الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

حوار | دبلوماسي أوكراني: كييف لن تضحي بأراضيها السيادية من أجل السلام مع روسيا

حوار | دبلوماسي أوكراني: كييف لن تضحي بأراضيها السيادية من أجل السلام مع روسيا

القائم بأعمال السفير الأوكراني فى القاهرة روسلان نيتشاي

قال القائم بأعمال السفير الأوكراني في القاهرة، السفير روسلان نيتشاي، إن بلاده لن تضحي بأراضيها السيادية من أجل السلام مع روسيا.وأكد نيتشاي في حوار لـ«الرؤية»، أن العاصمة الأوكرانية كييف تعمل على تطوير الحزمة السابعة من العقوبات على روسيا، في محاولة لوقف تمويل الحرب، وألقى باللوم على روسيا في أزمة الغذاء العالمية، مشيراً إلى أن بلاده لديها مخزون قدره 6 ملايين طن من القمح و15 مليون طن من الذرة، في حين اتهم موسكو بحظر 22 مليون طن من الحبوب الأوكرانية في الموانئ البحرية الأوكرانية، نافياً مزاعم روسيا حول وجود مختبرات بيولوجية أجنبية في أوكرانيا، وإلى نص الحوار:

بعد مرور 100 يوم.. ما تقييمك للحرب الروسية على بلادكم؟

على مدار أكثر من 3 أشهر، ارتكب الجيش الروسي العديد من الجرائم ضد الإنسانية، وارتكب العديد من جرائم الحرب من خلال مهاجمته العشوائية للمدنيين، لذلك ينبغي تقديم أولئك الذين ارتكبوا مثل هذه الفظائع إلى المسؤولية الجنائية على وجه السرعة، بما في ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ضغوط العقوبات

الرئيس زيلينسكي قال إن روسيا احتلت أكثر من 20% من البلاد.. ما الذي أدى إلى ذلك؟

على الرغم من تفوق روسيا على أوكرانيا في المعدات العسكرية والأفراد، فقد تمكن المدافعون الأوكرانيون من كسب المعارك في مناطق «كييف وتشرنيهيف وسومي»، واستمروا في الصمود في دونباس بشجاعة، ومع ذلك فإن الوضع هناك صعب للغاية، ووفقاً لما قاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن القوات الروسية تسيطر الآن على ما يقرب من 20% من أراضي أوكرانيا، وهذا يعني ضرورة تحرير 2603 بلدات مأهولة بالسكان.

هل تعتقد أن حزم العقوبات المتتابعة من قبل الاتحاد الأوروبي كفيلة بإنهاء الحرب؟

أوكرانيا تخوض حرباً دفاعية ضد «غزو» غير قانوني بدافع «الإبادة الجماعية»، وتسليح بلادنا بكل ما تحتاج إليه لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها هو الخيار الصحيح الوحيد، وبالنسبة للعقوبات المستمرة من الاتحاد الأوروبي، وآخرها الحزمة السادسة، فإن أوكرانيا ترحب بقرار الاتحاد الأوروبي، وفي المستقبل القريب، ستقوض قدرة الكرملين الاقتصادية على تمويل الحرب.

هل الدول الأوروبية تستطيع الاستغناء عن الغاز الروسي؟

أوروبا تزداد قوة برفضها الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة وتوحدها للتغلب على التهديد المشترك، وبالتعاون مع شركائنا، نعمل على تطوير الحزمة السابعة من العقوبات، كما أن العالم الديمقراطي يرفض مصادر الطاقة الروسية، علاوة على ذلك، تستعد الدول الأخرى، التي تنتج نفطاً أفضل وأخف بكثير، لاستبدال الإمدادات الروسية.

لماذا تعثرت المفاوضات بينكم وبين روسيا.. في حين أن موسكو تقول إن كييف هي من عطلتها؟

أوكرانيا اقترحت العديد من الحلول الدبلوماسية لروسيا قبل وأثناء «الغزو»، لكن روسيا رفضت باستمرار الدبلوماسية واختارت الحرب، ولا يزالون يركزون بشكل مباشر على البحث عن حلول عسكرية، ولأكثر من 100 يوم، أظهرت جميع محاولات التفاوض مع روسيا عدم فاعليتها، وأعتقد أن ضغوط العقوبات الصارمة والنجاحات الميدانية للجيش الأوكراني يمكن أن تدفع روسيا لبدء الحوار.

شبح المجاعة

البعض طرح فكرة تخلي أوكرانيا عن أجزاء من أراضيها مقابل السلام، هل هذا مقبول لديكم؟

أوكرانيا لن تضحي بأراضيها السيادية من أجل السلام مع روسيا، وستحرر أوكرانيا أراضيها المحتلة، بما في ذلك الشرق والجنوب وشبه جزيرة القرم، ستصل أوكرانيا إلى حدودها المعترف بها دولياً، إما من خلال القوة العسكرية أو الدبلوماسية، أو مزيج من الاثنين معاً.

العالم يتخوف من مجاعة بسبب تعثر إمدادات القمح الأوكرانية والروسية، وهناك اتهامات متبادلة بوقف الشاحنات، ما حقيقة الأمر؟

أوكرانيا مستعدة لاستئناف الصادرات بالكامل، وفقاً لالتزاماتها الدولية، ولديها مخزون كافٍ من الحبوب للتصدير من محصول العام السابق - ما لا يقل عن 6 ملايين طن من القمح و15 مليون طن من الذرة، لكن روسيا تحاول التلاعب وإلقاء «اللوم» في أزمة الغذاء العالمية المتفاقمة على أوكرانيا، لكن هذا الأمر غير مقبول، لأن موسكو تتحمل المسؤولية الكاملة عن غزوها الشامل غير المبرر، وما تبعه من حصار بحري يمنع التجارة البحرية. والحقيقة أن روسيا لا تقوض فقط الصادرات الغذائية الحالية فحسب، بل تقوض أيضاً حصاد أوكرانيا المستقبلي، ما يؤدي إلى تفاقم المخاطر على الأمن الغذائي العالمي، لذا يجب التأكيد على أن المزارعين الأوكرانيين، يقومون ببطولات للحصاد القادم في ظل ظروف أمنية صعبة للغاية، وغالباً ما يكونون تحت القصف أو المخاطرة من قبل روسيا.

لكن موسكو تقول أيضاً إن العقوبات من أسباب تأثر إمدادات الغذاء.

روسيا تتلاعب، وتدفع الدول والرأي العام الأجنبي إلى الاعتقاد بأن سلاسل الإمداد الغذائي العالمية تتأثر بطريقة ما بالعقوبات المفروضة على روسيا، ولا علاقة للعقوبات المفروضة على روسيا بأزمة الغذاء العالمية المتفاقمة، السبب الوحيد لنقص الحبوب وارتفاع الأسعار والتهديد بالجوع هو قيام الجيش الروسي بحظر 22 مليون طن من الحبوب الأوكرانية في موانئنا البحرية. وفي الواقع، تهتم أوكرانيا كثيراً بتصدير سلعها في أسرع وقت ممكن حيث يهتم المستهلكون الأجانب باستلامها، تعتمد ميزانيتنا بشكل كبير على عائدات تصدير المواد الغذائية، لكن العقبة الوحيدة التي تقف في طريق السفن الحربية الروسية غلق الموانئ البحرية الأوكرانية في سياق عدوان شامل على بلدنا.

قصص ألف ليلة وليلة

ما حقيقة المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا؟

أوكرانيا دولة متطورة في المختبرات والأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية، والبحوث العلمية، وجميع المختبرات البيولوجية أوكرانية، أما قصة الأسلحة البيولوجية الأجنبية التي تدعيها روسيا، هي رواية مصنوعة في «الكرملين»، وإذا كنت أحب قصص «ألف ليلة وليلة» لكنني لا أصدق، كل ما فيها من قصص وروايات، وإذا كانت أوكرانيا تحترم القانون الدولي وتسعى للتعايش والتعاون مع جميع دول العالم وتشترك في كل المنظمات الدولية، وجميع المختبرات البيولوجية التابعة لها تحت المراقبة الدولية، فنحن رأينا استخدام الأسلحة الكيميائية الروسية في سوريا أكثر من مرة.

كيف تتقبلون التهديد الروسي باستهداف مراكز صنع القرار؟ وهل دخول «كييف» صعب؟

هذا ليس بجديد على روسيا، التي اعتادت التهديدات المتكررة على بلادنا، ولا تزال تقوم بذلك، فهي تهدد باستهداف مصانع الطاقة النووية في أوكرانيا، وأطلقت العديد من الصواريخ تجاه المختبرات النووية، وهذا يعني أن روسيا تمارس «إرهاب الدولة»، لكن الشعب الأوكراني لا يخاف التهديدات الروسية، وهذا ما رأيناه في شمال أوكرانيا، حيث فشلت القوات الروسية، عندما حاولت دخول العاصمة «كييف»، وثبت أن الجيش الروسي الثاني في العالم «ضعيف»، وفى الوقت الذي سمعنا فيه أن موسكو تستطيع دخول «كييف» في 3 أيام أو 10 أيام كحد أقصى، فقد مرت أكثر من 100 يوم على الحرب، ولم تستطع تحقيق ذلك.

دول أوروبية رفضت مدكم بأسلحة متطورة وأخرى منحتكم هذه الأسلحة.. هل تباين المواقف يعني عدم توحد أوروبا في دعمكم؟

جميع الشركاء الدوليين متحدون، سواء في تقديم المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية، وما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ودول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، شيء مهم وأمر ملحوظ، فالمساعدات مستمرة حتى انتصار أوكرانيا في حربها المفروضة عليها من قبل روسيا، وستسعى لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي المحتلة المؤقتة، ودليلي على ذلك قرارات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدعم أوكرانيا ومؤتمر «رامشتاين»، حيث دعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نحو 40 دولة للمشاركة في مؤتمر حول الصراع الدائر في أوكرانيا، في القاعدة الجوية الأمريكية في ألمانيا، لذلك فالشعب الأوكراني متحد خلف قيادته السياسية والعسكرية والحكومة مع الشركاء الدوليين في مواجهة الحرب الروسية.سيطرة روسيا على 20% من أراضينا تعني ضرورة تحرير 2603 بلدات مأهولة بالسكان