عبّر نشطاء ومدنيون في الشمال السوري عن الغضب والإحساس بالإهانة بسبب الفيلم الذي نشرته منصة «الجزيرة بودكاست» التابعة لشبكة الجزيرة القطرية عن قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، والذي قُتل بضربة أمريكية أوائل العام، لما يتضمنه المقطع من تمجيد لشخصية سليماني المتورط في جرائم حرب في سوريا.
أظهرت الشبكة القطرية سليماني على أنه بطل ووصفته بالجندي الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والثورة الإسلامية وعزتها وكرامتها، متجاوزة جميع الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية بقيادته في سوريا والعراق واليمن.
اعتبر الناشط محمد العلي من إدلب في حديثه لـ«الرؤية» أن ما فعلته الجزيرة سقطة إعلامية كبيرة، وتضمنت إساءة لكل إنسان حر وشريف.
وأضاف أنه لا يمكن أن ينسى أنه قد هُجِّر من بلدته بريف حماة الشمالي مع أقاربه وأبناء بلدته «بفعل الميليشيات الشيعية التي قادها سليماني المجرم قبل مقتله».
أما عمر أبوأحمد، وهو مدرس لغة عربية في مدرسة الجزيرة ضمن مخيمات أطمة، فقال في حديثه مع «الرؤية» إن «تمجيد المجرم مشاركة في جريمته».
وأشار إلى أن الفيلم تعمد تجاوز الجرائم والانتهاكات التي عانى منها الناس بفعل سليماني واصطناع أمجاد وبطولات وهمية.
وقال إن «اللعب بمشاعر الناس جريمة لا يمكن أن تغتفر».
وعلى الرغم من حذف «الجزيرة بودكاست» لمقطع الفيديو إلا أن سقطتها علقت في عقول الناس شمال إدلب، وهم من هُجِّروا وحُشروا في مساحة جغرافية صغيرة.
ويقول خالد الشاملي، وهو من أهالي إدلب، إن كلام الجزيرة عن سليماني لا يمكن أن يمر مرور الكرام حتى ولو حذفته، فمن المؤكد أنه قد نُشر بموافقة القائمين على الجزيرة، فلا يشكل الاعتذار فارقاً وستهبط أسهم هذه القناة لدى سكان شمال سوريا.
وطالب السوريون عبر منصات التواصل الاجتماعي بمقاطعة شبكة الجزيرة بشكل عام وإلغاء متابعتها بعد اليوم ومنهم محمد شنبو، السوري المقيم في فرنسا، والذي دعا عبر حسابه عبر فيسبوك إلى مقاطعة القناة القطرية، وقال «هذا أقل ما يمكننا عمله لنوصل صوتنا إلى مسؤولي هذه القناة».