الخميس - 26 ديسمبر 2024
الخميس - 26 ديسمبر 2024

الصين تعزز التبادلات التجارية مع المنطقة وسط حذر بروكسل

وكالات ـ عواصم تواصل الصين حملة التودد إلى دول أوروبا الوسطى والشرقية، مع انعقاد قمة في العاصمة البلغارية صوفيا، في محطة جديدة من مشروعها لنشر بنى تحتية في هذه المنطقة، حيث تنافس الاتحاد الأوروبي في رأي البعض. غير أن الظروف تبدلت منذ انعقاد قمة 16+1 الأخيرة في نهاية 2017 في بودابست، إذ تخوض الصين والولايات المتحدة أكبر حرب تجارية في التاريخ، بحسب تعبير بكين، مع دخول رسوم جمركية أمريكية مشددة على منتجات صينية بقيمة عشرات مليارات الدولارات حيّز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، ورد الصين بشكل فوري. وتحرص بكين بذلك على عدم فتح جبهة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وفي سياق متصل، توقع رئيس برنامج الاتحاد الأوروبي والصين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية فرنسوا غودمان، أن يتفادى رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ لفت الأنظار خلال قمة صوفيا. وتدرك الصين أن بروكسل تنظر أحياناً باستياء إلى مساعيها لتعزيز وجودها الاقتصادي في المنطقة، التي تشمل دول إستونيا ولاتفيا وليتوانيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا ومقدونيا ومونتينيغرو وصربيا وسلوفينيا والمجر وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا وألبانيا وبلغاريا ورومانيا. ويحاول لي أيضاً تبديد شكوك متزايدة بين بعض المشاركين في قمة هذه الاجتماعات السنوية. ووعدت الصين بتقديم مليارات الدولارات من أجل مشروعات التنمية في منطقة أوروبا الوسطى، وذلك في إطار استراتيجيتها المعروفة باسم الحزام والطريق لفتح أسواق تصدير جديدة. وتحتاج الصين إلى دعم الاتحاد الأوروبي في معاركها التجارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتحضر القمة أكثر من 250 شركة صينية و700 رجل أعمال من وسط وشرق أوروبا في منتدى اقتصادي، إلى جانب اجتماع القمة سعياً إلى إبرام اتفاقيات في مجالات التجارة والتكنولوجيا والبنية الأساسية والزراعة والسياحة. وأسفرت الاجتماعات السابقة عن خطط لمشاريع ضخمة، مثل تحديث طريق السكك الحديدية بين بلغراد وبودابست بقيمة 3.2 مليار يورو (3.73 مليار دولار)، والذي من المتوقع أن يكون جزءاً من ممر نقل معزز من ميناء أثينا، الذي حصلت الصين على حصة أغلبية فيه، إلى أوروبا. ومع ذلك لم يحدث تقدم يذكر في المشروع منذ أن جرى الكشف عنه قبل أربع سنوات، كما هو الحال في عدد من المشروعات الأخرى. وعلى الرغم من عشرات المليارات من اليورو التي أعلن عنها لهذه المشاريع، لا تزال الصين متخلفة عن المنافسة الأوروبية في المنطقة. وصنف مراقبون على نطاق واسع كفاءة برنامج 1+16 بأنه ضعيف، وتكهنوا بأن الصيغة ربما تتغير بالفعل بعد اجتماع صوفيا.