السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

التأمين الذكي يفضح عمليات الاحتيال

تتيح التقنيات الذكية لتحليل بيانات الوثائق التي تطبقها شركات التأمين كشف عمليات الاحتيال وهدر الأموال وتحديد مَواطن الخلل، ولا سيما في قطاعَي الرعاية الصحية وتأمين السيارات، بما يسمح لها بخفض التكلفة التشغيلية وطرح وثائق بأسعار تنافسية للعملاء. وأكد مسؤولون في القطاع أن شركات التأمين استفادت من البرامج التكنولوجية التي تمتلكها في الحد من مخاطر سوء استخدام الوثائق، عبر وقف التعامل مع ورش سيارات ومستشفيات بعد أن أثبتت عمليات تحليل البيانات خللاً في مستويات التكلفة لديها. وأكد الأمين العام لجمعية الإمارات للتأمين فريد لطفي أن التأمين الذكي هو أهم تطور يشهده القطاع حالياً وأغلب الشركات العاملة تسير في هذا الاتجاه بعد أن تأكدت من أثره الإيجابي على هوامش أرباحها وميزانياتها. وأشار إلى أن أتمتة جميع مراحل العمل التأميني، لا سيما في قطاعَي السيارات والتأمين الطبي تقلص معدلات الهدر والاحتيال التي تسلب أموال التأمين عبر أكثر من ثغرة. وأوضح أن الافتقار إلى البيانات وتحليلها يعرقل ضبط معدلات سوء استخدام وثائق التأمين، مشيراً إلى أن الأتمتة تجعل البيانات والمعلومات متاحة وتعطي الجهات الرقابية القدرة على رصد مَواطن الخلل والتعامل معها بإجراءات تصحيحية. بدوره، أكد المدير العام لشركة «إسكادينيا سوفت وير» المتخصصة في أعمال الأتمتة وبرامج التأمين، شادي السعدي، أن البرامج التكنولوجية التي تستخدمها شركات التأمين تحقق وفورات ضخمة على صعيد تخفيض النفقات التشغيلية ومراقبة العمليات بشكل يتيح معرفة مواقع الخلل والمبالغة في الاستخدام. وأوضح السعدي أن شركات التأمين المحلية تتباين فيما بينها من حيث مستوى تبنيها للبرمجيات الذكية التي تساعدها على أداء مهامها وتحقيق الكفاءة والفاعلية، لمواكبة التغيرات في سوق التأمين الذي يتميز بتنافسية شديدة. ولفت إلى أن البيانات أحد أهم أسس تحديد أسعار الوثائق، مشيراً إلى أن البرامج التقنية الحديثة يمكنها أن توفر تحليل البيانات بسهول لتدقيقها ومقارنتها بالمعدلات الطبيعية بشكل مباشر. وأوضح أن شركات التأمين المصدرة لوثائق السيارات يمكنها على سبيل المثال معرفة سجل العميل فيما يتعلق بالحوادث والمطالبات السابقة، كما يمكنها مراقبة ورش الإصلاح ومقارنة تكاليفها مع غيرها من الورش في السوق. وشدد على أن النهج نفسه يمكن أن يطبق أيضاً في قطاع الرعاية الصحية لمقارنة تكلفة الإجراءات الطبية بين مختلف المستشفيات وتحديد الضرورة الطبية للبنود الواردة في فواتير المستشفيات. من جهته، أشار نائب المدير العام في شركة الشارقة للتأمين، سهيل جروج، إلى إمكانية مراقبة سوء الاستغلال الذي يمارسه بعض مزودي الخدمات والحد منه باستخدام البرامج التكنولوجية. ولفت إلى أن تدقيق البيانات بشكل تقليدي يتطلب الكثير من الجهد، وينطوي على نسب خطأ كبيرة، لكن التكنولوجيا التي أصبحت متاحة لشركات التأمين باتت توفر البيانات بشكل مباشر ومنظم بطريقة تجعل عملية التحليل أكثر سهولة. وأوضح أن الاستعانة بتقنيات تحليل البيانات تنعكس على كفاءة الشركات ونتائجها عبر ضبط مَواطن الخلل والهدر، ووقف التعامل مع المزودين المتلاعبين، ما يسمح لها بخفض التكلفة الإجمالية وطرح وثائق بأسعار تنافسية.