اعتصم صحفيون وإعلاميون في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب السورية، يوم الأربعاء، احتجاجاً على ضرب وإهانة مجموعة منهم من قِبَل عناصر تابعة لفصيل «هيئة تحرير الشام»، وذلك أثناء تغطيتهم لمرور الدورية التركية الروسية المشتركة على الطريق «إم 4» بالقرب من مدينة أريحا جنوب المدينة.
ووجّهت عناصر من الفصيل، إهانات وشتائم للصحفيين والإعلاميين، وحطموا بعض معداتهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها لمثل ذلك، فقد تم احتجاز 3 صحفيين لساعات في بلدة معارة النعسان بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة إدلب الشهر الماضي، أثناء احتجاجات لمدنيين رفضاً لافتتاح «تحرير الشام» معبراً تجارياً مع الحكومة السورية.
وقال الصحفي عمر حاج أحمد لـ«الرؤية» إن الصحفي في إدلب مستهدف من قِبَل أي سلطة أو جهة لديها أيديولوجيا معينة، سواء كانت فصائل مسلحة أو مؤسسات مدنية، لأنها تأسست على أرضية هشة مبنية على تراكمات من الأخطاء، ولأن الصحفي ينشر الحقائق ويرصد الواقع.
وأضاف حاج أحمد أن الصحفي يتحدى تلك الصعوبات والمحن لإدراكه أهمية عمله وضرورة استمراره فيه، فمن خرج ضد الظلم والإجرام لنحو 10 سنوات، لن يثنيه شيء الآن.
ولفت إلى عدم وجود كيان جامع للصحفيين في إدلب والذين تجاوز عددهم 350 شخصاً، نظراً لعدة اعتبارات منها الجهات القائمة على المدينة وتدخلاتها السلبية، إضافة إلى الحملات العسكرية المستمرة.
بدوره يرى الصحفي محمد العلي في حديثه مع «الرؤية» أن مستوى الوعي ارتفع لدى العاملين في المجال الصحفي والإعلامي في إدلب، حيث يوصلون رسائلهم بطريقة إيجابية كونهم متفاهمين فيما بينهم، كما استطاعوا إيصال قضايا الشعب السوري إلى العالم، بالرغم من أن معظمهم غير حاصلين على شهادات جامعية في مجال الإعلام، فقد ساهمت الحرب في تنمية مهاراتهم بشكل عملي، فتميزوا في مجال توثيق الانتهاكات والجرائم.