منذ بدء الأزمة الأوكرانية، وتحاول كييف الإسراع بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة مع بدء العمليات العسكرية الروسية، فلماذا تسعى كييف للانضمام للاتحاد الأوروبي؟ وهل سيغير ذلك شيئا من موازين القوى بينها وبين روسيا؟ وهل انضمامها سيجعلها أقوى في مواجهة روسيا؟العديد من الأسئلة تثار حول تعجيل أوكرانيا بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فقد وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين نهاية فبراير المنصرم، على طلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقال «إن أوكرانيا لها الحق في أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، ونناشد الاتحاد الأوروبي قبول انضمام أوكرانيا العاجل بموجب إجراء خاص جديد».
رد فعل أوروبا
وبعد ساعات ذلك الطلب، أعلن رئيس مجلس الإتحاد الأوروبي، تشارلز ميشال، الثلاثاء، أنه سيتعين على مؤسسات وحكومات الإتحاد الأوروبي، مناقشة طلب أوكرانيا الانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، بجدية، والرد على طلب كييف «المشروع».
وأشار إلى أن طلب أوكرانيا يعد رمزيا، مضيفا أنه لا يوجد موقف موحد بشأن قضية توسيع الإتحاد المكون حاليا من 27 دولة، وقال أمام البرلمان الأوروبي «سيكون الأمر صعبًا.. نعلم أن هناك وجهات نظر متباينة في أوروبا».وتابع «سيتعين على مجلس الإتحاد الأوروبي (المكون من حكومات الإتحاد الأوروبي) أن يبحث بجدية طلب أوكرانيا الرمزي والسياسي والمشروع الذي تم تقديمه واتخاذ القرار المناسب بطريقة حازمة وواضحة». اللافت أن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تتطلب العديد من الاشتراطات، مثل القبول باقتصاد السوق الحر، وديمقراطية مستقرة، وسيادة القانون، وقبول جميع تشريعات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اليورو، وتستغرق تلك الإجراءات وقتا طويلا، وأبرز مثال على ذلك أن كرواتيا، على سبيل المثال، التي تعتبر أحدث عضو في الاتحاد الأوروبي، قد استغرقت 10 سنوات للانضمام إلى الكتلة الأوروبية.
الرد الروسي
ونشرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية، تقريرا حول تأثيرات الطلب الأوكراني، مشيرة إلى رد فعل روسيا على الطلب الأوكراني، حيث أعلن الكرملين بهدوء، وقال «لا تعتبر روسيا أن الاتحاد الأوروبي هو كتلة عسكرية سياسية، وبالتالي لا تعتبر طلب أوكرانيا الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي هي مسألة تتعلق بـ»أمنها الاستراتيجي".
التأثير على الحرب
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري في مجلس الشؤون الدولية الروسي، ألكسندر يرماكوف قوله «إن قبول أوكرانيا بشكل سريع في عضوية الاتحاد الأوروبي هو أمر غير مرجح.. وأتصور أن حتى لو تم قبولها بسرعة فإن ذلك لن يؤثر على مسار العملية العسكرية الروسية، فالاتحاد الأوروبي لن يقدم لأوكرانيا مساعدة عسكرية حقيقية». وأضاف «وظائف مؤسسات الدفاع المشتركة في الاتحاد الأوروبي لا تزال في مهدها، فالدول الأوروبية تتخذ قراراتها بشأن قضايا السياسة الدفاعية من خلال حلف شمال الأطلنطي»الناتو«، وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي لا يعد كتلة دفاعية».
وعلى صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن الخبير الروسي ألكسندر كامكين، قوله أن قرار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيتم اتخاذه بشكل جماعي، ولا يمكن اعتبار موقف ألمانيا المرحب بتلك الخطوة هي محاولة للنجاح".
وأضاف «إجراءات الموافقة على قبول طلب دولة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والحصول على وضع الدولة باعتبار أنها»مرشحة«لذلك، مثل ما فعلت أوكرانيا، قد يستغرق فترة تتراوح ما بين 3- 6 أشهر».