اتهم وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان، تركيا، اليوم الأحد بنقل مرتزقة أجانب إلى أذربيجان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مناتساكانيان مع نظيره المصري سامح شكري في إطار زيارته الحالية التي يقوم بها للقاهرة.
وكان مناتساكانيان سبق أن اتهم الحكومة التركية بالتدخل في أزمة بلاده مع الجارة أذربيجان، من خلال قرارات أحادية مزعزعة لاستقرار المنطقة.
تصريحات الوزير مناتساكانيان يؤكدها تصريحات أحد الشباب السوريين الذي يرغب في الانضمام الى صفوف المقاتلين الذين تستخدمهم تركيا في حروبها الخارجية.
«الرؤية» التقت الشاب عمر المحمد 18 عاماً (اسم مستعار)، الذي أكد أنه يريد التسجيل للذهاب إلى أذربيجان من أجل المال. وأضاف: إن لم أستطع الذهاب إلى أذربيجان سأسجل للسفر إلى ليبيا، حيث يعتقد أن المال الذي سيحصل سيعينه على تحقيق أحلامه ومساعدة أسرته.
مصادر سورية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية لتركيا قالت لـ«الرؤية» إنه بعد ليبيا يجري الحديث حالياً عن تجهيز دفعات جديدة من المقاتلين السوريين للالتحاق بالقوات التركية في أذربيجان، وبدأ التسجيل فعلاً لهذا الأمر، مع توارد معلومات عن تجهيز طائرة ستقل ما يقارب 250 عنصراً إلى عاصمة أذربيجان باكو، من أحد المطارات التركية، وغالباً مطار غازي عينتاب القريب من الحدود السورية شمال حلب، وذلك لمساندة الجيش هناك في نزاعه مع الجيش الأرميني.
اتهام مناتساكانيان يأتي في أعقاب تهديد وجهه أردوغان لأرمينيا في كلمة له خلال شهر يوليو الماضي قال فيها: «لن نتردد أبداً في التصدي لأي هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان»، الأمر الذي اعتبر لجوءاً إلى لغة العنف في حل النزاع القائم بين الجارتين أذربيجان وأرمينيا.
وتدعم أنقرة أذربيجان في صراعها العسكري مع أرمينيا المدعومة من موسكو على إقليم قرة باغ الحدودي.
وتعود المشكلة إلى عام 1921 عندما ألحقت السلطات السوفيتية هذا الجيب الذي تسكنه أغلبية أرمينية بأذربيجان، لكنه أعلن استقلاله عام 1991 بدعم من أرمينيا، ثم تلت ذلك حرب أدت إلى مقتل 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف. ورغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994 وقيام وساطة روسية أمريكية فرنسية تحت اسم «مجموعة مينسك»، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة.
وجرت آخر المعارك في الإقليم في أبريل 2016، وقتل فيها 110 أشخاص.
وبحسب مصادر خاصة لـ«الرؤية» فإن الذهاب إلى أذربيجان سيكون بناء على عقود لستة أشهر، سيقضي المقاتل 4 أشهر في أذربيجان ليعود إلى سوريا بإجازة لمدة 20 يوماً، ومن ثم يعود لأذربيجان ليكمل باقي مدة العقد شهرين، مقابل 1700دولار تقريباً في الشهر، تدفع 1400 منها للمقاتل في مقر قيادة فصيلة بمنطقة حوار كلس شمال حلب عن طريق مفوض يحدده المقاتل، والمبلغ الباقي 300 دولار يتقاضها المقاتل في أذربيجان.
مصادر «الرؤية» قالت إن جميع العناصر الذين سيذهبون إلى أذربيجان هم من الجيش الرديف التابع للجيش التركي بشكل مباشر شمال حلب، والذي يضم عدة فصائل عسكرية سورية منها لواء السمرقند والفرقة 24.
جابر خير محمد سوري (35 عاماً) يقيم في شمال سوريا، قال لـ«الرؤية» إن المال لا يمكن بشكل من الأشكال أن يكون هدفاً من وراء القتال وخاصة خارج البلاد ولصالح دولة ثانية، فكثر الحديث عن إرسال عناصر سوريين إلى اليمن أو إلى قطر وأذربيجان، فمن يترك الدفاع عن أهله وأرضه في سوريا ويذهب للقتال خارجها لا يختلف عن قاطع الطريق.
أما عبد المجيد خليل (44 عاماً) فاعتبر في حديثه مع «الرؤية» أن الفقر وسوء الأحوال المعيشية وعجز الشباب عن تلبية احتياجاتهم، وكذلك ملاحقة المقاتلين من قبل الفصائل التي تسيطر على مناطق معينة كهيئة تحرير الشام الإرهابية التي تسيطر على إدلب، دفعت الملاحقين إلى التفكير في القتال خارج سوريا بعد أن سقطت مفاهيم المقاومة.