2018-09-03
لم تكن تعلم الإماراتية سهيلة الخزعلي أن من رحم مرارة الألم سيخرج أمل وسعادة ومبادرات غيرت حياة الكثيرين، ولأنها تؤمن بأن العمل التطوعي بذرة من نقاء تثمر خيراً وصفاء، كرست حياتها لخدمة هذا المجال. فمن دور رعاية المسنين، إلى دور رعاية الأيتام، إلى المشاركة في إعادة تأهيل السجناء ومساعدتهم على فتح صفحة جديدة، إلى تعليم فتيات المدارس حرفاً تراثية، لم تتوقف عطاءات الخزعلي اليومية التي تجاوزت الإمارات فذهبت إلى إثيوبيا وجيبوتي لتترك بصمة فرح على وجوه سيدات هناك. رغم كل هذه المبادرات الخيرية استطاعت الخزعلي أن توازن بين احتياجات أبنائها الأربعة وبين عملها الخيري، حيث وجدت تشجيعاً كبيراً من زوجها، الذي أخذ في حثها على فعل الخير، ولم يمانع في سفرها التطوعي. شكَّلت وفاة صغيرتها صدمة كبيرة، فدخلت في عزلة عن العالم الخارجي لعامين، لكنها قررت الانتصار للفرح والحياة وكسر هذه العزلة بالتطوع ومساعدة الآخرين وتدريبهم على مهن تراثية، منها صناعة الخزف ونسج الصوف والحرير. امتدت عطاءات الخزعلي التطوعية لخارج الدولة أيضاً، فذهبت إلى إثيوبيا لتدريب سيدات هناك على بعض الحرف اليدوية بالتعاون مع سيدات أعمال إثيوبيات. وفي عام 2014 أهلت 20 سيدة من أسر السجناء في منطقة جيزان السعودية، لدخول سوق العمل، بعد أن قدمت لهن دورة لمدة أربعة أشهر. فيما أمضت أربعة أشهر أخرى في تعليم نساء في جيبوتي، بالتعاون مع وزيرة المرأة هناك، وكان من بين المتدربات امرأتان من ذوات الهمم تعلمتا منها فن عمل الإكسسوارات وحياكة السجاد.