2018-08-27
اختارت الإماراتية نادية الصايغ المعروفة باسم «ماما نادية»، أن تكون أماً لنحو 170 يتيماً من أصحاب الهمم، وضحايا الأسر المتصدعة حتى أصبحت صوتاً مدافعاً عنهم، تصون لهم حقوقهم وتؤمن لهم الرعاية بعد تأسيسها مشروعاً خيرياً تطوعياً لإيوائهم.
وبمكرمة من قبل، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أبصر مركز المشاعر الإنسانية لذوي الهمم في دبي النور ليحتضن هذه الفئة من الأطفال، ويكون مأوى لهم.
عملت 20 عاماً نائب مدير إدارة رعاية الفئات الخاصة في وزارة تنمية المجتمع، ما أتاح لها فرصة التواصل المباشر مع أولياء الأمور كما التقت بحالات أيتام ومجهولي نسب، ما دفعها إلى خوض التجربة، والتعرف أكثر إلى حالات الأطفال الذين تخلى عنهم أهلهم بسبب إعاقتهم.
الجانب الاجتماعي والنفسي يهيمن على مهام الصايغ، حيث تقول: «هؤلاء ليسوا أطفالاً مرضى، هم فقط بحاجة إلى الحب والرعاية، وتيقنت حينها من ضرورة تأمين أسرة بديلة لاحتضان هذه الحالات».
بدأت الصايغ بإجراء زيارات ميدانية لأطفال يعيشون ظروفاً أسرية صعبة، منهم طفلة وحيدة لأم مصابة بالذهان وأب غائب، وكانت تعاني من الإهمال، وأخرى لصغير من أصحاب الهمم تخلى عنه والده متذرعاً أنه لم يعد يستطع السيطرة عليه، لتستقبلهما ماما نادية وتكون لهما أماً وسكناً.
وفي عام 2010، استأجرت فيلا لتبدأ فيها احتضان نحو 70 طفلاً، لكنها واجهت مصاعب كثيرة، أشدها حين طلب منها صاحب الفيلا إخلاء المكان إلا أنها لم ترضخ له، وأصرت على البقاء وحافظت على حقها وحق الأطفال في المأوى الذي أصبح بيتاً لهم.
وأعقبت تلك المحنة منحة ومكرمة من صاحب السمو حاكم دبي بتخصيص أرض وبناء مركز متكامل لاحتضان ورعاية الأطفال تحت اسم «مركز المشاعر الإنسانية».
لم تأل نادية الصايغ جهداً في الحصول على أوراق ثبوتية لكافة الأطفال لتعيد لهم جزءاً من حقوقهم، حتى استطاعت توظيف أربعة منهم وتزويج ثلاث فتيات.