الاحد - 12 يناير 2025
الاحد - 12 يناير 2025

رقصة الدراويش وطوفان الأزرق وترويض النمرة في فنون العالم

يثبت معرض فنون العالم في المركز التجاري - دبي أن للفن قوانينه اللا متناهية وقواعده الخاصة وجاذبيته الفريدة التي تتحدى الطبيعة أو تتآلف معها، تجسد الجمال لا نقلاً وإنما إعادة خلق وإبداع، هنا لا فرق أو حد بين كائن وحيوان وجماد وطبيعة وإنسان، فالكل جزء من لوحة أو تكوين إبداعي يخاطب الوجدان. اختارت الرسامة التشكيلية الإيرانية صدف فارس «رقصة الدراويش» عنواناً لأعمالها التي تشارك بها في المعرض وتعتبر أنموذجاً معبراً عما يمكن لفنان هذا العصر أن ينجزه بالاعتماد على إمكاناته الذاتية. ورؤيته الفنية بعيداً عن فوضى الحياة وتطورها الإلكتروني. وأوضحت صدف لـ «الرؤية» أنها قررت أن تأخذ خط إحياء التراث عبر أعمالها وجاء اختيارها رقصة الدراويش تعبيراً عن رفضها خوض مضمار الحياة المزدحمة بعيداً عن المفاهيم الفنية المستغلقة التي باتت تهدد مسارات الفن التشكلي الراقي. وأبرزت فارس في أيقونة «رقصة الدراويش» نظرة الأنثى إلى هذا الفلكلور عبر إدخال اللون الأحمر مع الزهور المتناثرة على خلفية إحدى لوحاتها. وفي لوحة أخرى ارتأت أن تبرز تلك الرقصة في القرى الإيرانية عبر خلفية خضراء اللون رمزت فيها إلى الريف وأشجاره، تلك الرقصة التي يحلق فيها الراقص إلى عوالم أخرى بالحركة والدوائر والصمت النبيل والتأمل الذي يشمل المشاهد والراقص في آن واحد. وفي زاوية أخرى من المعرض تقدم الفنانة التشكيلية الفرنسية شانتال مارتيل مجموعتها الفنية التي أطلقت عليها اسم «بورتريه السمر» كرست فيها قوة فنية جديدة استمدت جاذبيتها وصلابتها من وجوه السود ومسيرتهم في مقاومة العنصرية بكل قوة. يجذبك اللون الأزرق في لوحات فتكاد تغرق فيه، تنظر وتتعجب وتتأمل وتستعيد الذكريات وتحلق في غد تتمنى لو تشهده وتحياه. من اللوحات الطريفة واللافتة في المعرض أعمال التشكيلية الألمانية زهيرة موثي التي أطلقت عليها اسم «القيم»، حيث اختارت اللون الأزرق الغامق عنواناً موحداً للوحاتها الخمس المشاركة بها، إذ تحاور عبر تدريجات الأزرق امتداداً للدخول والخروج في أزقة الأحياء القديمة التي رسمتها، بعد أن عمدت إلى مدها وانحنائها وتعريجها وتشكيلها بأشكال تتمايل وتستقيم مع امتدادات المنطقة الجبلية التي كثفت فيها البناء المعماري القديم. وبيّنت زهيرة أنها رسمت اللوحات على مدى عام كامل واختارت اللون الأزرق ليكون خطاً مميزاً خاصاً بها تروي فيه رؤيتها ومشاعرها لما يحدث في العالم، وكأنه أفقها الخاص أو سماءها المتفردة أو بحرها العميق. وزهور تحاصر حسناء في محيطها وشعرها وفستانها، وكأنها رفيقة درب، تهمس وتحفظ العهد، تسرد الحكايات وتتناقلها، وتتبادل أسرار الجمال والفتنة. وينقلك الرسام الكوري أندريو واي هونغ إلى عالم طفولي من صنعه، يروض فيه حيوانات الغابة المفترسة ما بين أسود ونمور ويحولها إلى كائنات أليفة ما بين خداع بصري ومجسمات ملونة مبتسمة ترمز لمفاهيم الحياة وأحاسيسها المرتبطة بـ «الحلم، اللعب، الحنين، البكاء». في محاولة لتغير واقع الحياة المفترسة وتحويلها إلى حلم طفولي جميل.