الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

نووي إيران: روسيا تطلق تصريحاً مثيراً للجدل في ثاني أيام مفاوضات فيينا

مع انطلاق اليوم الثاني، من مباحثات فيينا، للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، المبرم عام 2015، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية فى فيينا، ميخائيل أوليانوف إن الولايات المتحدة على استعداد لرفع العقوبات المفروضة على إيران، إلا أن الشيطان يكمن في التفاصيل، بينما طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بينهما، ببذل الجهود أن تحقق المفاوضات النتيجة المطلوبة، في حين شدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على أنه لا سبيل لاستعادة الاتفاق النووي بدون إلغاء كل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشعب الإيراني.

تسريبات روسية

وقال أوليانوف في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، الثلاثاء «تؤكد الولايات المتحدة استعدادها لرفع جميع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي وذلك في مقابل عودة إيران إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة».

وأضاف أوليانوف «لكن في الدبلوماسية متعددة الأطراف يكمن الشيطان في التفاصيل.. والقائمة الملموسة للعقوبات التي سيتم رفعها تخضع للمفاوضات».

وكان المندوب الروسي قد قال في تغريدة أخرى «إن استئناف محادثات فيينا ناجح تماماً، وفي بداية الجولة السابعة، قرر المشاركون في خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) الاستمرار دون تأخير في عملية الصياغة في مجموعتي عمل، بشأن رفع العقوبات والقضايا النووية، يبدأ هذا العمل على الفور".

وأوضح أوليانوف أن «مجموعات العمل تلك بدأت في مباشرة العمل الثلاثاء، وستواصل الأربعاء».

كما كان المندوب الروسي قد قال في تصريحات صحفية حول انطلاق المباحثات أمس الاثنين «إنها بداية جيدة.. وسنرى ما ينتظرنا».

كما أوضح المندوب الروسي في تغريدة أخرى، أنه التقى هو والمندوب الصيني السفير وانغ كون، مع المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، مضيفا «تبادلنا وجهات النظر حول استئناف محادثات فيينا، على العودة إلى الاتفاق النووي، وأكدنا العزم المشترك على العمل من أجل الانتهاء بنجاح».

وكانت الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية، قد انطلقت الاثنين، بمشاركة المفوضية الأوروبية، التي تتوسط في الحوار، وبمشاركة مباشرة من روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيران، ومشاركة أمريكية غير مباشرة، وذلك بعد أن جرت السبت والأحد مشاورات غير رسمية في إطار الاستعدادات لاستئناف العملية التفاوضية.

وستصبح الجولة الجديدة للمفاوضات، هي الجولة السابعة من نوعها، والأولى بعد تولي الرئيس الإيراني الحالي، إبراهيم رئيسي، منصبه في أغسطس 2021.

مطالب إيرانية

وعلى صعيد متصل، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الاثنين، استغرق ساعة ونصف الساعة، ناقشا خلاله القضايا الثنائية بين البلدين، وكذلك المفاوضات النووية الجارية في فيينا.

وبحسب الوكالة الإيرانية، فقد دعا رئيسي، الرئيس الفرنسي إلى بذل الجهود بالتعاون مع باقي الدول المشاركة في مفاوضات فيينا، حتى تحقق المفاوضات النتيجة المطلوبة ويرفع الحظر عن إيران.

رفع العقوبات

كما نشرت الوكالة نص مقال كتبه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حول مفاوضات فیينا، قال فيه «بعد 6 جولات من المفاوضات المكثفة في فيينا التي لم تنجح بسبب جشع الولايات المتحدة ومواقفها غير الواقعية، نحن اليوم على أعتاب انطلاق جولة جديدة من المفاوضات.. الغاية الرئيسية لهذه المفاوضات هي استيفاء حقوق الشعب الإيراني وإلغاء جميع العقوبات التي فرضت بشكل أحادي وعابر للحدود على الشعب الإيراني من قبل الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي».

وأضاف «إيران مستعدة مرة أخرى - ولإظهار نواياها الحسنة وبغية تحقيق الهدف النهائي المتمثل في إلغاء العقوبات الأحادية وغير القانونية لإجراء مفاوضات موجهة نحو تحقيق نتائج فعلية والتوصل إلى اتفاق جيد.. وإيران لديها الإرادة المطلوبة للتوصل إلى اتفاق جيد في فيينا».

وشدد في مقاله على أنه «لا سبيل لاستعادة الاتفاق النووي بدون إلغاء كل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشعب الإيراني بعد انسحابها من الاتفاق النووي.. ومن البديهي أن العودة للاتفاق النووي، يتطلب انتفاع إيران من إلغاء العقوبات بشكل نهائي.. وإيران على استعداد لوقف خطواتها التعويضية، في حال الحصول على الضمان وبحث الخسائر وإلغاء العقوبات بشكل مؤثر وقابل للتحقق».

ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى ضرورة الحصول على ضمانات بعدم الانسحاب الأمريكي مجدداً من الاتفاق في حال العودة إليه، قائلاً «لن تكون عودة الولايات المتحدة المحتملة للاتفاق النووي محط اهتمامنا إلا في حال تقديم ضمانات بشأن عدم تكرار التجارب المريرة السابقة وإمكانية قيام شركاء إيران الاقتصاديين بالتبادلات الاقتصادية المستدامة معها باطمئنان ودون مخاوف».