«كيف يجب أن تكون أوروبا المستقبل؟» سؤال يشغل بال مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المرتقبة في أبريل 2022، ويشغل حيزا من برامجهم الانتخابية. وتتباين تصورات المرشحين، من مختلف التيارات السياسية، بخصوص «شكل أوروبا المستقبل» على مستوى الاقتصاد، والهجرة، والبيئة، و«البريكست»، وغيرها من الجوانب الأخرى.
ويتم تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال.
بيكريس.. برنامج بأبعاد سيادية
من جانبها، ترغب فاليري بيكريس، أول مرشحة امرأة في تاريخ حزب «الجمهوريين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، في إصلاح شامل لاتفاقية «شينغن»، من خلال تنظيم المراقبة البيومترية لجميع أولئك الذين يرغبون في دخول الأراضي الأوروبية، وتسريع تجنيد 10 آلاف من حرس الحدود من «فرونتكس» (الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل)، وأيضا إنهاء توسعات الاتحاد الأوروبي مع تركيا، بحسب الموقع الإلكتروني الإخباري الفرنسي «أُووِيسْتْ فْرُونْسْ».
وتريد بيكريس، التي تشغل حاليا منصب رئيسة منطقة «إِيلْ دُو فْرُونْسْ»، إلزام المنصات الإلكترونية بالتعاون مع السلطات القضائية الوطنية في ما يخص مكافحة المعلومات الكاذبة.
وفي ما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تريد فاليري بيكريس الدفاع عن تراخيص الصيادين الفرنسيين، علما أن بريطانيا تواجه بعد «بريكست» مجموعة من العقبات مع الاتحاد الأوروبي، خاصة مع فرنسا، إذ يعيش البلدان منذ أشهر على إيقاع أزمة حادة، بسبب رخَص الصيد البحري ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
كما تريد المرشحة اليمينية أن تضيف إلى كل من وزرائها الكبار سكرتير دولة، يكون مسؤولا عن الذهاب إلى بروكسل، للدفاع عن مصالح وزارته هناك، وكذلك تريد من كل مسؤول كبير أن يقوم بجولة في مؤسسة أوروبية. فضلا عن خفض مساهمة فرنسا الوطنية في الميزانية الأوروبية.
وتطالب بيكريس بفرض ضريبة على الكربون المستورد على الحدود الأوروبية، وتدعو إلى الاستفادة من الأصول الفرنسية، أي الهيدروجين أو الطاقة النووية، التي يجب الاعتراف بها تماما كنشاط اقتصادي مستدام، يمكن أن يستفيد من التمويلات الخضراء.
ماكرون.. المؤيد لأوروبا
وعلى الرغم من أن رئيس الجمهورية الفرنسية الحالي، إيمانويل ماكرون، لم يعلن نفسه بعد مرشحا لانتخابات أبريل، فقد ألقى الأربعاء خطابا في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لإطلاق الرئاسة الدورية الفرنسية للاتحاد الأوروبي رسميا. أشار فيه، بحسب موقع أُووِيسْتْ فْرُونْسْ"، إلى موقفه الذي يتبناه منذ انتخابه في عام 2017، وهو موقف مؤيد لأوروبا، ويظهر أنه زعيم المؤيدين لأوروبا ضد القوميين والشعبويين. وأشار بشكل خاص، وفق المصدر نفسه، إلى ميثاق الحقوق الأساسية، الذي يرغب في تحديثه، ليكون أكثر وضوحًا بشأن حماية البيئة، والحق في الإجهاض على وجه الخصوص.
زمور.. برنامج ضد الهجرة
يسافر المرشح والصحفي السابق إريك زمور إلى كاليه (الشمالية) يوم الأربعاء لعرض تفاصيل أفكاره عن أوروبا. بعدما كشف بالفعل عن بعض القيود التي يفكر بها، بما في ذلك تقييد تدفقات الهجرة، وتعليق suspension منطقة شنغن، وإنشاء حرس الحدود الذين سيكون لهم وضع عسكري أو إنهاء تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين.
لوبن.. البقاء في الاتحاد الأوروبي دون قواعده
ومن جهتها، غيرت اليمينية المتطرفة-زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبن، برنامجها مقارنة بعام 2017؛ عندما أرادت مغادرة منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي. هذه المرة، تقترح لوبن، بحسب أُووِيسْتْ فْرُونْسْ«، إدراج سيادة القانون الفرنسي على القانون الأوروبي في الدستور، وتروج لـ»أوروبا أمم"؛ حيث تلتزم كل دولة فقط بما تريده، أي نقيض الاتحاد الأوروبي الحالي.
وتريد لوبن الخروج من سوق الطاقة الأوروبي، الذي تعتبره عبثا كاملا، وأيضا خروج المنتجات الزراعية من اتفاقيات التجارة الحرة.
هيدالجو.. أوروبا الإنسانية
من جهتها، تدعو عمدة العاصمة باريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية، آن هيدالغو، إلى رؤية إنسانية واجتماعية لأوروبا، إذ تود هيدالغو استقبال طالبي اللجوء في جميع الظروف، من خلال توزيع متوازن في جميع أنحاء الاتحاد، وجعل مواعيد معالجة طلباتهم محددة في ما يخص كل مرحلة، فضلا عن تمكينهم من الوصول إلى العمل بمجرد التقدم بطلب للحصول على اللجوء، من أجل اندماج أفضل، وتلقي دروس اللغة الفرنسية مجانا.
وتطمح هيدالغو، بحسب أُووِيسْتْ فْرُونْسْ"، في وجود دعم وطني لسياسة هجرة أوروبية أكثر إنسانية، وموحدة، وفعالة، مع إعادة التوازن لاتفاقيات دبلن. وفي مجال البيئة، ترغب في الاعتراف بجريمة الإبادة البيئية.
وتريد هيدالغو تعزيز ميزانية الاتحاد من خلال فرض ضرائب على المعاملات المالية للشركات الرقمية العملاقة، ودخول البضائع عبر الحدود عبر مساهمة الكربون. وتتمثل فكرتها في هذا الجانب، بحسب أُووِيسْتْ فْرُونْسْ"، في استخدام جزء بسيط من ضريبة القيمة المضافة (TVA)، والضريبة على الشركات، حتى يصبح من الممكن عدم الاعتماد بشكل أساسي على المساهمات الوطنية (مساهمات الدول الأعضاء الـ 27 في ميزانية الاتحاد).
ميلينشون.. برنامج العصيان
وفي حملته الرئاسية الثالثة، يمتلك زعيم أقصى اليسار-رئيس حركة «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلينشون، مشروعا واضحا جدا لأوروبا لم يعد قائما على المواجهة مع المؤسسات الأوروبية، بل على العصيان، بحسب أُووِيسْتْ فْرُونْسْ".
ويقترح ميلينشون في برنامجه، قطيعة مع المعاهدات الحالية، من أجل التفاوض على اتفاقيات جديدة، متوافقة مع الطوارئ المناخية والاجتماعية، والتي ستخضع لاستفتاء الفرنسيين.
ويريد ميلينشون تعديل النظام الأساسي للبنك المركزي الأوروبي، وإقامة الحمائية البيئية، ويؤيد حق الدول في خلق احتكارات عامة في القطاعات الاستراتيجية. كما يدعو جان لوك ميلينشون إلى الخروج من «الناتو».