الجمعة - 06 سبتمبر 2024
الجمعة - 06 سبتمبر 2024

تقرير أمريكي: حان الوقت لوقف هيمنة حزب الله على لبنان وتقويض نفوذ إيران

تقرير أمريكي: حان الوقت لوقف هيمنة حزب الله على لبنان وتقويض نفوذ إيران

توجهت أصابع اتهام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي جميعها إلى ميليشيات حزب الله بعد انفجار بيروت - رويترز

كشف انفجار ميناء بيروت الضخم الذي جرى في 4 أغسطس الجاري، عن الحجم المهول للفساد السياسي في لبنان وفضحه أمام العالم، فتوجهت أصابع اتهام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي جميعها إلى ميليشيات حزب الله الذي كان السبب في معاناة اللبنانيين لسنوات طويلة، فهل حان الوقت لخروج الدولة من قبضة هذه الجماعة؟

لقد ارتبط اسم الجماعة الإرهابية بالإهمال العبثي الذي تسبب في الانفجار الضخم، وبدون جهد منسق ودائم من قبل الولايات المتحدة أو أي نوع من التحالف الدولي ومباركة من جميع اللبنانيين - بما في ذلك الشيعة – سيظل حزب الله باقياً ومسيطراً على مقاليد البلاد، بحسب تقرير لمجلة ناشونال ريفيو الأمريكية.

ومع وصول البلاد إلى ذروة الإحباط، استيقظ اللبنانيون على الإرث الذي خلفه حزب الله وهو عدم الاستقرار والعنف في البلاد، وبسبب موجة الغضب التي عاشها الشعب عاد اللبنانيون محتجين إلى الشوارع مطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي للبلاد.

وبحسب تقرير «ناشونال ريفيو»، فإنه بعد الإدانة المحلية والعالمية تسعى الولايات المتحدة لتحويل لبنان إلى بلد حر وديمقراطي مع اتخاذ خطوة حاسمة في استراتيجية الضغط على إيران لتقويض نفوذ الحزب الذي تعد إيران الداعم الأساسي له.



وباعتباره أحد أذرع إيران، كان حزب الله هدفاّ دائماً لاستراتيجية الدفاع الأمريكية، وفي الوقت الذي تشهد فيه الميليشيات ضعفاً كبيراً، فإن لدى الولايات المتحدة بالتأكيد فرصة لقيادة جهد عالمي لتحييد حزب الله.

ويشكل حزب الله تهديداً لصراع أمريكا مع إيران المتزايد في الشرق الأوسط لوقف محاولات طهران بسط نفوذها في المنطقة، إذ يعد حزب الله ذراعاً سياسياً وعسكرياً لتوسع إيران في المنطقة تحت ستار ما يسمى بـ«محور المقاومة» الذي تستخدمه لزيادة نفوذها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.



وتتواجد إيران في هذه الدول عبر وكلائها الذين تدعمهم بالمال والسلاح لتحقيق أجنداتها الخاصة.

وبحسب التقرير، فإن إحباط قوة إيران الإقليمية ودعمها للإرهاب، هو هدف رئيسي للولايات المتحدة وللسياسة الخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، فما تقوم به الولايات المتحدة كالغارة الجوية التي استهدفت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وزيادة العقوبات على إيران هي ترجمة لسياسة الضغط الأقصى التي تتبعها أمريكا لتقويض نفوذ إيران.

وذكر التقرير أنه على الولايات المتحدة مواصلة سياسة الضغط الأقصى لزعزعة استقرار إيران وبالتالي وقف دعمها للوكلاء، مما يسمح بالتخلص من حزب الله والنهوض بالدولة اللبنانية للاستقرار والديمقراطية.

وأشار التقرير إلى أن الوقت الحالي هو الأمثل للقيام بذلك، وذلك لعدة أسباب أهمها انتفاضة الشعب اللبناني ورفضه لوجود حزب الله كميليشيات وحزب سياسي ومطالبته بالعودة إلى إيران.



وهذا ما عبرت عنه الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات عقب انفجار مرفأ بيروت، والتي أدانت الدور الذي لعبه التنظيم المسلح في هذه الفاجعة.

وبصرف النظر عن الفساد الحكومي، وذلك على خلفية منع الحزب الوصول إلى مناطق تخزين نيترات الأمونيوم لسنوات، عبر ضباط عينهم في المرفأ، ما زالت النظرية التي ترجح أن يكون الحزب احتفظ بهذه المادة لاستخدامها في عمليات خاصة هي الأكثر تداولاً.



كما كشف الانفجار عن عدم اكتراث الحكومة والجماعة المطلق لحياة الشعب اللبناني وأن ولاء حزب الله هو في المقام الأول لإيران.

بالإضافة إلى ذلك شوهت التطورات الدبلوماسية سمعة حزب الله في جميع أنحاء العالم، حيث حكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمدعومة من الأمم المتحدة مؤخراً في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، وأدانت المتهم سليم عياش وهو أحد عناصر حزب الله.



كما تلعب النكسات الإقليمية المتتالية لإيران دوراً مهماً في إضعاف الميليشيات، وأي ضربة موجهة لإيران هي ضربة لحزب الله.

كما تعد معاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل والتي توسطت فيها الولايات المتحدة، تقويضاً لأجندة إيران المعادية لإسرائيل من خلال إضفاء الشرعية على العلاقات العربية مع إسرائيل.

وسيكون لهذه المعاهدة تداعيات مباشرة على ميليشيات حزب الله الذي أعلنته إيران بأنه حدودها مع إسرائيل.

ويشهد الوقت الحالي ضغطاً أكبر من أي وقت مضى على حزب الله للتخلي عن سلطته، والجدير بالذكر بأن الشعب اللبناني بجميع طوائفه يطالب بذلك، إضافةً إلى العالم أجمع.

وتعتقد إدارة ترامب، بالاشتراك مع إسرائيل، أن قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بحاجة إلى سلطة قضائية أكبر في معاقل حزب الله في الجنوب وعلى الحدود الإسرائيلية، فضلاً عن تحسين مواردها وتسليحها.

وهناك أيضا تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستهدف حزب الله لم يتم الوفاء به بعد، حيث يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 إلى «حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها».

وبحسب موقع أكسيوس فإن إدارة ترامب تهدد باستخدام حق النقض الفيتو ضد قرار التمديد لقوات اليونيفيل ما لم يتم توسيع تفويضها.

و«ستكون عملية إسقاط حزب الله طويلة الأمد ومكلفة، وتتطلب وجوداً مستمراً لقوة خارجية، مثل الولايات المتحدة أو تحالف دولي آخر»، وفقاً للخبيرة العسكرية في معهد أمريكان إنتربرايز، لجيزيل دونيلي.

وقالت دونيلي، إن «هناك فرصة كبيرة لإضعاف حزب الله».

كما أشارت إلى أن الأهم هو أن ميزان القوى في لبنان بحاجة إلى تغيير جذري، ومع وجود أسلحة حزب الله والتي تتضمن مئات الآلاف من الصواريخ، فمن غير المرجح أن يطيح به شيء سوى الصراع المسلح.

وأكدت دونيلي أن إنهاء هيمنة حزب الله لن يجري إلا بالتخلص من أسلحته فلن تنتهي الجماعة إلا إذا كانت ضعيفة عسكرياً.