الخميس - 26 ديسمبر 2024
الخميس - 26 ديسمبر 2024

ألوان حزينة تروي قسوة الحياة

يروي الفنان التشكيلي ضياء العزاوي عبر معرضه «أنا الصرخة» أوجاع الأوطان وأناتها وآهاتها، مجسّداً جراحها وآلامها وأوجاعها بريشة مدادها دماء الأبرياء التي روت تراب الأوطان حتى غلبت عليها الحُمرة الموحشة والغربة الموجهة، لتغلفها معاناة قاسية تملؤها صرخات الأمهات وبكاء الأطفال. ويحتضن غاليري «ميم» للفن التشكيلي في دبي المعرض حتى 30 نوفمبر المقبل، وتحمل اللوحات معاني رمزية وألواناً حزينة تروي تفاصيل من معاناة الشعوب العربية وقسوة الحياة، وعنونها الفنان بأسماء عدة منها «شجرة الحياة، حديقة الخيال، الحقل الأخضر، اللغة الأولى، والمشهد الشرقي». وتسرد لوحة «شجرة الحياة» مشهدين في لوحة واحدة، الأول زاهي اللون يمثل جمالية الحياة قبيل اشتغال الحروب واندماج البشرية مع الطبيعة الأم قبل أن يحل عليها الدمار الذي يظهر في الجزء الثاني للوحة ذات اللون الداكن الممتلئ بالحزن والغضب وتفوح منه رائحة الموت والخوف. وتسلط لوحة «حديقة الخيال» الضوء على الحلم العربي في السلام والأمن والأمان الذي يتمناه الأطفال بعد أن شُرّدوا من ديارهم ولم يبقَ لهم سوى الخيال الذي بات جليسهم وأنيسهم في مخيمات اللجوء على الحدود. اقرأ أيضاً .. قهوة بنكهة المونديال وتتميز اللوحة بالزخم الكبير للأشكال الهندسية والخيالية التي تشبه السحب المتراكمة في السماء، مشيراً إلى حياة اللجوء في البراري باللون البني دلالة على التراب والطين، كما زودها بأشكال هندسية لأوراق الشجر الكبيرة ذات اللونين الأصفر والأخضر، والتي تصف تعايش اللاجئين مع الطبيعة بهدوئها وغضبها. أما لوحة «الحقل الأخضر» فتأتي تكملة للوحة حديقة الخيال، ويرسم عبرها الفنان ذاكرة المهجرين في أراضيهم الخضراء التي انحسرت فيها الألوان الخضراء بعدما دمرتها الحروب فصارت جرداء قاحلة. اقرأ أيضاً .. تطبيق ذكي لاختيار الملابس الصديقة للبيئة وتجسّد لوحة «اللغة الأولى» معاني رمزية سامية توحي بجمال الحياة البشرية في بدايتها وبساطتها ورونقها الزاهي، واختار ضياء العزاوي اللون الأصفر ليرمز إلى أشعة الشمس والأخضر للطبيعة والأشجار، فيما رسم ماء الأنهار بالأزرق والسماء بالأبيض مبتعداً عن الألوان الحزينة، وكأنه يناجي الأوطان ويبكي على أطلالها. وتحمل لوحة «المشهد الشرقي» مشهداً من الفضاء يرصد جمال الكرة الأرضية، إذ تضيء النجوم الصغيرة ذلك الفضاء العلوي في تفرد بصري يبرز الخيال الخصب للفنان، حيث تبدو الأرض خالية من الخراب والدمار.