أكد دبلوماسيون، أهمية استئناف الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة بعد توقف لسنوات، في ظل ما تشهده المنطقة من أخطار وتحديات تنعكس على الأمن الإقليمي والدولي.
وانطلق الاثنين، الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا، بمشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بدعوة من واشنطن، بما يعكس تطور العلاقات بين الجانبين، وإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة بحسب خبراء.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، إنه من المقرر أن يلتقي الوزير شكري، خلال وجوده بواشنطن، نظيره الأمريكي، وعدداً من مسؤولي الإدارة الأمريكية في ظل الحوار الاستراتيجي المقرر استمراره لمدة يومين، كما سيتواصل مع مجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع أبرز مراكز البحث والفكر.
والتقى شكري في إطار زيارته إلى واشنطن، المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي، لتبادل الرؤى حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ترتيب أوراق
وقال وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي، إن مبدأ الحوار الاستراتيجي أحد أركان العلاقة بين مصر والولايات المتحدة منذ انطلاقه في عام 1999، لافتاً إلى أن استئناف هذا الحوار ضرورة تفرضها التغيرات التي يشهدها العالم والإقليم.
وأضاف العرابي في تصريحات لـ«الرؤية»، أن العالم يعيد ترتيب أوراقه، والإقليم يشهد تغيرات حادة وسريعة، في إطار متغيرات متلاحقة في المنطقة غير المستقرة، فهناك محاولة اغتيال لرئيس الوزراء العراقي وترقب للانتخابات في ليبيا، وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا واليمن، وتدخلات من بعض القوى الإقليمية، وكلها ملفات تستدعي وجود حوار عميق، وكل دولة تعرف دورها القادم في مرحلة ترتيب الأوراق.
وتابع أن هذا الحوار من شأنه الحفاظ على مستوى جيد من العلاقات بين مصر والولايات المتحدة في ضوء أي متغيرات تشهدها المنطقة، وأن الرؤية بين الطرفين واضحة ومعروفة، وحدود حركة كل منهما في القضايا الجارية معروفة سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي.
وأوضح العرابي، أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين يخلق بيئة صحية في العلاقة، ويقطع الطريق على سوء الفهم والمفاجآت في المواقف، فضلاً عن كونه يشمل جوانب اقتصادية وثقافية وعسكرية، لافتاً إلى أن مصر تعيد ترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة، وتضع النقاط فوق الحروف، للتعاون في مجالات الأمن الإقليمي والسلام في الشرق الأوسط.
أمن الخليج
من ناحيته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير صلاح حليمة، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تنتهج سياسة مغايرة لسلفه دونالد ترامب، ومهتم بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين عنوانها تعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وأضاف حليمة لـ«الرؤية»، أن توقيت انطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين يحمل عديد الدلالات، فالمنطقة العربية ومنطقة البحر الأحمر والقارة الأفريقية تشهد تغيرات في غاية الخطورة، ترتبط بالأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهناك مرتزقة ومنظمات متطرفة مدعومة من بعض الدول، ومصر عضو في مجلس الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ما يعني الاشتباك مع كل هذه التحديات في المنطقة.
وأوضح أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة متقدمة، فعلاقات الدول تبدأ بالتفاهم الاستراتيجي ثم التعاون الاستراتيجي يتبعه الحوار الاستراتيجي، لافتاً إلى أن مصر دخلت مرحلة الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، ما يعني التوصل إلى رؤى متوافقة بين الجانبين في كل الملفات.
وأشار حليمة، إلى أن ملف النووي الإيراني سيكون من ضمن الملفات البارزة، لأنه يتعلق بأمن الخليج الذي تعتبره مصر جزءاً من أمنها القومي، مشيراً إلى أن حقوق الإنسان وقضية السلام والإرهاب تحتل مكانة كبيرة في الحوار بين البلدين، فضلاً عن التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتدريب العسكري بين الجانبين.
وتابع أن الوضع في سوريا واليمن ولبنان والعراق والصومال وإثيوبيا والسودان وجنوب السودان ودول الساحل ملفات تحظى باهتمام مشترك بين البلدين، بالإضافة إلى قضية المناخ باعتبار مصر مسؤولة عن الملف في أفريقيا، ومن المرتقب أن تستضيف مؤتمر المناخ العام المقبل.
ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن شكري حرص على اصطحاب رجال أعمال في الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، ما يعطي مؤشراً على الرغبة المصرية في جلب استثمارات أمريكية جديدة لمصر.