الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

العراق يستعد لفتح مقبرة جديدة لرفات أسرى كويتيين

العراق يستعد لفتح مقبرة جديدة لرفات أسرى كويتيين

العثور على رفات أسرى كويتيين في مقبرة جماعية بالعراق

مع اقتراب الذكرى الـ 29 لاحتلال نظام صدام حسين للكويت في الثاني من أغسطس 1990، لا يزال ملف الأسرى الكويتيين المفقودين مفتوحاً بين البلدين، إذ أعلن رئيس الحكومة المحلية في محافظة المثنى اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في البادية الربيع الماضي يعتقد أنها تضم رفات أسرى أعدمهم النظام العراقي السابق بعد الاحتلال.
وتعد هذه المقبرة هي الثانية من نوعها التي تكتشف خلال العام الجاري، إذ شهد الربيع الماضي أيضاً فتح مقبرة أخرى ضمت رفات 43 شخصاً، وتم أخذ عينات الحمض النووي ومطابقتها مع عوائلهم.

وقال محافظ المثنى في تسجيل مصور نشره مكتبه الإعلامي، إنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفات أسرى كويتيين أسرهم نظام صدام إبان احتلال الكويت 1990-1991.

وقالت المتحدثة باسم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد، سلمى عودة، في تصريحات لـ «الرؤية» إن الرفات تم اكتشافها في يونيو الماضي وتسلمها الطب العدلي للتحقق من الحمض النووي، وأكدت النتائج تطابقها مع أسرى كويتيين بناء على قاعدة البيانات المتوافرة.


وذكر الطبيب مدير عام صحة المثني، أحمد مطر، لـ «الرؤية» أن فتح المقبرة «قد يستلزم أسابيع عدة حتى تكتمل الإجراءات الخاصة بتسمية أعضاء اللجنة الثلاثية المشتركة والمكونة من العراق والكويت وبإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر».


وأشار إلى أن عمل مديرية الصحة «يبدأ مع فتح الموقع، إذ سنرسل فريقاً من الطب العدلي لأخذ عينات مخبرية والتأكد من عائديتها (أي من تخصهم)». وأفاد مطر أن المقبرة المكتشفة «تقع في البادية وتبعد عن مركز المحافظة بحدود 100 كم وفي منطقة تسمى الشيخية».

ولفت إلى أن «السيد المحافظ (رئيس الحكومة المحلية) تحدث عن معلومات حصل عليها تفيد بوجود مقبرة جماعية لكويتيين هناك».

وعلمت «الرؤية» من مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أنه سيتم تسمية فريق فتح المقبرة خلال الأيام القليلة المقبلة في إجراء استثنائي دون انتظار للإجراءات الروتينية والمراسلات بين الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية في بغداد.

وكانت بيانات رسمية من محافظة المثنى (240 كم جنوب بغداد) أكدت خلال الشهر الجاري فتح مقبرتين جماعيتين، واحدة للأكراد وأخرى للتركمان في صحراء المثنى، وعند سجن «نقرة السلمان» سيئ السمعة قرب الحدود العراقية ـ السعودية.

وتشير تقارير شبه رسمية إلى أن إجمالي عدد المفقودين الكويتيين الذين أسرهم النظام السابق عام 1990 يبلغ أكثر من 600 أسير. وتم العثور على رفات معظمهم في مقابر عدة في أنحاء العراق فيما يجري البحث عما بين 100 و140 ضحية أخرى.

وقال مسؤول إعلام وزارة الدفاع العراقية، اللواء الطيار تحسين الخفاجي، لـ «الرؤية» إن «اللجنة الخاصة بملف الأسرى والمفقودين الكويتيين في وزارة الدفاع برئاسة اللواء حازم الفريجي وصلت إلى مراحل متقدمة وقاربت على إغلاقه».

وأضاف أن «اللجنة العراقية - الكويتية وبإشراف الصليب الأحمر الدولية، عقدت أمس، اجتماعاً دورياً في الكويت لمناقشة ملف المقبرة الجماعية التي ضمت رفات أكثر من 40 شخصاً وتم فتحها الربيع الماضي وأكدت الفحوصات المخبرية عائدية الجثث إلى كويتيين».

وقال أحمد المطوكي من مكتب المحافظ لـ «الرؤية» إن الوزارة لها برنامج خاص في البحث عن أي معلومات تقود إلى رفات الأخوة الكويتيين ضحايا نظام صدام من خلال نشر إعلانات مستمرة على مواقع إلكترونية لجمع أي معلومات بهذا الاتجاه.

وكان الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، اجتاح الكويت مطلع أغسطس 1990 بقوات تقدر بأكثر من 80 فرقة مجهزة بجميع الأسلحة والمعدات غالبيتها من قوات يقودها هو شخصياً أو نجله قصي أو صهره حسين كامل مثل جهاز الأمن الخاص، الحرس الجمهوري، وقوات الحرس الخاص (وهي نخبة الحرس الجمهوري)، وجهاز المخابرات، ما دفع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب إلى تشكيل تحالف عسكري دولي ضم عشرات الجيوش وحشد ما يقرب من مليون جندي وتمكن من استعادة الكويت نهاية فبراير1991.