2018-08-27
لم يكن طريق مصممة المجوهرات الإماراتية عزة القبيسي مفروشاً بالورود، بل كان مليئاً بالتحديات والمنعطفات الحادة، لعوامل مجتمعية متعددة، لكنها أصرت على تحقيق حلمها والعمل في المجال الذي أحبته منذ الصغر، وهي التي نشأت على هواية جمع الأحجار من صدف وحصي ملونة وغيرهما.
التحدي الأكبر الذي واجهته القبيسي، والذي اعتبرته نقطة مفصلية في حياتها، هو يوم أن قررت تغيير تخصصها من العلوم البيئية لدراسة الفن في كلية تشيلسي للفنون والتصميم في بريطانيا.
ورغم أن والدها كان يلمس فيها الموهبة وهو الذي غذاها من الصغر، كونه واحداً من محبي الأحجار الكريمة، إلا أنه خاف من الفشل على ابنته وأخبرها بأنه لا مانع لديه من استكمال الطريق الذي تحبه، لكن عليها أن تتحمل كامل المسؤولية.
كانت كلمات والدها «إذا لم تنجحي فلا تلوميني على فشلك» بمثابة الوقود الذي حرك فيها طاقة كبيرة ودفعها إلى الإبداع في هذا المجال، حتى أصبحت أول اسم إماراتي يدرج ضمن موسوعات الذهب العالمية.
حصلت بعد دراستها في تشيلسي على البكالوريوس مع مرتبة الشرف في صياغة الفضة وتصميم المجوهرات والحرف المصاحبة من كلية لندن غيلد هول، لتكون أول مصممة مجوهرات إماراتية متخصصة في هذا المجال، بجانب حصولها على شهادة تقييم الألماس من بلجيكا.
بعد عودتها إلى الوطن اتضح لها قصد والدها بدرجة أكبر، إذ لم يتقبل البعض ممن حولها فكرة تخرجها في جامعة فنية، مما شكل لها هاجساً جديداً لعمل المستحيل من أجل بلوغ النجاح.
تحاكي مجوهرات عزة التراث الإماراتي، وتمزج تصاميمها بين العصري والموضوعات التقليدية بطريقة إبداعية تعكس واقع الحياة والتقاليد الإماراتية. وتعتمد في تصاميمها على مواد محلية تشكلها بطريقة يدوية إبداعية.
اختارها المركز الثقافي البريطاني سنة 2011 أفضل سيدة أعمال رائدة في مجال التصميم والأزياء، وكانت أول من تفوز بجائزة الإمارات للسيدات في العام نفسه عن فئتين مختلفتين في دورة واحدة «فئة سيدات الأعمال والمساهمات المجتمعية»، كما اختيرت لتولي مهمة التحكيم في مسابقة (جائزة إبداع 2013) لمصممي المجوهرات الإماراتيين.