يطلق الفنان السوري عزيز الأسمر المنحدر من بلدة بنش شمال مدينة إدلب صرخة ضد الظلم ورسالة احتجاج عبر لوحات الغرافيتي التي يزين بها جدران المباني التي دمرتها الحرب السورية.
جريمة قتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 مايو الماضي التي هزت العالم كانت وسيلة الفنان السوري للفت أنظار العالم لمعاناة ضحايا الحرب المدنيين في إدلب معتبراً أنها ما يتعرضون له لا يقل فظاعة عن قتل المواطن الأمريكي.
يحاول الأسمر من خلال جداريات ينقشها على الجدران المهدمة إيصال رسائل للعالم، بضرورة إيقاف القصف والإجرام بحق المدنيين الذين ذنبهم الوحيد مطالبتهم بالحرية والكرامة، بحسب تعبيره خلال لقاء مع «الرؤية».
يقول الأسمر إنه يحاول تغيير الصورة النمطية السيئة التي ظهرت بها الثورة السورية بسبب الجرائم التي ارتكبت من قبل البعض، وإظهار الصورة الحقيقية بأن الثورة السورية نبعت من مبادئ سامية من شعب ذي حضارة يصبو إلى الإنسانية.
رسالة الأسمر عبر «غرافيتي فلويد» الذي مات اختناقاً تقول للعالم إن هناك أيضاً من يموتون في سوريا اختناقاً بغاز السارين والكلور مع فارق العدد وحجم، على حد قوله.
ويضيف قائلاً «تضامنا مع قضية فلويد من باب الإنسانية رغم تعامي دول العالم عن قتلانا».
لم تكن جدارية فلويد هي الأولى للأسمر، فقد عبر من خلال رسومات الغرافيتي عن قضايا إنسانية في فرنسا وفلسطين ولبنان ومع ضحايا كورونا في دول العالم.
كما حاول معالجة قضايا اجتماعية وأخرى تهم سكان المنطقة عن طريق إسقاطها على جدران مدمرة في أماكن يستطيع الجميع ملاحظتها وبسهولة كأطراف الطرقات العامة والمباني المدمرة وسط المدن المأهولة، كرسومات تحذر من وباء كورونا المستجد"coved19".
وبحسب الأسمر، فإن بيئة الحرب غنية بالأفكار المؤلمة التي تمنح المخيلة صوراً عن القتل والقصف والتشريد والمعتقلين والخذلان، والجدران المدمرة تساعد بإيصال الرسائل بشكل أكثر واقعية، فهي تحكي عن نفسها وعن مدى الإجرام الذي ارتكب بحق عائلات كانت تقطن خلفها ومن قتلوا تحت أنقاضها فروا منها للنجاة بأرواحهم.