وصلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قارة أوروبا إلى أقصى مدى لها على الإطلاق منذ عام 2018، حيث تشير بيانات من شركة Kayrros المتخصصة في تحليل المناخ، إلى بلوغ الذروة رغم كل الجهود المبذولة للتحول نحو الطاقة النظيفة في الآونة الأخيرة.
وحسب البيانات، فإن السبب الرئيسي في زيادة الانبعاثات هو برودة الطقس وما تبعه من الاندفاع نحو الفحم والوقود الأحفوري على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية وتقليل إمدادات الغاز الروسية للدول الأوروبية.
تشير الدراسة إلى أنه في كل شهر من عام 2022، زادت أوروبا وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المصدر الأكبر للقارة العجوز.
وتم استخدام صور الأقمار الصناعية في التقرير لتحديد مستويات الانبعاثات الناتجة عن النشاط الصناعي، بجانب النتائج الأُخرى التي جرى التصديق عليها من قبل وكالة الطاقة البيئية الأوروبية.
وحسب كل هذه البيانات، وصلت انبعاثات الطاقة الغازية لهذا العام مؤخراً إلى 1.17 مليون طن يومياً، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ بداية الرصد في 2018.
المفاجأة أن الدول المسؤولة عن ثلثَي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أوروبا هي ألمانيا وفرنسا وهولندا، وهم أكثر ثلاثي يعمل حالياً على التحول نحو الطاقة النظيفة بتشريعات وخطوات جادة، بجانب إيطاليا، التي لن يكون اسمها غريباً بالنظر إلى امتلاكها مصانع السيارات ورفضها سياسات الاتحاد الأوروبي للتحول الكهربائي.
والوصول إلى هذا المدى من الانبعاثات من شأنه أن يضاعف العواقب الوخيمة؛ حيث ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية عن طريق حبس الطاقة الشمسية في الغلاف الجوي، وهذا يغير إمدادات المياه وأنماط الطقس، ويغير موسم النمو للمحاصيل الغذائية، ويهدد المجتمعات الساحلية بزيادة مستويات سطح البحر.