن بين الأقسام التي أغلقتها الميليشيات الحوثية: اللغة الفرنسية، اللغة العربية، التاريخ والعلاقات الدولية، الجغرافيا والفلسفة، الآثار والسياحة والمكتبات، وقسم المعلومات، حيث تم تسريح كوادرها تمهيداً لإعادة افتتاحها بمسميات أخرى لتعليم الفكر الحوثي، وفقاً للمصادر.